أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > الدكتور أحمد البوعلي يكتب: “عنوان الإحسان” … في رثاء الوجيه الشيخ محمد بن حمد الجبر..

الدكتور أحمد البوعلي يكتب: “عنوان الإحسان” … في رثاء الوجيه الشيخ محمد بن حمد الجبر..

صحيفة همة نيوز :

✍️

بقلم الدكتور أحمد بن حمد البوعلي* ..

رحم الله الوجيه الشيخ محمد بن حمد الجبر، رجل الأعمال، صاحب القلب الكبير، واليد البيضاء، والوجه الطيب الذي لم تُغلق بابه حاجة، ولم يَخِب من طرق عتبته فقير.

كان رحمه الله مثالًا للرجل الذي جمع بين المال والإيمان، فأنفق من رزق الله عليه في وجوه الخير، وبذل بسخاء لا يعرف الرياء، يعمل في صمت، ويمنح في خفاء، لا يريد جزاءً ولا شكورًا.

لقد كان من أولئك الذين عمّروا الدنيا بالخير، فشيّدوا المساجد، وكفلوا الأيتام، وساعدوا المرضى، ووقفوا أوقافًا تبقى شاهدة على فضلهم بعد رحيلهم. عاش كريم السيرة، عفيف اللسان، محبًا لوطنه، بارًّا بأهله، قريبًا من إخوانه، محسنًا إلى مجتمعه.

كانت علاقته بإخوانه علاقة محبةٍ ووفاء، يغمرهم بحنانه، يجمع القلوب بكلمة طيبة، ويزرع بينهم الألفة والرحمة، فكان بيته ملتقى المحبة، وصوته نداء الأخوّة الصادقة.

كان بارًّا بأمه حتى بعد وفاتها، وواصل صلته لأرحامه وأقاربه، وقد كان يعتمر لأمه سنويًا منذ بضعة عقود، فلله دَرُّه.

فاز #جائزةالأميرةصيتةللعمل الاجتماعي، وكانت له مساهمات في الداخل والخارج، من أبرزها تبرعه السخي بإنشاء أكبر مركز للتوحّد في الأحساء بتكلفة ٢٥ مليون ريال.

كما ساهم بدعم وتيسير الشباب الراغبين في الزواج على مدار سنوات بملايين الريالات، وساهم في العامين الماضيين بدعم الفحص المبكر لسرطان الثدي من خلال سيارتين متنقلتين في الأحساء والدمام كلفتهما عشرة ملايين ريال، فجزاه الله خير الجزاء.

أما عن المساجد واحتياجاتها صيانةً وتكييفًا وفرشًا وترميمًا، فهذا دأبه ودأب أسرته الكريمة #أسرة_الجبر.

وكذلك مما شارك فيه فكُّ العاني، وإطلاق سراح المساجين المعسرين أصحاب الديون، وإعانة الدارسين من الفقراء على تحصيلهم العلمي، ومساعدة الأقارب والأرحام، وكفالة الأسر والأرامل والأيتام.

وكانت المؤسسة الخيرية التي أنشأها مع إخوانه شاهدًا على سموِّ نواياهم ونُبل عطائهم، إذ جمعتهم على عمل الخير كما جمعتهم رابطة الدم والمودّة.

غرسوا فيها قيم البرّ والتكافل، ومدّوا من خلالها جسور العطاء إلى المحتاجين، فكانت أنموذجًا في العمل المؤسسي الهادف، وأثرًا خالدًا يخلّد سيرتهم الطيبة بين الناس.

ومن خلالها تواصل عطاؤهم بصمت، يبتغون وجه الله، لا رياءً ولا سمعة، بل حبًّا للخير، وإيمانًا بأن البذل ميراث القلوب النقية.

تجاوزت في عطائها النصف مليار ريال.

رحل الشيخ إلى جوار ربه، تاركًا خلفه إرثًا من الخير، وسيرةً تفوح بالعطاء، وأبناءً فضلاء صلحاء، وأجيالًا تدعو له بظهر الغيب.

جالسته مرارًا، فرأيتُ في كل مرةٍ فائدة، وفي كل لقاءٍ معه دروسًا من الحكمة، وملامح من التواضع، ونفحات من الإخلاص.

حديثه يلامس العقل، وفعله يسبق قوله، وهمّته تسبق زمانه.

نم قرير العين أبا إبراهيم، يا من جعلت من مالك جسرًا للرحمة، ومن عمرك رصيدًا للأجر، وستبقى ذكراك حديث الوفاء، وعنوان الإحسان، ما دام في الناس من يذكر المعروف ويترحم على أهله.

فَقْدُ الكرام رزيةٌ لا تُجبرُ
أمحمدٌ، جبرُ الخواطر أكبرُ
لهفي عليك ولهفُ كلِّ أحبةٍ
فقدوا عزيزًا بالمكارم يُؤثَرُ
ولقد علمت بأنك جابرٌ
عثراتِ قومٍ في الحياة تعثّروا
شهدت مآذنُ في الحسا بصنيعكم
وأنينُ مرضى بالشفاء تعطّروا
وفكاكُ أسرى في السجون لحاجةٍ
وجدوا المعينَ لأمرهم فتحرروا
من آلِ جبرٍ إن ذكرتُ محمدًا
فالكلُّ يدعو والجميعُ تَشَكَّروا
في جنة الفردوس ندعو ربَّنا
إن الكريمَ بكلِّ خيرٍ يُذكَرُ

د/ أحمد بن حمد البوعلي

*مدير الهيئة العامة للأوقاف بالمنطقة الشرقية ورئيس مجلس إدارة جمعية قبس للقرآن والسنة والخطابة

عبدالله العيد

عن عبدالله العيد

شاهد أيضاً

سمو محافظ الأحساء يستقبل محافظ “منشآت”…

Share this on WhatsApp فريق تحرير صحيفة همة نيوز الإعلامي استقبل صاحب السمو الملكي الأمير ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com