الرئيسية > أخبار السعودية > الإحسان.. عنوان عيد الأضحى المبارك بالطرف

الإحسان.. عنوان عيد الأضحى المبارك بالطرف

الطرف – عبدالله المطلق-عادل سلطان

تصوير استديو تصويري

احتفالا بعيد الأضحى المبارك وفي صباح العاشر من شهر ذي الحجة من عام 1439هـ، توافد أكثر من خمسة آلاف مواطن من أهالي الطرف وقاطنيها وزوارها الى مصلى العيدين في حي العدوة لآداء صلاة العيد والإستماع لخطبته التي أداها فضيلة الشيخ توفيق بن سعد الناصر. وقد اكتظ المصلى بالمصلين والمهنئين من الرجال والنساء وسط أجواء من الفرح والحب ساهم بها العمل الجماعي المشترك والناجح لتهيئة ونظيم مصلى العيدين في كل عام.

وقد أم المصلين في هذا العيد الشيخ توفيق بن سعد الناصر إمام وخطيب جامع السنني بمدينة الطرف، وقدم خطبة متميزة قال فيها:


” الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الذي أَوْضَحَ مَعَالِمَ الدين، وَمَنَحَ الهِدَايَةَ لأَصْفِيَائِهِ الْمُتَّقِين، وَأَشْهَدُ أنْ لا إله إلا الله وحْدَهُ لا شريكَ لَهُ عَلَيْهِ نَتَوَكَّلُ وَبهِ نَسْتَعِيْن، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُوْلُهُ أَرْسَلَهُ ربُّهُ بِالهُدَى وَالنُّوْرِ الْمُبِيْن، صَلَّى اللهُ وَسلَّمَ وَبارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْن، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلى يَوْمِ الدِّيْن. أَمَّا بَعْد:
فخيرُ الوصايا وَأَوَّلُـهَا، وصيَّةُ اللهِ للناسِ بالتقوَى، ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)).
اللهُ أكبر اللهُ أَكْبَر.. لا إله إلا الله..
الله أكبر الله أكبر.. ولله الحمد

هَنِيْئًا لكم هذا العيد، هِبَةُ اللهِ لَكُمْ لِتَسْعَدُوا، عَمَلٌ صَالحٌ يُقبَل, ورَحِمٌ تُوْصَل, وَأَيْدٍ تَتَصَافَحُ, وَنُفُوْسٌ تَتَسَامَح, نفرَحُ ونُؤجَر، ونأنَسُ ونُثابُ.

أيها المسلمون: وَمَعَ هَذَا اليومِ الأَغَرِّ مَا أَجْمَلَ أَنْ نَعِيْشَ مع مَبْدَأٍ وَاسعِ المعاني، ركنٌ لِلدِيْن، وأصلٌ في الْمُعَامَلَةِ، يَزْرَعُ الصَّفَاءَ. وَيحْمِلُ مَعْنَى الشُّمُوْلِيَّةِ، لِيَعُمَّ خَيْرُهُ الإنْسَانَ وَالحَيَوَانَ وَالنَّبَاتَ وَالجَمَاد. بِهِ يَتَعَايَشُ النَّاسُ وَيَلِيْنُ بَعْضُهُمْ بِأَيْدِي بَعْضٍ،، إِنَّهُ ((الإِحْسَانُ))،، ((أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاه، فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإنَّهُ يَرَاكَ)). الإِحْسَانُ: إِتْقَانٌ للعَمَلِ، وَهُوَ غَايَةُ الإِخْلاصِ، بَلْ هُوَ مَرْتَبَةٌ عَلِيَّةٌ لا يَحُوْزُهَا إلا مَنْ مُلئَ قَلْـبُهُ خَوْفاً وَمُرَاقبةً للهِ جلَّ وعلا. وإنَّ أَعْلى دَرَجَاتِ الإِحْسَان: الإِحْسَانُ في حَقِّ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، بِتَوْحِيْدِهِ وإفْرَادِهِ بِالعِبَادَةِ سُبْحَانَهُ،، وَالتَّوْحِيْدُ مِنْ أَعْظَمِ مَقَاصِدِ الْحَجِّ، هُنَاكَ حَيْثُ تَعْلُو حَنَاجِرُ الحَجِيْجِ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيْدِ الخَالِصِ: لَبَّيْكَ اللهمَّ لبيك، لبيكَ لا شريكَ لَكَ، لبيكَ.
وَمَنْ أَحْسَنَ تَوْحِيْدَ رَبِّهِ،، رَضِيَ بما يُقَدِّرُهُ وَيَقْضِيْهِ: ((إنْ أَصَابَتْهُ سرَّاءَ شَكَرَ فكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضرَّاءَ صَبَرَ فكانَ خيرًا له)).
وَمِنَ الإحْسَانِ: لُزُومُ طاعَةِ رَسُوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحُسْنِ مُتابَعَتِهِ ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)). وَمِنَ الإحسان: إِحْسَانُ العبدِ في عبادَتِه، مِنْ صَلاةٍ أَوْ زكَاةٍ، أو صِيَامٍ أو حَجٍّ أَوْ غَيْرِهَا، بِاسْتِكْمَالِ شُرُوْطِهَا وَأَرْكَانِها، وَاسْتِيْفَاءِ سُنَنِهَا وَآدَابِهَا.
مَعَاشِرَ الأَحِبَّة: وَبَعْدَ حَقِّ اللهِ وَحَقِّ رَسُوْلِهِ في الإِحْسَان، يَأْتي الإِحْسَانُ إِلى النَّاسِ، وَأَوْلَى النَّاسِ بالإحْسَانِ، الوالدان، ((وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)) فَكُنْ بِهِمَا رَحِيْماً، وَلَهُمَا مُتَوَدِّداً، ((وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)). وَكَذَا إِحْسَانُكَ إِلى أَرْحَامِكَ بالبرِّ والصِّلَةِ، وفي الحديثِ: )) صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ)). وَيَتَجَلَّى الإحْسَانُ في الإِحْسَانِ إِلى الجَار، يُوَاسِيْه، وَيَمْنَعُ عَنْهُ مَا يُؤْذِيْه، ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلى جَارِهِ)) وَكَذَا إِحْسَانُكَ إِلى العَمَالَةِ،، فَفِي الإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ نَشْرٌ لأَخْلاقِ الإسْلامِ التي تُرَغِّبُهُمْ ولا تُنَفِّرُهُم.
وَفي الْبَيْعِ وَالشَّرَاءِ والتَّقَاضِي يَطِيْبُ الإِحْسَانُ: فَــــــ ((رَحِمَ اللهُ عَبْداً سَمْحاً إذا بَاعَ، سَمْحاً إِذَا اشْتَرى، سَمْحاً إِذَا اقْتَضَى)) صُوَرٌ مِنَ الإِحْسَانِ تَتَعَدَّدُ، تُلامِسُ الْيَتِيْمَ وَالأَرْمَلَةَ وَالْمِسْكِيْنَ، فَكُنْ مِنْهُمْ قَرِيْباً ((إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)). وَتَبْرُزُ أَهَميَّةُ الإحْسَانِ في كُلِّ مَشْرُوْعٍ يُلبي حَاجَةَ الْمُجْتَمَعِ، وَيَزِيْدُ نَمَاءَهُ، بِمُخْرَجَاتٍ ذَاتِ جَوْدَةٍ، تَتَّخِذُ قَاعِدَةَ الإِتْقَانِ نِبْراساً لَهَا: ((إنَّ اللهَ يُحِبُ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَه)). وَمَا أَحْسَنَ الإحْسَانَ في العَمَلِ التطوعي الْمُنَظَّمِ، الذي يُسْهِمُ في نَشْرِ الأَمْنِ الاجْتِمَاعِيِّ، بِفِكْرٍ عِلْمِيٍّ وَفِقْهٍ إِدَاري مُتَسِقٍ مَعَ رُؤْيَةِ مَملَكَتِنَا.
وَللإِحْسَانِ مَعْنًى جَمِيْلٌ، حِيْنَ يَكُوْنُ في حُسْنِ الكَلامِ ((وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ))
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِيْنَ: إنَّ الْمُحْسِنُ بِإِحْسَانِهِ، وبـِحُسْنِ تَعَامُلِهِ مَعَ النَّاسِ يَبْلُغُ دَرَجَةً راقيةً بينَ خَلْقِ اللهِ، مَنْهَجُهُ: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)). يَقْطَعُ بِذَلِكَ حَبَائِلَ الشيطان، ويُقابِلُ الإِسَاءَةَ بالإحْسَانِ. اللهُ أكبر اللهُ أَكْبَر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر.. ولله الحمد

الخطبة الثانية:
الحَمْدُ للهِ الكبيرِ الأَعلى، أَنْعَمَ وَأَسْدَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى رَسُوْلِ الهُدَى أمَّا بَعْدُ: إنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يُتقربُ بهِ إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ في هَذِهِ الأَيَّامِ،، الأَضَاحِي، فَطِيْبُوا بها نَفْسًا، وَكُلوا وَأَطْعِموا وَتَصَدَّقُوا. وَدِيْنُنَا لَمْ يُغْفِلِ الإِحْسَانَ حَتَّى في لَحْظَةِ القَتْلِ أوِ الذَّبْح، “فإذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنوا القِتلَة، وإذا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَة”
أيَّتُهَا المرأةُ الْمُسْلِمَةُ: دِينُ الْإِسْلَامِ بِكَمَالِهِ وَبِمَا فِيهِ مِنَ الْعَدْلِ وَالرَّحْمَةِ وَالإِحْسَانِ هُوَ الْمِنْهَاجُ للحَيَاةِ الوَسَطِيَّةِ، وإنَّ الْمَرْأَةَ الْمُحِبَّةَ لِرَبِّهَا وَدِيْنِهَا تَتَمَسَّكُ بِالدِّيْنِ كُلِّهِ، لا يَحْرِفُهَا عَنْهُ كَلامُ أَهْلِ الأَهْوَاءِ، وَلا تَسَاهُلُ كَثِيْرٍ مِنَ النِّسَاءِ، فَغَايَتُهَا رِضَا رَبِّ السَّمَاءِ، ((وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)).
عِبَادَ اللهِ: عَطِّرُوا أَنْفَاسَكُمْ بِذِكْرِ اللهِ، وَلْتَنْطَلِقْ حَنَاجِـرُكُمْ بِالتَّكْبِيْرِ فَأَنْتُمْ في أَيَّامِ اللهِ العِظَام. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلى الرَّحْمَةِ الْمُسْدَاة، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الإلَه، فَقَالَ جلَّ في عُلاه: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)). اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولِكَ محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه أجمعين. اللهمَ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، واحمِ حوزةَ الدين، اللهمَّ أدمْ الأمنَ والأمانَ علينا، وَأَصْلِحْ أَئمَتَنَا وولاةَ أمورِنَا، وأيدْ بالحقِّ ولي أَمْرِنَا سَلْمَان، خُذْ بِـيَدِهِ للبِرِّ والإحْسَان، وَهَيئْ لهُ البطانةَ الصالحةَ يَا رَحْمَن، اللهمَّ انصرْ جُنُوْدَنا، وانصرْ إخْوَانَنَا المسْتَضْعَفِيْنَ في كُلِّ مَكَانٍ، اللهمَّ احفَظْ حُجَّاجَ بيتِكَ الحرام، واجعلْ حجَّهُمْ مَبْرُورًا، وَسَعْيَهُمْ مَشْكُوْراً، اللهمَّ اشفِ مَرْضَانَا وَعَافي مُبْتَلانَا وَارْحَمْ مَوْتَانَا، وَبَلِّغْنَا فِيْمَا يُرْضِيْكَ آمَالَنَا، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمين “.

وبعد انتهاء الخطبة تبادل الجميع التهاني والتبريكات وقدموا شكركم الجزيل لجهود من ساهم بتهيئة وتنظيم ومتابعة احتياجات مصلى العيد خاصين بذلك رئيس بلدية الجفر المهندس محمد بن عبدالعزيز الهبوب و مدير خدمة البيئة ببلدية الجفر الأستاذ يوسف المهنا ، ورئيس إدارة جمعية الطرف الخيرية الأستاذ فهد أحمد العكروش ولجنة فزعة التابعة لجمعية الطرف الخيرية بمتابعة وإشراف أمين عام الجمعية الأستاذ حمد بن محمد النجم ، وشباب فرقة سياله في اعداد وتجهيز الصوتيات بإشراف ومتابعة من رئيسها أحمد بن عيسى البدر ، وعبدالعزيز بن علي الرشيد وخليفه بن عيسى البدر ، وبدر بن محمد البدر وخليفه بن محمد البدر واللجنة الأهلية بمدينة الطرف على المتابعة ، والشكر موصول للجنة النسائية التي قامت بواجب الضيافة في القسم النسائي بمصلى العيد من توزيع الإفطار والهدايا على الأطفال والنساء. كما وجهت شكرها للمركز الاعلامي لمدينة الطرف لتغطية مظاهر العيد عبر العضو المصور أحمد عبدالله السنني وعبدالعزيز بن محمد البريك وفريق عملهم المتميز.

وتتميز مظاهر العيد في مدينة الطرف بتواجد ومشاركة مختلف الجنسيات التي تسكن مدينة الطرف وبالقرب منها من البلدان المجاوره. ويتميز أيضا بإحياء أهلها لمظاهر عيد الأضحى طوال ثلاث أيام من تزوار بين الأهل والجيران وإقامة للولائم والاحتفالات عند مختلف الأسر الذي تساهم في تعزيز التواصل والترابط بين أفراد المجتمع الطرفاوي الذي يُشهد له بقوة ترابط مجتمعه وتلاحمه.

 

Adel Sultan

عن Adel Sultan

شاهد أيضاً

مطار الملك فهد الدولي يحقق المركز الأول في نسبة الالتزام بمعايير الأداء التشغيلي

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز عبدالله سعد بورسيس تواصل مطارات الدمام تميزها في ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com