صحيفة همة نيوز : زهير بن جمعه الغزال ..
خطب وأم بالمصلين فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباريء بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله عز وجل بدأ فضيلته الخطبة بقوله: الصداقة تملأ حياة الإنسان بالمودة والأنس وتغمره بالسعادة والسرور وهي ضرب من الأخوة الإيمانية في أبهى صورها ، ومبدأ الأخوة الإيمانية مطلب شرعي وغاية نبيلة ومصلحة عليا ، اعتنى الإسلام بها ، وفي الحديث ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) .
وأضاف فضيلته : والمسلم بحاجة إلى الصديق في كل حال من شدة أو رخاء ، فعند الشدة تلتمس منه المعونة وعند الرخاء تكتسب منه المؤانسة ، والمؤمن قوي بإخوانه ، كثير بهم ، قليل بنفسه ، فالمصباح مع المصباح أكثر إنارة للطريق ، ثم إن المصباح الواحد مهما كان قوي الإضاءة فقد تضعف إنارته في أي لحظة ، فلا يسلم المرء من الغفلة فيحتاج إلى من ينبهه ومن النقص فيحتاج إلى من يكمله .
وأكمل فضيلته الخطبة بقوله : نعمة الألفة بين القلوب لا تقدر بثمن فمن وجد له أخاً مرضي الخصال فليتمسك به ، فإن أعجز الناس من فرط في طلب الأصدقاء الأوفياء ، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم ، لن يعدم الصاحب من صاحبه التقي خيراً يحصل منه علماً ، يذكره إن نسي ويعينه إن تذكر يثبت بثباته ويصبر معه على مكاره الطريق ويتواصى معه بالحق ، قال تعالى ( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) .
واختتم فضيلته الخطبة بالإشارة إلى أن ثمة نوع من الصداقات أفرزته التقنية الحديثة والحضارة المعاصرة ، صداقات افتراضية عبر قنوات ووسائل التواصل الاجتماعي وهذا مجال يتوافر فيه الخداع والاستغلال والوقوع في السلوكيات الخاطئة والتوجيهات الخطيرة التي تؤثر على الأمن الفكري والنسيج الاجتماعي ويزداد الأمر خطورة إن تكونت صداقات بين ذكر وأنثى إذ هو من قبيل اتخاذ الأخدان المنهي عنه في القرآن .