صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
رجل التراث للفلاح الأحسائي ..
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
قصة مقابلتي معه :
اعتدنا كل ليلة بعد صلاة العشاء في عام 1407هـ أن نجتمع في منزل محمد بن سالم الخليفة رحمه الله بحضور مجموعة كبيرة من الرجال ، ومنهم حمد بن عبدالله المطر ، وعبدالله بن عيسى بوعبيد ، وأحمد بن مبارك الخليفة .. ورجل من الكلابية اسمه علي العواد كان يسكن في الطرف رحمهم الله جميعا .. ويدور حوار بين الجميع عن الطرف ومسماها .. وموضوعات متنوعة في شتى مناحي الحياة .
وكان من ضمن ماذكره لنا محمد بن سالم الخليفة أنه كان يعمل في البريد ، ويكثر تردده على بعض مواقع سوق التراث فجمع ماجمع من تراث الفلاح الأحسائي وكذلك المخطوطات .. فشكل متحفا كبيرا في منزله نتردد عليه بين الحين والآخر ..
وفي آخر حياته عرض عليه ان يشترى منه عرض عليه ناس من اهل قطر بشراء متحفه ولكنه رفض ، ومما قاله امنيتي أن يظل تراث الطرف في الأحساء .. ورغم حاجته للمبلغ الا أنه رفض ذلك .. كذلك زاره وفد من جامعة الملك فيصل بالأحساء وذلك من اجل نقل متحفه الى الجامعة لكنه رفض !!
وبقي المتحف في منزله حتى سخر الله له رجل الأعمال سعد بن خليفة المطررحمه الله الذي اشترى متحفه كاملا من ورثته وبقي في الطرف حتى وقتنا الحاضر بعد تنسيق مع الشيخ سالم بن مبارك الحرير رحمه الله الذي حفظ هذا التراث ولورثة المرحوم .
مولده :
محمد بن سالم الخليفة الملقب (باللغوي) ، من مواليد مدينة الطرف بالأحساء عام 1368هـ ، وهو من هواة جمع التراث منذ الصغر ، و يعشق البحث عن كل ماهو قديم ، وكل ما يتعلق بتراث منطقة الأحساء عامة ، وخاصة (أدوات الفلاح الأحسائي ) .
فلقد بدأ اهتمامه منذ عام 1390هـ ، وبعد أن جمع هذه الموروثات الشعبية ، قام بتصنيفها ، فوضع كل شيء في جناح خاص مثل :
1- جناح المصوغات .
2- الملبوسات .
3- الموازين .
4- التجارة .
5- السلاح 6- والقطع الصخرية النادرة .
7- الفلاح الأحسائي 8- الأواني القديمة .
9- النقود 10- المسكوكات ، 11- المخطوطات .
ومجلسه عامر بكبار السن ، ليأخذ منهم ويتعرف عل كل ما حصل عليه من أدوات ، ويدون كل ما يحتويه كل جناح ، وخاصة مستلزمات حياة الفلاح الأحسائي .
فبعض هذه الآثار يقتنيه ، وبعضه يهدى إليه ممن يعرفون عنه أنه مهتم بالآثار ، وبعضه عثر عليه بالمصادفة وهو في صحراء المنطقة ، وكذلك أسواقها ، فكلفه جمع هذا التراث الكثير من المال والجهد، ورغم ذلك فهو يعشقه .
هذا رجل التراث بكل ما يعنيه هذا المصطلح من معنى ، وبالإضافة إلى ذلك أيضاً يملك مكتبة زاخرة بالكتب النادرة ، إستفاد منها كل من زاره في منزله . .ونشرت له مقابلات في الصحف المحلية ومنها جريدة اليوم .
وهو عازم النية ، بتأليف كتاب يتحدث فيه عن كل ما يحتويه معرضه في منزله من تحف نادرة ، وتراث الآباء والأجداد ولكن القدر لم يمهله !
- وفاته :
توفي الرجل محمد بن سالم الخليفة في عصر يوم الخميس الموافق 17/2/1411هـ ، ودفن في المقبرة الجنوبية بعد صراع مع المرض لم يمهله طويلاً ..
وكان من إحدى أمانيه أن يظل متحفه موجوداً في مدينة الطرف خاصة ، لأنه يعشقها عشقاً عجيباً !! والحمد لله أن هذه الأمنية قد تحققت، فبعد وفاته عرض متحفه للبيع ، ورغم ما قدم من مغريات لأهله .. إلا أنهم في الأخير اقتنعوا أنه لابد من بيعه ، حفاظاً على الموجودات النادره حيث اقتناه أحد رجال الطرف الذين يفخرون بتراث الآباء والأجداد إذ اقتناه الرجل سعد بن خليفة المطر رحمه الله وخصص له غرفة كبيرة ، ولايزال هذا المتحف موجوداً في عهدة ابنه ” بدر بن سعد المطر ” .
