مع إشراقة يوم العاشر من شهر ذي الحجة من عام 1443هـ ، توافد الأهالي من رجال ونساء وأطفال إلى الجوامع والمساجد التي خصصتها إدارة المساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الأحساء لإقامة صلاة عيد الأضحى المبارك في مدينة الطرف .. قلوبهم عامرة بالإيمان ، ويملأ قلوبهم الفرح والسرور بهذه المناسبة السعيدة وتصدح السنتهم بالتهليل والتكبير .
وعيد الأضحى ارتَبَط بفريضة الحج، موسم يُختَم بالذِّكر والتَّكبير؛ {﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ ..ذكريات تتجدَّد عبرَ الزَّمان والمكان، وتَحياها الأجيالُ جيلاً بعد جيل، فتتعمَّق إيمانًا، وتتألَّق يقينًا، وتَزداد صَفاءً ولمعانًا، عشرة أيَّام، كل يوم بليلته يهبُّ على قلبك المكدود يضخُّ فيه الدِّماء، ويُنبِت فيه الحَياء، ويُجدِّد فيه الرُّوح، ويزيد فيه الإيمان، كل يوم بليلته يُنادِيك، يا باغِيَ الشر أَقصِر، ويا باغي الخير أقبِل، يا نُفُوس الصالحين افرَحِي، ويا قُلوبَ المتَّقِين امرَحِي، يا عُشَّاق الجنَّة تأهَّبوا، ويا عباد الرحمن ارغَبُوا، ارغَبُوا في طاعة الله، وفي حب الله، وفي جنَّة الله.
فالحمدُ لله الذي جعَل الأعياد في الإسلام مَصدرًا للهناء والسُّرور، والحمد لله الذي تفضَّل في هذه الأيَّام العشر على كلِّ عبدٍ شَكُور، سبحانه غافِر الذنب وقابِل التَّوب شديد العِقاب..
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً..ربنا لك الحمدُ سرًّا وجهرًا، ولك الحمدُ دومًا وكرًّا، ولك الحمد شعرًا ونثرًا.
فالخطباء في الجوامع والمساجد قدموا النصائح والتوجيهات للحاضرين والحاضرات ، من رجال وخاصة النساء الذي قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا ، فالعيد فرحة لابد من أن يحرص الإنسان أن يصل أخوانه وأقاربه وأرحامه من باب المحبة والمودة والأخوة .. فرحة عامرة وأنت ترى المصافحة والعناق بعد إنتهاء خطبة العيد بين المصلين وألسنتهم تلهج بأعذب الكلمات وأطيبها .. لا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى ، وسألوا الله ان يتقبل من الحجاج حجهم ، وأن يحفظ قادة هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين حفظهما الله الذين وفروا سبل الراحة للمواطن والمقيم ، والشكر موصول لجميع القطاعات الحكومية ، والدعاء لجنودنا البواسل المرابطين في الثغور للحفاظ والذود عن وطننا الغالي وأن يردهم لأهاليهم سالمين غانمين بإذن الله .
ومشاعر الفرح تملأ قلوب المصلين وهم يسجدون لله ، والمآذن تصدح بالتكبير ويذكرون الله بالتهليل والتكبير الله اكبر الله اكبر ولله الحمد.