الزواج ( العرس ) في الماضي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء )الجزءالأول .   ..                 ..

صحيفة همة نيوز   : بقلم ا. صالح سعد النصر ..

                                                    بالماضي كانت لأهالي مدينة المبرز عادات وتقاليد في مراسم الزواج ( العرس ) هذه العادات والتقاليد توارثتها الأجيال جيلا  بعد جيل فأصبحت عرفا خاصًا بها و إن كانت المبرز ليست بمعزل عن بقية المدن والقرى المحلية وحتى الخارجية وبالذات الخليجية فبينها وبينهم أرحام وأصهار وصلات وزيجات  لكن ذلك أصبح جزءا من تراثها العتيد بل سمة من سمات شخصيتها يعتز ويفتخر به كافة الأهالي وإن تبدلت تلك المراسم مع مرور الزمن ، ففي السابق كان عدد أيام الزواج ( العرس ) سبعة أيام ثم انخفض إلى ثلاثة ثم إلى يوم واحد ، وعلى وجه العموم نتذكر بعضا من تلك السمات كالآتي :-                               1- المعرس والعروس ليس لهما رأي في الاختيار والنمط السائد كان معظمه تقليدي البنت لابن عمها أو ابن خالها منذ الطفولة  بجانب الأنماط الأخرى .                                              .

2- العريس لم ير العروس من قبل إلا بعد ليلة الزفة  فالنظرة الشرعية في تلك الأيام لم تكن معروفة لدى المجتمع  تعتمد مخيلته لها على الوصف التكاملي من قبل الوالدة أو الأخت ، مثلا عيونها مثل عيون المها وشعرها حتى …..                                                       

3- العروس النظرة العامة لها للإنجاب والخدمة فقط رغم ماتحظى به من مكانة مرموقة بالمجتمع  .                      

4- المعرس أكبر سنا من العروس إلا في حالات نادرة .                                

5- كل التكاليف يتحملها المعرس وأهله .                 

6- يفضل العروس القريبة نسبا والقريبة كذلك سكنا .                    

7- تبذل أم المعرس جهودا لاختيار العروس بمشورة زوجها والتنسيق المسبق مع الخطابة التي تسميها وبعد الاختيار والرؤية والموافقة المبدئية من قبل أهل العروس تبلغ زوجها بذلك .                                           

8- يتولى والد المعرس المهمة بالذهاب لمنزل والد العروس ويطلبها رسميا منه وبعد فترة و إذا تمت الموافقة يتم تحديد المهر والتوابع وتحديد موعد الملكة .                                                    

9-يستدعى إمام المسجد لمنزل أهل العروس بحضور كافة الأطراف لتوثيق عقد القران ..

أتذكر حادثة لطيفة حضرتها في هذا الشأن وهي أن العروس تستحي وعندما سألها إمام المسجد عن موافقتها من الزواج من فلان بن فلان تقمصت بنت عمها الدور وأجابت الإمام قائلة نعم موافقة عليه وعلى أبوه بعد وسط ضحكات كافة الحضور علما أن الامام لايعلم بذلك لأنه لو يعلم كان فسخ العقد .                     10- كثيرا من الزيجات العروس لاتعلم بعرسها إلا فجأة عندما تطلب منها والدتها بالذهاب لعين الحارة( مسبح النساء) فعين الحارة مقسمه إلى ثلاثة أقسام الاول مسبح للرجال وفيه العين والثاني مسبح للنساء ( الحريم ) والثالث للدواب أو غيرها من العيون للاستحمام أو مع وصول الحناية ومن معها لمنزلها .                                                                 

.11- المهر ( الجهاز ) بسيط وزهيد في تلك الأيام وليس فيه مغالاة مع التوابع منها العبايات وجازة / عزبة ( مواد غذائية متكاملة ) لأهل العروس من قبل أهل العريس .                                                

12- يعيش العروسان في منزل العائلة الذي يضم عدة أسر أخرى معهما .                                    

13-زيارة العروس لمنزل أهلها قليل جدا .                                             

14- يتحول الفريج ( الفريق ) إلى خلية نحل وتعم الفرحة أرجاءه والجميع يشارك أهل المعرس في إتمامه والبعض يطلب أن تكون قهوة المعرس ومن معه من المدعوين  في منزله بعد أكل الوجبة الرئيسة .                                                        15- تتم مراسم الزواج ( العرس ) في أكبر منزل بالفريق (الفريج ) خاصة الذي يوجد به حوي (فناء ) فسيح يشرح صدر الطقاقة والمعازيم من النساء المدعوات للمشاركة في الفرح .                                

16- إلزام أرملة الأخ الأكبر بالزواج من أحد إخوانه خاصة إذا خلفت ( لديها ذرية ) من زوجها المتوفى لذا نجد في المجتمع بجانب أبناء الأعيان ( وهم الاخوة والأخوات من أم واحدة وأب واحد ) نجد أيضا أبناء الأخياف ( وهم إخوة وأخوات من إم واحدة وأباء شتى ) وكذلك نجد أبناء العلات ( وهم إخوة وأخوات من من أب واحد وأمهات شتى )  .                                                         17- ترتيبات الزواج ( العرس ) ليس للعروسين دخل فيه .                               18- يختار والد العريس متعهد الوجبات ( الطباخ ) الماهر ذا السمعة والخبرة في إعداد وجبات متطلبات أيام الزواج ( العرس ) .                      

.

19-تختار والدة العريس أفضل المطربات ( الطقاقات ) لإحياء أفراح العرس ( الزواج ) وفي تلك الأيام الخوالي كانت عائشة النخيلان ومريم الدوسري هما الأشهر والأفضل لتلك المناسبات .                                                              .

20-يتفق والد العريس مع والد العروس على تحديد موعد وتاريخ الزواج ( العرس ) .                                    

21- يتم تكليف رجل ( العزام ) لتوجيه الدعوة وإبلاغ الرجال بموعد مراسم العرس ويلجأ الى كيس به حصى صغير بعدد البيوت وبعد إبلاغ صاحب البيت يأخذ حصاة منه ويضعها في كيس آخر وهكذا حتى تنتهي جميع الحصوات وكذلك أيضا يتم تكليف إمرأة ( العزامة ) لتوجيه الدعوة للنساء لحضور مراسم العرس وتلجأ للخيط لحصر البيوت حيث تعقد عقده لكل بيت يتم إبلاغ صاحبته بالموعد ثم تعد العقد لتعرف عددها ومن خلالها تتعرف على البيوت التي لم تبلغها كل ذلك لعدم وجود رقاع ( بطاقات ) في تلك الأيام الخوالي .                                         

22- الزواجات المشتركة نادرة الحدوث لكن أحيانا يحدث حفل زواج لإخوين معا أوأبناء عمومه مع بعض أو مع أحد الجيران المقربين جدا ويكون حفل زواج واحد وذلك لتقليل التكاليف والمصاريف وفي هذا الصدد إنتشرت بالماضي أغنية مباركين عرس الاثنين ليلة ربيع وقمرة فالمقصود هنا ليس يوم الاثنين بل المقصود هما الإثنان  تزوجا في حفل زواج واحد  .                                  إنتهى الجزء الأول وفي الجزء الثاني نتناول أحداث وفعاليات أيام الزواج ( العرس ) بإذن الله تعالى .                          

.

رحم الله من رحل  ممن حضر تلك الأيام الجميلة وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .

المصادر:- 

1- المهندس / نامي عبدالله النامي بوعبدالله .

2- د/ عمر أحمد الصالح بوأحمد .

3- أ/ هاني إبراهيم الصويغ بوفيصل .                                                      شكر خاص لكل من :-

1-المشرف التربوي أ/ خالد عبدالله الحليبي . 

2- المشرف التربوي أ/ وليد سليم السليم .