
صحيفة همة نيوز : عبدالله حمد المطلق ..
النبات البري في الأحساء .. للعم عطاء بن علي العطاء ..
عندما فكر العم عطاء بن علي العطاء رحمه الله بجمع ماكتبه عن النباتات في الأحساء ، كان يحرص على عرضه الى المقربين منه ، والذين يجالسونه باستمرار أمثال الاديب :
الأديب مبارك إبراهيم بوبشيت ، والدكتور سعد بن عبدالرحمن الناجم والأستاذ عبدالله المطلق ، والأستاذ خالد بن فهد البوعبيد ..
حيث كان بين الحين والآخر يتواصل معنا ، إلى ان وصل الى قناعة أنه لابد من طباعة كتابه ، وهو فخور بان تم إنجازه بعد جهد جهيد حيث اخذ منه الوقت
و الجهد والصحة والمال أن يرى ثمرة هذا التعب في كتاب يطلع عليه الجميع مهما كلفه من ثمن !،
ولم يهنأ له بال الا بعد ان راى كتابه بين ايدي محبيه ومرتادي مزرعته .
وبحكم ملازمتي للعم عطاء بن علي العطاء رحمه ، فضلت ان أكتب عنه ، ليقرا رأي الآخرين
لذا فقد سطرت له هذه المقالة ليطمئن قلبه وتلقفها بشوق ومحبة .. فكتبت هذه المقالة وتم نشرها في جريدة اليوم : ( الخميس الموافق 25 مايو 2006 العدد 12032 ):
(واحة الأحساء حباها الله بالنخيل الباسق ، وبجمال الطبيعة خاصة إذا دخل فصل الربيع ، حيث تعشب الأرض وتتزين بكل أنواع النباتات البرية فعندما تتجول في صحراء وبراري الأحساء ترى كل أنواع وألوان النباتات بأزهارها وثمارها ، بعضها حولي وبعضها موسمي تنبت بعد هطول الأمطار وتختفي مع جفاف الأرض ، ومع ذلك هناك أنواع من النباتات تراها مع قسوة الحرارة ولهيب الشمس الحارق .. ترى هذه النباتات صامدة تتحدى كل الأجواء والطقوس!
الأحساء رغم ما فيها من أكاديميين ومتخصصين في مختلف التخصصات النباتية والزراعية لم نر لهم دراسات تتحدث عن النباتات التي تنبت في البيئة الأحسائية !
رغم تجوالي في المكتبات العامة ومكتبات الجامعات الموجودة في الأحساء !
ولقد سعدت كثيرا عندما اطلعت على كتاب يحمل عنوان “النبات البري في محافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية “من تأليف عطاء بن علي بن سالم العطاء الذي تفضل مشكورا بإهدائي نسخة من هذا الكتاب القيم الذي يعد من الكتب النادرة التي تتحدث عن النباتات البرية في الأحساء.
واطلعت على الكتاب الذي احتوى على مقدمة للمؤلف قال فيها ” إن كتاب النبات البري في محافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية يحوي بعض النباتات البرية التي تنبت في بر الطرف خاصة ، وحرصت على التقاط الصور الفوتوغرافية لكل نبات حسب الموسم الذي ينبت فيه ..
وفعلا بذل المؤلف جهدا كبيرا وهو ينتقل من بر إلى بر ومن صحراء إلى صحراء متجشما الصعاب والمخاطر من أجل توثيق نباتات الأحساء البرية شاهد ووثق بعينه كل ما رآه حتى أخرج لنا هذا السفر الممتاز الذي سيكون مرجعا لكل المهتمين بنباتات البيئة الأحسائية ، ومرجعا لكل العطارين الذين يبحثون عن مواقع النباتات البرية التي تخدمهم في مهنة العطارة .
ولاشك أن المؤلف استفاد من خلال قراءته لبعض المؤلفين من عرب وأجانب تحدثوا عن النباتات في البيئة السعودية وعن البيئات الأخرى في العالم ، ولكن المؤلف أراد أن يكون له رأيه الخاص في مؤلفه فقد جمع المؤلف بين الكتب والمراجع الشفهية من رجال البادية ورجال الحضر من كبار السن الذين لهم خبرة ودراية بالنباتات البرية.
وأهدى المؤلف الكتاب لعشاق رمال الصحراء وكثبانها ، ولمن سانده وشجعه من أصدقاء وأساتذة الذين علموه مؤالفة الصحراء حتى عشقها لدرجة الهيام !
وحرص المؤلف على استعراض جميع أنواع النباتات البرية التي وثقها بالتصوير في بر الطرف خاصة وبر الأحساء عامة حيث ضم الكتاب 96 نوعا من النباتات البرية ،
كما حرص على ترتيبها ترتيبا هجائيا بدأها بنبات أبو شوكة وختمها بنبات الهرم ، وضمن كتابه بملحق رصد ما نشر عنه في الصحف المحلية وذكر أسماء النباتات بالعربي واللاتيني ، ثم ذكر المراجع العربية والأجنبية التي استفاد منها واختتم الكتاب بسيرة عطرة ، حيث ذكر أنه من مواليد مدينة الطرف وتتلمذ على أيدي مدارس المطوع بالطرف ، ثم التحق بشركة ارامكو السعودية حتى تقاعد منها في تاريخ 1 / 6 / 1987 م .
ويهوى التصوير والرحلات البرية ومعرفة النباتات البرية والمواقع والموارد والآثار منذ الصغر و له أكثر من 21 عاما وهو يتجول في صحراء الأحساء من أجل تصوير النباتات والزهور والبحث عنها وعن الآثار المحيطة بها.
فعلا إن كتاب : النبات البري في محافظة الأحساء كتاب يستحق القراءة والاطلاع ومؤلفه يستحق الشكر والتقدير والثناء على هذا المجهود الطيب وأن طموح الإنسان الأحسائي لا حدود له ، خاصة أن المؤلف وظف هواية التصوير وعشقه للطبيعة وعشقه للأحساء ، وبذل الصحة والمال والجهد والعرق والوقت حتى أخرج لنا هذا الكتاب بهذه الأناقة كأناقة صاحبه ، ولاشك أن المؤلف لديه الكثير من المعلومات التي يعرفها كل من يزوره في مزرعته التي تضم كل ما يمتلكه من ثروة تراثية ، وثروة مكتبية ، وتقنية عالية وظفها لحفظ هذه الثروة المعلوماتية، التي ستصبح فيما بعد مرجعا لأجيال المستقبل إن شاء الله.. فهنيئا لمؤلفنا هذا الإبداع وهذا التألق في مجال عالم الطبيعة.

