أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > نص خطبة عيد الفطر المبارك بالطرف لعام 1436

نص خطبة عيد الفطر المبارك بالطرف لعام 1436

للاستماع للخطبة زيارة رابط اذاعة مدينة الطرف:

 https://m.soundcloud.com/altaraf-city/1436-1

بسم الله الرحمن الرحيم خطبة عيد الفطر 1436هـ

الحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على إتمام فريضة الصيام، والحمد لله على الإنس بسنة القيام ..فلله الحمد كثيرا، كما ينعم كثيرا، له الحمد كثيرا، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله: غدوتم إلى رب كريم، في صبيحة يوم عظيم، أمرتم بالصيام فصمتم، وندبتم إلى القيام فقمتم، وتصدقتم واجتهدتم، قرأتم القرآن، وأطعمتم الجوعان، فاقبضوا جوائزكم مسرورين، وارجعوا إلى بيوتكم راشدين، محسنين الظن بربكم داعين (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم)، عاملين بطاعته مدة بقائكم غير ناكثين، (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، عاقدين العزم والعهد موثَّقا على هِجْران المعاصي، والثبات على الدين، قال ربنا التواب الرحيم: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)، فقد غُفِر لكم أيها الصائمون، وعد من الله، والله لا يخلف وعده، ويوم القيامة توفون أجوركم بغير حساب،

 فلا تسودوا بيض صحائفكم بسوء أعمالكم، صوموا ستا من شوال، وأيام البيض والاثنين والخميس، ثلاثة من كل شهر، فذا صيام الدهر، و(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، فرب رمضان هو رب الشهور جميعا، وأتبعوا الحسنة الحسنة، والسيئة الحسنة تمحها، واجعلوا ذا النهج سبيلكم إلى سعادة الدارين، فذا ديدن الصادقين، (أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ))، فاعملوا ليوم يقال فيه لكم، وقد أُدخلتم الجنة، نعم دارُ المتقين: ((يا أهلَ الجنَّةِ؟ فيقولون: لبَّيْك ربَّنا وسعدَيْك، فيقولُ: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضَى وقد أعطيتَنا ما لم تُعطِ أحدًا من خلقِك، فيقولُ: أنا أُعطيكم أفضلَ من ذلك، قالوا: يا ربِّ، وأيُّ شيءٍ أفضلُ من ذلك؟ فيقولُ: أُحِلُّ عليكم رضواني، فلا أسخَطُ عليكم بعده أبدًا))، فاحمدوا الله على نعمة الإسلام، واسألوه بوجهه الكريم الفردوس الأعلى من الجنة موقنين، وصلوا على النبي الأمين، والحمد لله رب العالمين.

أيها المؤمنون: في هذا الصباح الجميل تستقبلون يوماً مجيداً من أيام الله، شعيرة من شعائر الله، شعارها إظهار الفرح والسرور بطاعة الله، وقوامُها الأنس والحبور بآلاء الله، فبروا فيه آباءكم، وصلوا أرحامكم، وصفوا قلوبكم، وَأَزِيلُوا أَسْبَابَ الخِلَافِ والشحناء بَيْنَكُمْ، خُذُوا بِوَصِيَّةِ الحبيب -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ((لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا))، وأحسنوا إلى جيرانكم، وأدخلوا السرور والبهجة على القريب والبعيد، وكونوا عباد الله إخوانا؛ فإن إظهار السرور واللهو المباح في هذا  اليوم من شعائر الله، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). واعفوا وصفحوا، فذا يوم الصفح والعفو والإخاء، بعد صيام شهر الصبر، فمن رغب في عفو الله فليعف عن عباد الله، فالجزاء من جنس العمل،﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾، (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ وَحَرِ صَدْرِهِ (أي ما فيه من غل ومرض وفساد) فَلْيَصُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ))، وقد صمناه والحمد لله؛ ولذا فليبشر من عفى عن أهله وإخوانه ووصلهم في هذا اليوم العظيم بعز الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم: (( وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ))، فمن أبى إلا الهجر فجزاؤه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي دواد: ((من هجر فوق ثلاث فمات دخل النار))،  وقال رجل لابن السماك: “موعدنا غداً نتعاتب، فقال له:لا، بل موعدنا غداً نتغافر”. فصل يا أخي في تواضع كل من قطعك، وقل: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، نعم أحباب الرحمن: لنردد معا في صفاء وهناء في هذا اليوم البهيج: من اليوم تغافرنا ونطوي ما جرى منا، فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا، وإن كان ولابد من العتبى فبالحسنى.

 معاشر السادة النجباء، أبناء الطرف الأعزاء: أظنكم -إخوتي أخواتي- تتفقون معي، أننا بالوئام والاتحاد أعز وأقوى، عملا بقول الله تعالى:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا)، وبالتعاون والاجتماع على الحق والهدى، وبترك التراشق بالكلمات، واتهام النيات، والانفراد بالرأي أو التخطيط أو المشروعات، سنكون حتما أنجح وأسمى وأقوى، وسنقطع الطريق على كل حاقد أو فاجر يريد تعكير صفو التعايش الحميم بيننا.

أحبتي في الله: هذا الحراك الأخير في المجتمع الطرفاوي وفق رؤية واضحة من قبل لجنة الأهالي، برئاسة العمدة، وبالتعاون والشراكة مع مؤسسات المجتمع كافة؛ مدنية وحكومية وأهلية، وعلى رأسها جمعية الطرف الخيرية- سدد الله القائمين عليها وأثابهم ووفقهم لكل خير- من أجل دعم العمل الخيري التطوعي، وقد جسَّده كوكبة رائعة من شبابنا النبلاء -بارك الله فيهم وزادهم الله توفيقا- في أكثر من ميدان، ومن أجل الوصول إلى نهضة اجتماعية خدمية شاملة، توحيدا للجهود، وتوظيفا لطاقات الشباب وخبرات الشيوخ.. هذا الحراك خطوة مباركة في الطريق الصحيح، وإنجاز محمود في طريق النماء والسناء والبناء، نقطف بعض ثماره اليوم، وننتظر الكثير، وينسجم مع تعاليم ديننا الحنيف، وبرامج الدولة وأهدفها الكبرى- حرسها الله- ،ربما نختلف فيما بيننا في الرأي، وتلك سنة، ولكن يجب أن لا نضيع الهدف، وأن لا نثلم الاتحاد، ولْنَكُفَّ جميعا عن الهمز واللمز، ولنضع أيدينا في أيدي إخواننا بصدق، ولنحسنْ الظن بهم، وخاب عبدٌ كان مفتاحا للشر، مغلاقا للخير، قال صلى الله عليه وسلم: ((عليكمْ بالجماعةِ، وإياكم والفرقةَ، فإنَّ الشيطانَ مع الواحدِ وهو من الاثنينِ أبعدُ. ومن أراد بحبوحةَ الجنةِ فلْيلزمِ الجماعةَ))، جميل أن يكون شعارنا: وطن لا نبنيه جميعا متحدين، (سنة وشيعة)، لا نحميه ولا نصونه ولا نُعليه، (سنة وشيعة)، يدا واحدة، دون قطيعة، لا نستحق أن نُنْمى إليه، أو أن نعيش فيه، شعارنا جميعا: لا للمذهبية  والطائفية، لا لمنهج التكفير والتفجير والغلو وقلب الحقائق وتشويه الأمور، لا لمفارقة الجماعة، أو نزع يدٍ من طاعة، فحبُّ الوطن واجب، والولاء لقيادته الرشيدة عبادة، والمحافظة على مكتسباته شرف، وحماية الجبهة الداخلية من أوجب الواجبات اليوم، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لبلادنا حفاظا على أمنها، وهي تخوض حربا ضروسا مع أعدائها في الخارج والداخل وعلى الثغور. (وما تفجير البارحة منا ببعيد)، فإن فعلنا ما اتفقنا عليه، ومضينا نحو الهدف بخطى واثقة، فسنكون يوما ما –ونحن كذلك- مَضْرِبَ مَثَلٍ في العطاء والتوافق والتآلف والبناء للآخَرِين، كما كان أسلافنا الأفذاذ رحمهم الله، وقدوةً صالحة للقرى والمدن حولنا، وما ذلك على الله بعزيز، فـ(يدُ اللَّهِ على الجماعةِ)، إذا اجتمعوا على الخير والصلاح، فهم في رعايته وكنفه وحفظه، ويومئذ يفرح الطرفاويون الكرماء الأخيار بفضل الله ورحمته، والله ذو الفضل العظيم. والحمد لله رب العالمين.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، والصلاة والسلام على محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخوة الإيمان: اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا وعملوا يدا واحدة، بالحق والرشاد، إعمارا وإصلاحا، ليسعد الجميع، يُؤْتِكُمْ  ربكم (كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)،  والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

أيها المؤمنون: من صلى العيد معنا فلا تلزمه صلاة الجمعة هذا اليوم، له أن يصلي في بيته ظهرا في وقوتها، ولا يلزمه حضور الجمعة، وإن حضرها فحسن.

هذا وصلوا على السراج المنير، نبينا محمد، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، إلهنا نسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، اغفر لنا ولوالدين ولأهلينا والمسلمين أجمعين، أحياء وميتين، وحد صفنا وألف على الخير قلوبنا…تقبل منا الصيام والقيام وسائر الطاعات، وأعاد علينا رمضان ومواسم الخيرات أعواما عديدة، ونحن في صحة وأمن وعافية، احفظ بلادنا من شر كل من فيه شر من جميع خلقك، واجعلها بلدا رخاء سخاء آمنة مطمئنة، وسائر بلاد المسلمين، ووفق إمامنا سلمان بن عبد العزيز ونائبيه وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وجعل عملهم في رضاك، انصر به دينك وأجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين المجاهدين، وأهلك الظلمة الذين يصدون عن سبيلك ويحاربون أولياءك، وارفع الظلم والبغي عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، واحفظ جندنا المرابطين في الثغور في البر والبحر والجو، وعجل بنصرهم على البغاة المعتدين، وكلّ عام وأنتم بخير، وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.

Adel Sultan

عن Adel Sultan

شاهد أيضاً

تقرير حصري لصحيفة همة نيوز ….عن الفخار الحساوي: إرثٌ عريق يواجه تحديات الحاضر ..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم .. تُعدّ ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com