صحيفة همة نيوز
✍️/بقلم رئيس صحيفة همة نيوز :
أ. عبدالله بن حمد المطلق ..
نعود بكم مجددا وفي الحلقة 16 من رمضان زمان في الأحساء
مدفع رمضان هو مدفع يستخدم كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة عن هذا الموعد .. وهو تقليد متبع في العديد من الدول الإسلامية بحيث يقوم شخص مكلف بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس معلنًا عن موعد الإفطار خلال شهر رمضان.
ومدفع رمضان هو تقليد قديم يتمثل في إطلاق المدفع لإعلام الناس الصائمين بموعد الإفطار في وقت المغرب خلال شهر رمضان ، ويعود هذا التقليد إلى مئات السنين، ويُعتقد أن أول من بدأه كان في مصر خلال العصر المملوكي، عندما أمر السلطان المملوكي خشقدم (في القرن15 الميلادي ) بإطلاق مدفع وقت الإفطار، فأعجب الناس بذلك واستمر التقليد منذ ذلك الحين.
أما المدفع في العصر الحديث و مع التطور التكنولوجي ووجود الأذان عبر الإذاعة والتلفزيون، تراجع استخدام المدفع في بعض الدول، لكنه لا يزال مستمرًا في أماكن كثيرة كرمز تراثي .
وما زال البعض يطالبون باستعادة هذا الرمز التراثي الذي كانت له مكانة كبيرة في المجتمع الأحسائي وخاصة مدينة الهفوف باعتبارها مركز محافظة الأحساء ..
واقتبس ماذكره الإعلامي عدنان الغزال في جريدة الوطن بتاريخ – 07 ربيع الأول 1436 هـ) :حيث التقى مع كبار السن ، واخذ منهم المعلومات التي تتحدث عن مدفع رمضان في الأحساء..لأن جهتنا في الواحة الشرقية لايوجد مدفع الا مدفع سرهيد فوق جبل القارة .. الذي تم نقله الى قصر إبراهيم بمدينة الهفوف .. ومن قابلتهم يذكرون لي مدفع سرهيد ودوره في معركة كنزان ، ولكن لا يذكرون لي دور مدفع رمضان في مواعيد الإفطار أو مواعيد الإمساك .
حيث ذكر الأستاذ عدنان الغزال في مقابلته مع كبار السن بقوله :
( ولا تزال التلة الصخرية التي ينطلق منها دوي مدفع الإفطار والإمساك خلال شهر رمضان المبارك قبل نحو ربع قرن، تقف شامخة في موقعها وسط جبل الطوب في حي الفاضلية الشعبي بمدينة الهفوف، وهو المدفع الرمضاني الأكثر شهرة في مدن وقرى الأحساء، إذ توجد مدافع أخرى في بعض مدن وقرى الأحساء إلا أنها أقل شهرة، ودأبت فرقة عسكرية تابعة للشرطة والحرس الوطني في الأحساء خلال فترة امتدت لأكثر من 35 عاما، على الإشراف عليه قبل أن يتوقف في ضرب المدفع قبل ربع قرن.
وقد اشتق اسم الجبل “الطوب” من كلمتي “دوي المدفع” طبقا للهجة المحلية الأحسائية. وأمام صمود تلك التلة انطلقت نداءات بإعادة ذلك “الصوت”، وجاءت تلك النداءات متزامنة مع صدور الموافقة على استعادة مدفع رمضان في المدينة المنورة – كما ذكر ذلك في مركز دارة الملك عبدالعزيز : (ففي عام 2013م، أمر الملك سلمان بن عبد العزيز أطال الله في عمره بإعادة المدفع الرمضاني إلى المدينة المنورة بعد فترة من التوقف.) .
وقال : أحد كبار السن، إلى أن العمق التاريخي للأحساء، الذي يمتد لأكثر من سبعة آلاف عام قبل الميلاد، وما تحتضنه من إرث حضاري ضارب في عمق التاريخ، يشفعان لها في إحياء المدفع الرمضاني في موقعه الحالي، الذي يحرص الكثير على اصطحاب أبنائهم لرؤية المدفع وسماع صوته واسترجاع ذكريات المدفع الرمضاني، بالإشارة إلى أن فرقة عسكرية تعسكر في الموقع، وتبدأ معسكرها في منتصف شهر شعبان من كل عام، وإنشاء خيمة ويوجد في المعسكر عدد من الأفراد المتناوبين، الذين لا يقل عددهم عن خمسة أفراد، ويستمر هؤلاء العسكر في عملهم حتى فجر يوم العيد بإطلاق مجموعة من القذائف إيذانا بحلول شهر شوال، لافتا إلى أن صوت دوي المدفع يمتد إلى دائرة قطرها أكثر من خمسة كيلومترات.
وقال : إن موقع المدفع يشهد تقاطر أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين من مدن وقرى الأحساء لمشاهدة إطلاق القذائف وسماع الصوت في مشهد بانورامي، ودعا المسؤولين إلى إحياء هذا التراث خلال هذا الشهر، واعتباره تقليدا وإرثا سنويا يجب الحفاظ عليه من الاندثار، وتسجيله كفعالية احتفالية وترفيهية وسياحية للأحساء، مشيرا إلى أن بعض الدول الخليجية حولت مواقع مدافعها إلى أماكن سياحية وتراثية، تنقل وقائعها على القنوات الفضائية.
وقال أحد كبار السن: ذكريات إطلاق 284 قذيفة خلال شهر رمضان كاملا، موزعة على النحو الآتي: ثلاث قذائف عند الإفطار، وثلاث أخرى عند الإمساك، وثلاث أخرى عند السحور في تمام الساعة الـ12 من بعد منتصف الليل، وذلك بواقع تسع قذائف يوميا لـ30 يوما، إضافة إلى سبع قذائف ليلة إعلان دخول شهر رمضان، وسبع قذائف أخرى فجر يوم العيد، وفي بعض السنوات تطلق يوم العيد بقية القذائف المتوافرة.)
وللحديث بقية
