الطرف – عبدالله بن صالح المطر
يُشاطِرُ القلبُ عَقلاً يَنسجُ الحَرفَ و الأشعَار، يهِيمُ وَصفاً في ثرى وَطنٍ كما حباتِ مسكٍ و عِطرُ أزهار، أو كَنجُومِ لَيلٍ بثَّتِ الضِياءَ و الأنوار، اسمُه يَعزِفُ الشُموخَ لَحناً حاميَ الأوتَار، هيبةَ عِزٍّ تَهدمُ أسوارَ الحِقدِ و تَدفِنُ الأوكار، تَردُ الكَيدَ في نَحرِ الأعدَاءِ و تَردَعُ الأشرار، مَملكةُ جُنودٍ لأجلِها وَهبوا أرواحَهُم لِلمَوتِ و أفنَوا الأعمَار، بَل غادَروا الدُنيا إلى جنَّةِ الأبرار.
اظهِر الحُبَ و الإنتِماءَ لِلوطَنِ و دَع الأعذَار، كُن شَمسَ فَخرٍ يَتلاشى خَلفَها الظَلامُ و النُجومُ و الأقمَار، لو نَسجتَ له مِن أبياتِ الشِعرِ عَدد رملِ الغِفار، و مَلأتَ الأقلامَ حِبراً بِقَدرِ ماءِ البِحار، و كتَبتَ تفَاصِيلَ الجَمالِ على أوراقِ الأشجَار، لَن يَبلغَ الوَصفُ عُشراً مِن المِعشَار.!