الكاتب – عبدالله صالح المطر
صراعُ العقلِ مع المشاعرِ أبديٌّ بلا انقطاع، لا العَقلُ يحكمُ دائماً ولا تلك المشاعرُ دائماً تُطاع، لا ينفكُّ الشوقُ يَكبر ولا القلبُ يَقوى الاستِماع، قد يُدَنَس الصِدق يوماً بالاصطِناع، قد يَختفي الخُبثُ خلفَ الثوبِ و القِناع، قد يَهدِم الشّكُ حِصنَ الوِد و القِلاع، لكن العَهدَ بالوفاءِ باقٍ يَكشِفُ الزَيفَ و الخِداع، يَحمِل الأمل دائماً لا يَقبَل الانصِياع..
قُل لي بِربِّك هل تَساوى عِندك الحِفظُ و الضَياع؟!
هل تلاشَى الجَمالُ في مُقلَتيكَ و صِيتُ القُبحِ ذاع؟!
هل رأيتَ النَجم يوماً جاثِياً فوقَ قاع؟!
مهما قلَّ الخيرُ بَذلاً و الشرُ أصبَح في اتساع، يبقى الخَيرُ شمساً في النُفوسِ تَنشُر النورَ الشُعاع، يبقَى بلسماً يُطفِئ نارَ السُوءِ عِند الاندِلاع، أقسمتُ بالذي أنشأ الخلائقَ و البِقاع، أن أحسِم الخِلافَ و النِزاع، و أُبحِر في ينابيعِ السلامِ و أرفع الشِراع، أقسَمتُ بالله أن أصونَ العَهد دَوماً حتى الوَداع..