صحيفة همة نيوز
صحيفة همة نيوز : بقلم د. نويَّر بنت عبد الله العنزي ..
أكاديمية في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز
لكل دولةٌ عنوان وتاريخٌ عالقٌ في الذهن،يبعث السرور في النفس، وفي الثالث والعشرين من شهر سبتمبر، يحتفل الشعب السعودي تعبيراً عن حب الوطن والفخر فيه، وفي هذا اليوم نجد الاحتفالات والنشاطات التي تقام في كل مكان من بلادنا فخرًا وتمجيدًا لهذا اليوم، وحين نركز على الجانب التاريخي والأدبي الذي يقدمه الكتاب والشعراء نجد مشاعرهم الجياشة في تسجيل أجمل الكلمات وتصوير أعظم المواقف في التعبير عن ذكرى اليومِ الوطني السعودي .
عبر الشعراء عن مواقف المملكة العربية السعودية في شتى المجالات من تخطيطٍ وبناءِ، ومجتمعٍ متماسك متعاون،حيث سطرت أقلام الشعراء انتصارات عديدة للمملكة العربية السعودية والتي بدأت من المؤسِّس الملك عبد العزيز آل سعود، طيَّب الله ثراه..
لقد كشفت القافيةِ السعوديةِ عن موقف الأدب السعودي وبخاصة الشعر في الدفاع عن القضايا الوطنية بأسباب وأدوات أكسبت الشعر السعودي قوة وحضورًا ومعرفة، ومن المعاني التي وظفها الشعراء السعوديون في قصائدهم بفضل وسائل العصر التي وفرتها حكومُتنا الرشيدة قصيدة للشاعر علي عبد الله الحازمي، والتي بعنوان (أجمل وطن).
استطاع من خلالها أن يعبر عن مكانة الوطن وعن شعوره تجاه هذا الوطن المعطاء في قوله:
دَعُونِي فَقَدْ هَامَ الْفُؤَادُ بِحُبهِ وَمَا مُنْيَتِي إِلاَّ الْــحَيَاةُ بِقُـــــرْبِهِ
فَلَيْسَ لَهُ بَيْنَ الْبِـــلاَدِ مُشَابِه وَكُلُّ بَنِي الإِسْلاَمِ تَحْدُوْ لِصَــــوْبِه
بِهِ قِبْلَةُ ُالدُّنْيَا بِمَكَّةََ بُوْرِكَتْ وَقَدْ شَعَّ نُوْرُ الْحَقِّ مِنْ فَوْقِ تُرْبِهِ
كَذَا طَيْبَةٌٌ طَابَتْ بِطِيْبِ نَبِيِّنَا وَآلٍ كِرَامٍ وَاسْــتَنَارَتْ بِصـــــَحْبِهِ
لَنَا مَلِكٌ قَادَ الْـــــبِلاَدَ بِحِكـْمَةٍ تَرَقَّـــى بِنَا لِلْــــــمَجْدِ غَايَةَ دَأْبِهِ
بِسَلْمَانَ زَادَتْ رِفْعَةً وَتَأَلُّــقاً تَسَامَتْ طُمُوْحًا وَاسْتَطَابَتْ لِطِيْبِهِ
وَنَائِبُهُ الْفَذ الْهُمَامُ مُـــــحَمَّدٌ لَهُ هِمَّــــةٌ عُلْيَا تَجُـــــوْلُ بِلُبِّهِ
فَيَا رَبِّ بَارِكْ مَوْطِنِي وَرِجَالَهُ وَيَسِّرْ عَسِيْرِ الأَمْرِ سَهِّلْ لِصَعْبِهِ
وفي قصيدة أخرى للشاعر محمد بن عثيمن عبر الشاعر عن كفاح الآباء والأجداد عبر مسيرة طويلة من الفخر والاعتزاز في صناعة ذلك المجد وصناعة الحاضر المزدهر في تاريخ المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله قائلا:
إليكم بني الإسلام شرقــاً ومغرباً نصيحة من تهــدى إليكم رسائله
هلموا إلى داعي الهدى وتعاونوا على البـر والتقــوى فأنتم أمثاله
وقوموا فرادى ثم مثنـــى وفكروا تروا أن نصحي لااغتشاش يداخله
بأن إمام المسلمـــين (ابن فيصــل) القــائم الهادي بــما هــــو فاصــــله
فقد كان في نجد قبيــل ظــــهوره من الهرج ما يبكي العيون تفاصــله
ومن بين القصائد أنتقيتُ أبياتٍا من قصيدة كتبها الشاعر الدكتور إبراهيم السماعيل، بِمُنَاسَبَةِ نَجَاحِ مَوسِمِ الحَجِّ لِهَذَا العَامِ 1445هـ – 2024م، بعنوان ( الحج آمن) معبرًا عن رؤية خادم الحرمين والتي تُعد عمادًا للتحولات السعودية في قوله:
مُحَمَّدٌ وَتَـــــمَامٌ فِي مَنَـــاسِكِنَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي بِجُهْدٍ مِنكَ مَقْطُوفُ
مُحَمَّـــدٌ قَدْ أَتَــــمَّ اللهُ مَوسِــمـَنَا دُمْتُمْ لِمَمْلَكَتِي بِالخـــَيرِ مَوصُوفُ
مُحَمَّدٌ يَا أَمِـــيرَ الحَجِّ قَــــافِيَتِيُ تهْدَى إِلَيكُمْ وَفِيهَا البِشْرُ مَسْقُوف
يَا نَجْلَ سَلْمَانَ دَامَ الأَمْنُ فِي بَلَدي وَدُمْتَ يَا قَائِدِي مَا دَامَ تـــَطْوِيفُ
وضحت القصيدة الجهود التي تقام من أجل نجاح موسم الحج والتي لم تكن وليدة اللحظة أو حتى قرارات ارتجالية، بل كانت رحلة من الدراسة والإعداد حتى يكون ذلك الموسم بهذا الرقي والازدهار.
أما عن طبيعة الوطن فقد تغني الشاعر عبد الله الخضير بالطبيعة بفكرة رائعة تتنزل بمنزلة الوظيفة الانفعالية التي تجسدت في جمال وطرب الوصف قائلاً:
رقَّ النّــــدى وتَغَنّـــتِ الأطيـــارُ وتفاخرتْ بمواسِمي الأشعـــارُ
شَوقــــي إلى وطَنـــي أجدّدُ عهدَه بالذكريـــاتِ نشيـــــديَ الإكبــارُ
تــاقتْ إليــهِ جنـــــائنٌ وجــداولٌ يَجْـــلـــو الظلامَ فيستفيقُ نهــــارُ
وقد اجتمع الشعراء على ذكر مدينة الرياض في قصائدهم، حتى حوّل الشعراء هذه المدينة المعروفة إلى علامة فارقة، فالشاعر الدكتور إبراهيم السماعيل يقول:
هَذِي سُعُودِيَّتِي تَحْكِي تَقَدُّمَنَا رِيَاضُ عَاصِمَتِي سِيَّانِ وَالرِّيفُ
ثم نعتها الشاعر الحازمي برياض الحسن في قوله:
وَفِيْهِ رِيَاضُ الْحُسْنِ تُبْدِي تَأَلُّقاً تَطَوُّرهَا فَاقَ الْجَمِيْعَ بِوَثْبِهَ
أما الشاعر عبد الله الخضير عطفها على حبه لإحسائه في قوله:
ضمّ(الرياضَ)وأشرقتْ(أحساؤنا) وازّيّنَـتْ للعالَميـــنَ دِيـــــارُ
وأختمُ بقصيدة نبطية (عِشْق الوطَنَ)، للأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، بمناسبة اليوم للمملكة العربية السعودية، قال فيها:
عفّ الزمان وكل شيٍ معه عف إلاّ الوطن والله ما عنه عفّيت
أشّر لي بعينٍ هدب جفنها رف وأنا له بــعين المحبين لبّيت
أبا أخدمه بالقلب والعقل والكف وأبا أكتبه حيٍ ويبقى وأنا ميت
الحرف باقي والقلم ما بعد جف هو لحني ومعناي هو قافي البيت
بيني وبينه رابط الحب يلـــتف يخصّني وأنا له العمر خصـــّيت
لقد حولت تلك القصائد أمجاد المملكة إلى ملحمة وطنيَّة تحت قيادةٍ رشيدةٍ، منذ أن وضعَ الملكُ المؤسِّس لبنةَ التوحيدِ والترابطِ في هذا الوطنِ إلى أن أثمرت خيراتُها في عهدِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ انطلاقاً من رؤيةِ 2030 لتطويرِ فكر مبتكر لمساراتِ التنميةِ والإصلاحِ، وتحقيقِ الأهدافِ الوطنيَّةِ الكبرى والعالميَّةِ المستدامة.
الشعر الوطني السعودي تاريخ عميق من الأصالة والرقي والتطور في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تعالى.
وكلَّ عامٍ والمملكة العربية السعودية شعباً وأرضاً في القمَّة.
ء
د. نويَّر بنت عبد الله العنزي
أكاديمية في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز
