صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : بقلم : أ. عبدالله بن حمد المطلق ..
سياله ..و صوت الآذان ..
في قلب براحة سياله، ينهض جامع الطرف الكبير شامخًا كأنه حارسٌ للذاكرة، وموئلٌ للمصلين وأهل الحي حين تقترب منه، تشتم رائحة الطين الأولى التي بُني بها يوم كانت أيدي آل حبيل تضع اللبنات في بداية سكنهم بالطرف، قبل أن ينهض من جديد على الطراز الأحسائي البهي، بوقفة فاعل خير من أرض الكويت الكريمة.
هذا الجامع لم يكن جدرانًا وأعمدةً فحسب، بل كان صوت الآذان الذي ملأ الحارات، حمله رجال صدحت حناجرهم بالنداء ومنهم :
إبراهيم بوبشيت، عبدالله بونجوم، عيسى العبدالله، أحمد بوحسون، عيسى العبود، علي العيد، سعد مقبل المقبل، عيسى إبراهيم العبود، صالح اليوسف، محمد علي السلطان، خليفة علي السلطان، وعيسى يعقوب العويس.
وفي محرابه :
تعاقب الأئمة الذين جمعوا الناس على صفٍ واحد وقلبٍ واحد ومنهم :
عبداللطيف عبدالعزيز الشعيبي، أحمد عبدالعزيز الشعيبي، الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله المبارك، محمد مبارك الريعان، إبراهيم عبدالعزيز الشعيبي، عبدالرحمن محمد الناجم، ومحمد بن علي العبداللطيف الذي ظل إمامًا لأكثر من خمسين عامًا حتى صار صوته مألوفًا كنبض المكان،
ثم جاء من بعده توفيق العبدالعزيز، وأخيرًا الأستاذ محمد بن خليفة السلطان الذي لا يزال يحمل الأمانة حتى يومنا هذا.
جامع الطرف الكبير ليس مجرد مسجد، بل هو سجلٌ من الطين والحجارة، يحفظ في أركانه قصص الآذان والصلوات، ودفء الجيرة، ومهابة الجمعة حين تمتلئ صفوفه بوجوه تعرف أن الدين والوفاء صنوان في هذه الأرض ..
ومن القلب خرجت كلمات تتسابق لوصف هذا الجامع الذي ظل شامخا في عنان السماء :
هنا التقى الجمعُ في محراب مكرمةٍ
والمجدُ يزهو على الأعتاب والقِـــبَلِ
كم رفرفت فيه أرواحٌ مصــــــــــلّيةٌ
كالنور في القلب، أو كالنبع في الجبلِ
وجامع الطرف الكبير ليس مجرد مسجد، بل هو سجلٌ من الطين والحجارة، يحفظ في أركانه قصص الأذان والصلوات، ودفء الجيرة، ومهابة الجمعة حين تمتلئ صفوفه بوجوه تعرف أن الدين والوفاء صنوان في هذه الأرض.
- وهذه الأبيات النبطية خرجت من لهجة أهل الطرف :
-
يا جامع الطرف يا طيب المبــــاني
فيك الركوع وفيك سجدة ودعوات
من يوم طينك بيد الأهل باــــــــني
وأنت المعزّة في قـــــــلوبٍ ونيات
…..
