صحيفة همة نيوز : عبدالله سعد بورسيس
نفذت هيئة الصحفيين بالأحساء ورشة يوم أمس بعنوان( مهارات المراسلين الميدانيين ) لطالبات الإعلام في كلية الاداب بجامعة الملك فيصل، قدمها عضو هيئة الصحفيين ومدير تحرير صحيفة هتون الالكترونية الأستاذ عبداللطيف محمد المحيسن في قاعة الجوهرة الحميان بمقر الفرع في مدينة المبرز بالأحساء.
وقد أكد المحيسن أن العمل كمراسل ميداني من أكثر مجالات العمل الصحافي تعقيداً وخطورةً من الناحية التحريرية ، وكما أنه يتطلب الكثير من المهارات العالية وقدراً كبيراً من الحس المرهف وسرعة بديهه كبيرة وحسن التصرف والواقع هنا يحكي أن المراسلين الميدانين قله!! هم القادرون على تقديم صحافة بالمعنى الحقيقي، فلا شك أن أهم الخطوات في العمل الصحفي هو إجراء البحث العلمي اللازم لضمان الإلمام بشتى جوانب المواضيع ووجهات النظر المختلفة ناهيك عن التمتع بمواصفات ومن بينها ان يكون قادرا على نقل المعلومه بشكل صحيح وان يمتلك مهارات التواصل مع الاخرين وان يكون مواكبا لتكنولوجيا العصر وادواتها لتسهل عليه القيام بمهمته والقدرة على التفكير والتحليل وطرح الأسئلة التي تؤدي الي فهم الموضوع بشكل واسع والثقة بالنفس والحضور الجذاب
وبين المحيسن ان العمل الميداني يعطي الموضوع قوة ومصداقية، ومعايشة الحالة تعطي الصحفي شعورا بمعاناة الناس تجعله أقرب لوجعهم ، لا أنكر صعوبة المهمة ، لكن ثمرتها حلوة المذاق وبالتالي “لا يعترف المراسل الميداني أبدًا بمبدأ عدم وقوع المزيد من الأحداث”، هذه الجملة تمثل المشكلة الحقيقية للصحفي الميداني، فهو دائما يبحث عن المزيد من الأحداث , فالصحفي الميداني نموذج للتضحية من أجل وصول الحقيقة كاملة وغير منقوصة للقارئ
واستعرض المحيسن مهارات المراسل الميداني ومنها الشقف والطموح والتحلي بالحيويه والطاقه والمعرفه الجيده بالشؤون الاقتصاية والاجتماعيه وغيرها ومهارات جيده في استخدام الادوات مثل الكاميرا ومهارات التعامل مع جميع الشخصيات من الناس والعمل لساعات طويله وتحمل ضغط العمل ومهارات التأليف والكتابه ومهارات جمع المعلومات
والموضوعية، المصداقيه والحياديه وعدم التحيز ومعرفة جيده في وسائل الاعلام
واشار المحيسن ان عمل المراسل الميداني متعة ومغامرة كبيرة ، وخاصة في منطقة عامرة بالأحداث وقد يشكل احد الشوارع الكثير من الاحداث الهامه وبالتالي يمكن ان يستغلها المراسل الميداني في الكتابه عنها , ناهيك عن الاعمال الاخري التي يتوافد إليها الصحفيون الدوليون للعمل على تغطيات متميزة. ولكن تلك المتعة، ثمنها مخاطرة قد تؤدى إلى الموت لسمح الله ، فهناك مخاطر من نوع آخر تنتظرك إذا ما قررت الخروج للميدان ,ومن بينها التصادم مع المسؤول او الجمهور , ومن هنا لابد من التسلح بإتخاذ جميع الإحترازات وعنصر المفاجاة
مؤكد ان هناك اسباب تدفع البعض للعزوف عن العمل كمراسلين ميدانيين ومنها انه يعمل فى وسط محتدم ويحتاج الي قوه ودعم من الصحيفه ،وخصوصا من رئيس التحرير وكذلك المسؤولين بشرط تحقق مبدأ المصداقية
بالإضافه ان حماسة المراسل الميداني،قد تخلق مشكله وينظر لها البعض بانه يتصيد وراء المسؤول والواقع ان هذا من صلب عمله ولهذا يجد صعوبه في التعامل مع الجميع , ومن هنا يجب ان يتمتع الصحفي الميداني بالجرأه وقوه الشخصيه
وابرز المحيسن أسباب نجاح المراسل الميداني ومنها الاستفاده من تجارب الصحفي الميداني الناجح في الوطن العربي، والاطلاع على التقارير القيّمة والمتنوعه والتي تعرض من خلالها المشاكل ، بهدف نقل الحقيقة بمصداقيّة
فالمراسل الاستقصائي الميداني هو الذي يسأل كثيرًا ويعمل بعمق دقيق في قلب الحقيقة ويأخذ معطياته بنفسه، ثم ينقل الحدث كما هو بصدق مجرد من أي إضافة.
منوها ان أهم المعوقات والتحديات التي تواجه المراسل الميداني خلال العمل هو أنّ معظم المجتمعات وفي بعض القضايا، تريد من المراسل مغالطة الحقائق والأحداث وعدم إظهار جانب الحقيقة الخفي الذي يناقض أهواءهم أو يكشف عن حقائق تتضارب مع رغباتهم ومصالحهم وربما معتقداتهم ومتبايناتهم، ولذلك غالبا ما يتهم المراسل الصادق والمهني بعدم المهنية أو يتعرض للنقد وربما التهديد
ونصح المحيسن الطالبات بأهمية التدريب الميداني للمراسل على ارض الواقع ، من اجل التركز على اكتساب المتدرب للمهارات التي تؤهله للعمل كمراسل ميداني على أيدي مدربين من ذوي الخبرة والكفاءة العالية، من اجل تقديم المشورة لزملائهم المتدربين . بعدها فتح المجال للحضور للمناقشة .