الطرف – عبدالله بن حمد المطلق
تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني ( السابع والثمانين ) في اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام ، وهو اليوم الذي وحد فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه هذا الوطن تحت مظلة التوحيد.. وسار أبناؤه على نهجه مطبقين لكتاب الله وسنة نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
هذا الحدث التاريخي الهام الأول من الميزان من عام 1352هـ ، يوماُ محفوراُ في ذاكرة التاريخ منقوشاُ في فكر ووجدان المواطن السعودي والمواطنة السعودية كيف لا ؟؟ وهو اليوم الذي وحد فيه جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه شتات هذا الكيان العظيم ، وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل. وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني) وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قياده.. ووفاء شعب ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز “طيب الله ثراه ” الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ ، فقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والإزدهار متمسكاُ بعقيدته ثابتاً على دينه.
إن في حياة الأمم والشعوب أياماً هي من أنصع تاريخها ، ويومنا الوطني لبلادنا الطاهرة تاريخ بأكمله ، إذ يجسد مسيرة جهادية طويلة خاضها البطل الموحد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه- ومعه أبطال مجاهدون هم الآباء والأجداد – رحمهم الله جميعاً – في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده تحت راية واحدة وهي راية التوحيد ، ومثلما كان اليوم الوطني تتويجاً لمسيرة الجهاد من أجل الوحدة والتوحيد ، فقد كان إنطلاقة لمسيرة جهاد آخر، جهاد النمو والتطور والبناء للدولة الحديثة.
واليوم الوطني مناسبة عزيزة تتكرر كل عام ، نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات ، حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة ، بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها ، وحمايتها للعقيدة الإسلامية ، وتبنيها الإسلام منهجاً وأسلوب حياة حتى أصبحت ملاذاً للمسلمين ، وأولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جل اهتمامها ، وبذلت كل غال في إعمارهما وتوسعتهما بشكل اراح الحجاج والزائرين وأظهر غيرة الدولة على حرمات المسلمين وإبرازها في أفضل ثوب يتمناه كل مسلم، ونجاح موسم حج هذا العام 1438هـ هو خير دليل على قدرة المملكة على استضافة حجاج بيت الله الحرام ، وقدمت لهم كل سبل الراحة شهد بذلك كل من وطأت قدمه أرض المقدسات الإسلامية.
ولقد دأبت حكومتنا الرشيدة منذ إنشائها على نشر العلم وتعليم أبناء الأمة والإهتمام بالعلوم والآداب والثقافة ، وعنايتها بتشجيع البحث العلمي وصيانة التراث الإسلامي والعربي واسهامها في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية ، وشيدت لذلك المدارس والمعاهد والجامعات ودور العلم ، وما حققته المملكة العربية السعودية سبقاً في كل المجالات الصحي والتعليمي والٌإقتصادي والثقافي والإجتماعي وغيرها من المجالات الأخرى.
إن توحيد هذه البلاد على يد قائدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لهو تجربة متميزة للمجتمع الدولي ، وأحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم ، وإبراز ذلك النهج الذي تبنته المملكة في سياستها الداخلية القائمة على مبادئ الإسلام الحنيف ، وكذلك في علاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا واحترام مبادئ حقوق الإنسان في اسمى معانيها، كما أنها فرصة ثمينة أن نغرس في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة فيشعروا بالفخر والعزة ، ونغرس في نفوسهم تلك المبادئ والمعاني التي قامت عليها هذه البلاد منذ أن أرسى قواعدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ونعمّق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة حتى يستمر عطاء ذلك الغرس المبارك.
وفق الله الجميع في رسم تلك الصورة المشرقة ، وتظل المملكة العربية السعودية غنية برجالها ونسائها وشبابها وعطائها وإسهامها الحضاري، فخورة بأمجادها وتاريخها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان صاحب الرؤية المستقبلية ، وصانع مجدها.