الكاتب – عبدالرحمن صالح البديوي
منذ ولدت وأنا اسمع عبارة تُردد في كل مكان و زمان ، الآ وهي (الرجل المناسب في المكان المناسب) و الإدارة الناجحة تمثل هذا المنهج و تضعه وساماً على صدرها، و نرى كثيراً من الشركات و المؤسسات بل الحكومات ترفع هذا الشعار طلباً في تحسين الأوضاع الداخلية عندما تواجه إدارة سلبية أو إدارة غير ناجحة. و الرجل المناسب في معناه : أنه رجل مؤهل لأداء عمل وكل إليه ، مؤهلاً علمياً و اجتماعياً و نفسياً و بدنياً.
لكن في الواقع الحالي نجد أن الآية انقلبت، فترى المهندس الكهربائي يتولى إدارة مزرعة ، و المهندس الزراعي يشغل منصب إدارة مؤسسة قابضة و الدكتور الجامعي في الكيمياء يعمل في إصلاح ذات البين ، و الأمثلة كثيرة و متعددة.
لكن هناك رجل حطم الرقم القاسي في امتثاله للمنهج المذكور (الرجل المناسب في المكان المناسب ) الرجل اسمه “خوان كارلوس” عين للعمل في إدارة البريد بمدينة سراجوسا الإسبانية، و قد كان يعمل بجَهدٍ نفيس ، كان يقوم بتوزيع الخطابات و استمر عمله لمدة عامين كاملين، بعد اكتشاف إدارة البريد بأن السيد “خوان كارلوس” لا يعرف القراءة و الكتابة !!!
إذاً، كيف كان يقوم بأداء عمله ؟! بعد التحقيق مع السيد خوان ، اتضح انه كان ينظر إلى اللافتات التي تضم أسماء الشوارع و الأرقام التي على البيوت ثم يحاول مطابقة الأرقام مع الخطابات، فإذا نجحت المطابقة بقي أن يطابق الرسالة أو الطرد مع صندوق البريد.
وأوضح قائلاً أنه وضع كثيراً من الرسائل في الصناديق الخاطئة ، أما الرسائل التي كانت تصعب عليه حل رموزها فكان يضعها في غرفة مقفلة في منزله.