
صحيفة همة نيوز : بقلم الدكتور حسام سعد ..
نظام العمل عن بُعد يعتبر إحدى المبادرات المبتكرة التي طبقت في الفترة الأخيرة ، فهل يوفر هذا النظام التوازن بين مهام الوظيفة ومهام إجادة العمل بكفاءة ، وما هي المعايير والتطبيقات المثلى للعمل عن بعد ، وهل يدعم ويحفز هذا النظام الموظفين على العمل في ضوء توفير بيئة جاذبة تتوافق والأوضاع الحالية ، أسئلة كثيرة تدور في عقلي و تحتاج إلى إجابة – حقاً هذا النظام يوفر مرونة في ساعات العمل ، حيث إن بإمكان الموظف أن يقوم بإتمام المهام الموكلة له في منزله وفقاً لضوابط ومعايير محددة ، أرى أن هذا النظام قد يحقق نجاحاً على صعيد الإنجاز الوظيفي، ويحقق مكاسب اقتصادية واجتماعية في تقليل النفقات على الإدارة المسؤولة عن العمل ، بدءاً من مواقف السيارات وتكاليف التشغيل وتخفيف الازدحام المروري وزيادة الإنتاج، وقد ينعكس الأمر إيجاباً، خصوصاً على الموظفين الذين أصبح لديهم مرونة في العمل وبات من السهل عليهم متابعة شؤون حياتهم الأخرى .
وهنا أريد أن أقترح فكرة قد تكون مفيدة لجميع المؤسسات والإدارات ، وحيث أن مفهوم الإدارة الحديثة هي توفير نظام ساعات عمل مرنة للموظفين يحافظ على معدل ساعات العمل الرسمية اليومية ويراعي ظروفهم ، وأنه لو طبق نظام جديد يتمتع بالعديد من المزايا والفوائد فسوف يؤدي ذلك إلى زيادة ولاء الموظفين للمؤسسة التي يعملون فيها ، وتنمية الشعور لدى الموظفين بأن المؤسسة تراعي احتياجاتهم وظروفهم ، ما يؤدي إلى الاستقرار الوظيفي خاصة للخبرات والمهارات النادرة ، كما يعزز هذا النظام من التزام كل موظف بأوقات الحضور والانصراف، إذ إن هذه الأوقات يتم تحديدها بما يتناسب مع ظروفه واحتياجاته ، هذا النظام يمكننا تسميته بنظام الدوام الافتراضي ، في اعتقادي سوف يرفع من مستوى الإنتاجية والكفاءة الوظيفية.
ويمكننا تخصيص نظام الدوام الافتراضي هذا إلى 3 فترات ، تبدأ الفترة الأولى من الساعة 7صباحاً حتى الساعة 12 ظهراً، والثانية تبدأ عند الساعة 12.30 عصراً حتى الساعة 30. 5 مساءاً، أما الثالثة فتبدأ في الساعة 5.30 مساءاً حتى الساعة 10.30 ليلاً، وذلك حسب ظروف كل موظف ، بحيث يحدد الموظف الدوام الذي يناسبه ويلتزم به وذلك بالتنسيق مع الرئيس المباشر واعتماد مدير الإدارة المعنية وبما لا يتعارض مع مصلحة العمل ، وفي نفس الوقت يمكن تكليف الموظف ببعض الأعمال الإدارية ويمكنه القيام بها والانتهاء منها في أوقات مناسبة له في المنزل.
فأنا أعتبر وجود التقنيات أمراً داعماً لهذا التوجه فمن السهولة بمكان إدارة العمل عبر توظيف تلك التقنيات والتواصل من أي بقعة كانت وإنجاز المطلوب دون أي قصور .
(الدكتور حسام سعد
الأستاذ المشارك بقسم التربية البدنية).