صحيفة همة نيوز : زهير بن جمعه الغزال ..
نصح مدير مركز طب وبحوث النوم استشاري أمراض الصدر وطب النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، العاملين بنظام الورديات بضرورة الحرص على النوم الصحي، مبيناً ، أن هذه الفئة ومع ظروف عملهم تعاني عادة من نقص ساعات النوم، إذ يبلغ متوسط عدد ساعات نومهم 2-4 ساعات أقل من العاملين خلال النهار.
وتابع أن هناك عاملاً آخر يؤثر عليهم وهو أن نوم النهار مع وجود الضوء والضجيج عادة ما يكون أقل راحة وجودة، وبالتالي فإن قلة النوم والأرق أمران شائعان لدى عاملي الورديات، ويمكن أن تزداد مشكلات النوم التي يواجهها العاملون بهذا النظام سوءاً في حالة وجود سبب آخر لاضطراب النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، أو بسبب وجود التزامات أخرى تزيد من ضغط جدولهم الزمني؛ ما لا يسمح لهم بقسط كافٍ من النوم.
وأضاف البروفيسور سراج قائلاً: الإيقاع اليومي هو الذي ينظم وظائف الجسم المختلفة، مثل: درجة الحرارة، ووقت الاستيقاظ والنعاس، والجوع، وكذلك إفراز معظم الهرمونات على مدار 24 ساعة، وأقوى رغبة نعاس عادة ما تحدث في البالغين الأصحاء خلال مرحلة محددة من إيقاع الساعة البيولوجية؛ ولذلك فإن العمل على شكل ورديات أو نوبات يؤدي إلى صراع مع إيقاع الجسد الطبيعي، ويعتقد أن تأقلم الجسم تماماً على ساعات عمل في أوقات غير مألوفة قد يستغرق 3 سنوات، في حين يعتقد البعض الآخر بأنه لا يمكن لشخص أن يتعود تماماً على مواعيد نوم غير عادية.
وحول العلاج خلص البروفيسور ولي إلى القول:
تختلف العلاجات وفقاً لنوع عمل واحتياجات وظروف الفرد، وعلى سبيل المثال فإن الحل الذي يناسب الشخص الذي يعمل في مستشفى كطبيب- مثلاً- مختلف عن ذلك الذي يعمل عملاً رتيباً أو بوتيرة واحدة، وهناك 7 نقاط مهمة في هذا الجانب، وهي:
أولاً: مواعيد العمل..
إن أفضل جدول عمل زمني هو الذي يتيح النوم خارج ساعات الخدمة واليقظة أثناءها، فالجداول التي تتماشى مع إيقاع الساعة البيولوجية عن طريق تحريك النوبات في اتجاه عقارب الساعة يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والارتياح.
ثانياً: مواعيد النوم..
- يجب على الذين يعملون بنوبات ليلية بشكل دائم الحفاظ على جدول نوم منتظم 7 أيام في الأسبوع حتى في أيام التوقف عن العمل.
- الذين يعملون بنظام نوبات متغيرة بإمكانهم محاولة تعديل جدول نومهم بطريقة تمكنهم من التكيف بسهولة أكبر في وقت التحول الجديد عندما يحدث، (على سبيل المثال في الأيام الأخيرة من أوقات النوم المسائي يمكن لهم أن يؤخروا أوقات نومهم واستيقاظهم بمعدل ساعة إلى ساعتين).
* الذين يعملون بمناوبة تحت الطلب لديهم مشكلات مختلفة- نوعا ما- بحيث لا يمكنهم التنبؤ بجداولهم لتخطيط نومهم؛ وبالتالي ينبغي عليهم أن يكونوا في حالة راحة دائمة بأخذهم غفوات من النوم عند استطاعتهم.
ويواصل البروفيسور ولي حديثه قائلًا:
أثبتت الدراسات أن النوم فترة طويلة أفضل من فترات عدة قصيرة، ويمكن أن يصبح الأداء الوظيفي بطيئاً في بداية الاستيقاظ (يميل الجسم للراحة لمدة 15 دقيقة إلى ساعة بعد الاستيقاظ)، ومع ذلك ينبغي النظر في الآثار المترتبة على أخذ قيلولة في العمل، خصوصاً الذين يحتاجون إلى درجة عالية من الدقة والتركيز في عملهم.
ثالثًا: الأدوية المنومة..
غالباً ما تستخدم الأدوية المنومة من قبل الذين يعملون بنظام نوبات لتجاوز الوقت، وجعل أنفسهم قادرين على النوم، على الرغم من أن الحبوب المنومة قد تقدم المساعدة، إلا أنها لا تعالج السبب الحقيقي للمشكلات في النوم، وهناك عيوب لاستخدام هذه الأدوية وهي الآثار الجانبية، كما يؤدي استخدامها لوقت طويل إلى زوال تأثيرها مع التعود على تناولها، استمرار ضعف درجة التركيز والعطاء أثناء العمل بالرغم من تحسن مدة النوم.
رابعاً: المنشطات..
أظهرت الدراسات بأن استخدام المنشطات- مثل الكافيين- يمكن أن تقلل من النعاس، وتحسّن من درجة الإدراك والوعي أثناء العمل، ولكن ينبغي تجنبها خلال 4 ساعات من وقت النوم المطلوب.
خامساً: الميلاتونين..
إن دورة النوم والاستيقاظ تؤثر على إنتاج الميلاتونين في الدماغ، وهناك بحث مستمر حول فعالية الميلاتونين في محاولة لإعادة توقيت دورات إيقاع الساعة البيولوجية لدى العاملين بنظام النوبات.
سادساً: سلوكيات النوم السليمة..
هناك تدابير وعلاجات للمساعدة على تعزيز النوم العميق مثل: النوم في ظلام وفي هدوء، استخدام غرفة النوم فقط للنوم، المحافظة على البرودة ودرجة حرارة مريحة لغرفة النوم، الاسترخاء قبل النوم.
سابعاً: تدابير أخرى..
يستحسن أن يتناول الفرد نسبة جيدة من البروتينات والكربوهيدرات في وجبات الطعام، وينبغي أن يتجنب الأطعمة المقلية التي يصعب هضمها، وعدم الذهاب إلى الفراش جائعاً أو بعد تناول وجبة دسمة.