أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > آباء وأجداد قابلتهم من الطرف ( ٥) ..الشاعر علي مبارك الشملان( ) المعروف بـ ( الزعبي ) :

آباء وأجداد قابلتهم من الطرف ( ٥) ..الشاعر علي مبارك الشملان( ) المعروف بـ ( الزعبي ) :

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..

قصة مقابلتي مع الشاعر الزعبي :

في تاريخ 23 /11 1406هـ ، عزمت على مقابلة الشاعر علي بن مبارك الشملان المعروف باسم الزعبي ، وتأتي هذه المقابلة بناء على توصيات من آباء وأجداد قابلتهم بأهمية مقابلة هذا الشاعر ، وفعلا حددت يوما لزيارته ، ذهبت إلى منزله عصرا وطرقت الباب ونباطأ في الفتح إنتظرت برهة .. فقد فتح الباب وخطواته بطيئة جدا .. سلمت عليه وعرفته بنفسي فطلب مني الجلوس في المجلس .. وجلس بجانبي .. فقلت أغلب من قابلتهم يقولون بأتك شاعر كبير ، ولك الكثير من الشعر المحفوظ .. فهل بالإمكان الحديث لنا عن حياتك وتجاربك في الحياة ؟

استعدل في جلسته وبدأ يتكلم بأني رجل كبير وحياتي صعبة جدا ، وعندي الكثير من الشعر وبإمكان التواصل مع أبناء أخي وتأخذ منهم ماتريد .. فقلت له : اريد ان اسمع منك بعض الأشعار لتوثيقها وحفظها .. لكن يبدو أن الذاكرة عنده لاتسعفه بالكلام !!

لكنه بين الحين والآخر يقول لي شعرا .. وأحيانا يذكر لي بعض المعلومات التي تخص الطرف ومن ضمنها ان الحبيل هم امراء الطرف ونخوة الطرف يادحامس يارفاق .. كما تحدث عن سنة الطبعة بحكم انه عمل في الغوص وذكر لي قصيدة عن هذه السنة المعروفة في الخليج العربي .

ونظرا لكبر سنه وتقديرا لصحته لم اطل المقابلة معه وإنما عملت بتوصيته بمقابلة أحد أبناء أخيه لآخذ منه الكثير من الشعر ودراستها وأغلبها تتحدث تجاربه في الحياة والعصر الذي عاش فيه .
.
مولده

ولد الشاعر في مدينة الطرف في عام 1319هـ ، قضى حياته في مهن كثيرة منها ، الفلاحة والغوص .. والتردد على دور الفن المنتشرة في البلدة آنذاك ، عاش حياته في كفاف ، وشاعرنا لا يعرف القراءة والكتابة ، واعتمد في حفظ شعره على قوة ذاكرته ، حتى تمكن أحفاده بكتابة كثير من قصائده ، واحتفظ في مكتبتي بمخطوط من ديوانه الصغير ، الذي يضم ( ثلاثين قصيدة ) .

لم أعرف أنه شاعر إلا في فترة متأخرة !! ومع ذلك قمت بزيارته وهو على فراش المرض ، وحاولت معه أن أعرف بداياته وقرضه الشعر ، فردد علي شعراً وأجهش بالبكاء !! وهذه الأبيات ارتجلها لحظة دخولي منزله :

عج السلب وبان خافي سدوده
يهاب منِي وأنا منه ماهاب

جيتَه مكانهْ خالي من جنوده
موقَت جيته في فكَة الباب

ومع ذلك حاولت معرفة حاله وظروفه ، فأجابني بأن المرض نحل جسمه ، وطرحه على هذا الفراش ، فسألته هل تتذكر شيئاً عن أيام زمان ؟ تخونه ذاكرته فلا يتذكر شيئاً ، وإنما قرب لي الإجابة ، وقال : اتصل بأولاد أخي فعندهم كل أشعاري ؟

وفعلاً قمت بزيارتهم ، وأخذت كل شيء عن شعره ، وأشكر الشيخ جاسم بن محمد الشملان الذي تفضل مشكوراً بتزويدي بنسخة من هذه المخطوطة ، التي تضم ثلاثين قصيدة مكتوبة بخط اليد 0

وحياته اقتصرت على الفلاحة والغوص فقط ، ولا يعرفونه إلا أنه شاعر قديم ، دونوا بعض أشعاره في ديوان صغير ، توفي ولم نعرف عن كل حياته ، ومع ذلك معدود من شعراء الطرف البارزين ومضروب به المثل .

• كنيته :
الزعبي وهذا ما عرف به ، من الشعراء المغمورين ، وهو شاعر يرتجل الشعر الشعبي ، ومع ذلك فهو شاعر مجهول على مستوى المنطقة ، ولم يعط حقه من الذكر !!

• وفاته :

       توفي الشاعر في يوم السبت1408/4/7

   توفي الشاعر في يوم السبت ١٤٠٨/٤/٧ هـ .. 

• شعره :

يتسم شعره بسلاسة الأسلوب وسهولة المعنى ، وتنوع موضوعات شعره ، ولا ينسى مفاتن الجمال ، بل لا يكاد يخلو منها ، وبعض القصائد فيها نوع من الفكاهة ، فمن قصائده وتمجيده لآل البيت ورثائهم يقول في إحدى قصائده :

يالله ياجابر قلوب المهمَات
ياعالم بالغيب تعلم بحالي

ويافر قلبي فرست العجلات
في الرسوس عادل بصدره شمالي

وياليت منه فيه ناوي الزيارات
عند الوجيه المسفرات الكرامي

يلفى على اللي سامح كل زلاَت
حامي الجار ومن جاه عاني

وبنْخاك ياحامي الحمى والمحلاَت
تعلم دبيب النَمل لليل الظَلامي

نطَق وحوش البر وسط الفلوات
والجمجمه الباليهْ من زماني

الشمس ردَت لك حل الفريضات
يوم الجهاد بالسيوف والسِِهامي

ألوذ بك يامنكَس كل رايات
وقصَة بدر وبير ذات العلامي

اللِي تمسَك بك ربح بالتجارات
جشى فلا يخسر ليوم القيامي

ياشاطر مرحب يوم الوهيلات
بسيف الفقَار بأمر رب الجلالي

من ندبته مفْرج كل شدَات
مفرَج الشدَات يوم الزحامي

يسقيك بأمر الله وراعي الشفاعات
محمد المبعوث نور الظَلامي

ويلاحظ أن مطلع قصائده تبدأ برجاء الله سبحانه وتعالى ، ثم يصف بعد ذلك كل ما يتم بينه وبين الحبيب ،إذا كان مغرماً به ، ويصف الحالة التي هو عليها ، نتيجة هذا الوجد .

ويقول في قصيدة بمناسبة رؤية الحبيب ، وما أرث في قلبه من خفقان فقال :

البارحه ونِيت وجاوبت أنا الذِيب
ونِيت ونَه ظاهره من حشالي

هي ونَة المطعون بين المعاذيب
ماأحد رحم حالي ولا أحد فطن لي

رفعت ابعالي الصُوت فوق المراجيب
وما سمعني الاَ واحد في حولِي

قال علامك قلت بيض الرَعابيب
اللِي حديثهْ لاسمعته يسلِي

وأيسقيك من در الأبكار الحناذيب

ويشفي مريض من المرض مستعلَي 

ياله جديل راهين للعراجيب
يعمل على الريحان والمسك واللَي

الله يجمعنا على الخير والطِيب
واللِي من الحسَاد جعله ايولَي

سلَم على الأجواد ويَا المعازيب
وأهل البدع واللِي مع بوميللِي

من قول علي الزعبي ولابه عذاريب
ومن سمع قوله قال هذا شفالي

ثم اذكر المعبود علام بالغيب
يعلم بما في البعد وما في المحل ِ

وفي قصيدة أخرى يتحاور الشاعر بين نفسه وعشيقته الجديدة ، وهو يتذكر دياره ، وأحياناً يصف مفاتن المحبوبة ، ويتمنى أن لا يفرق دوام العشق أي عاذل أو حاسد أو الوشاة !! الذين يفرقون بين المحبين ، فقال الشاعر :

ياالله يامعبود ياعالي الشَان
ترحم وحيد صار عقله خفيف

والبارحه ياطريف ظلِيت سهران
وأسهرت جيراني بكثر الوحيف

ومن سمع صوتي قال موهب طربان
أمَا مخيف ولا مفارجْ وليف

قلت أنا بلادي قايد الرَيم غزلان
مابين الأربع وبين سيف القطيف

ياطريف باسألك صاحبي وين هو كان ؟
حول الحجاز ومنزله في عفيف

الى جيت باب القصر بتشوف نيشان
أو بتشوف مدهال الحبيب نظيف

لامن شلعْ بالعين قلت عين شيهان
أرَث بقلبي لون ضربة ليف

يالا ثنايا كأنَها حب رمَان ؟
أو جحويان فوق طعس منيف

أبو عيون مرَها الميل قدران
ريَانة بالكحل مالها وصيف

ياله جديل هَلها فوق الأمتان
أشقر ويشبه لون ذيل العسيف

ودي أنا لاميه لاشك خجلان
وأخاف من واش حسود كسيف ؟

يفضي بسدِي للملا وبعض عربان
وينزل مقامي عند منه هو شريف

الله يقطع كل حسود وشيطان
اللي تسبّب في فراق الوليف


ويقول الشاعر في قصيدة غزلية يتخللها بعض الفكاهة والمرح فقال :

يالله يامعبود يامنشئ غيوم
وياعالم باللي نبت في الجزيرة

وأخطيت يا … علي … اليوم
وأخطيت علي … بليَا دليله

الأجودي مثله فلا يلحقه لوم
من شيوخ بوراس من أطيب قبيله

ومتولِع بالحب في بنت …
تشبه الخشف الريم رافع شليله

أو متروس قلبه من هواجس وهموم
ولا زاد به الهاجوس ولَع سبيه

دخَان سبيله مثل شكمان فرجوم
وأمعشَق له لاوطى بانزينه

وصلاة ربِي مانشرت نجوم
على النبي المدفون بأرض المدينه

وهذه قصيدة أخرى يعاتب فيها صديقه ، الذي طلب منه المساعدة ، ولكنه لم يلبي طلبه فقال الشاعر ( الزعبي ) :

يوم الثلاثاء جيت عند القصاصيب
وعيَنت لي شخص كلامه بشرهات

يشره على اللِي زارع فيه بالطِيب
ويذكره وطر مضى من سنيَات

لاعاد به خطٍ لفاني من بعيد
ولا سلام كاتبه في أسهيَات

أرسلت لك خطٍ وسلام وترحيب
يلفي جنابك يازبون الخوندات

هو ماذكر يوم على الخير والطِيب
يوم أبذل عليه من فضَة وجنيهات

بانخاك ياشاعر معدن الطِيب
ياخوي ساعدني في بعض الكليمات

ماأعرف أنا أسمه حتى أبذل بالطِيب ؟
ولا لي حقِ ولا لي دعايات

اسمه في وسط البحر قمج واصعيب
واسمه على اسم الثمر في الهيارات

هذاك نعم به سيد الرعابيب
ياليتني ويَاه يوم الجهالات

وأقطف ثمر مالاق ولو طنَب الذيب
ولا كان دونه عسكر وجنودات

وأبشِر الخلاَن ويَا المعازيب
وأبشَر اللِي عنديه في المحلاَت

وأرفع بعالي الصُوت فوق المراجيب
وأجاوب الورق على كل حزَات

ثم أذكر المعبود علام بالغيب
يعلم بما في الأرض وما في السماوات

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

تقرير حصري لصحيفة همة نيوز ….عن الفخار الحساوي: إرثٌ عريق يواجه تحديات الحاضر ..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم .. تُعدّ ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com