
صحيفة همة نيوز : بقلم أ. خالد بن فهد البوعبيد ..
أتى نعيك .. يرتجل دمعة الشعر ..، وأنة الصحافة ..، وصدى المذياع ..، وتمتمة الصديق ..، وذهول المجموع ..!!
وسار خلف جنازتك الحب ، والوفاء .. الذي جسده الأهلون ، والمريدون ، والمحبون..!!
كما أخلصوا في تجسيده حال كنت بين ظهرانيهم فارس الصولة الأدبية ..، والجولة الثقافية ..!!،
وكما أحبوك ملء الوجدان ، والجوارح ..!! ويسير بك موكب التشييع مهيباً يحفه الخشوع ، والوقار، والألم ..، وتحثه الرجاءات، والدعوات ..!!
كنت محلقاً فوق الأكتاف .. كما كنت في حياتك محلقاً في سماء الجمال ..، والمقال ..!!
حقاً قد كنت ملهماً في حياتك .. ،وبعد مماتك ..!!
لقد تمخضت القرية.. فولدتك .. لتغني النخلة ..، وتزحم الأطيار ..، وتزيد بوقوفك من طول ، وامتداد الظلال ..، وتبتكر السنابل ، ومواسم الحصاد ..!! ،
وتقفز فوق السائد ..، فتقرأ في الكتب ..، وتكتب في الصحيفة، والمجلة ..!!
تشهد مدارج الطفولة ..، وملاعب الصبا ..، ومطارح الشباب .. أنك هبة كتاب..، وحلم محبرة..!!
وحتى ارتقت عندك القراءة.. فصارت في قناعاتك سلوكاً حضارياً.. انفردت به دون أكثر أقرانك .. وحتى أصبحت شخصية ثقافية لافتة .. في زمن تضآل فيه المثقفون..!! ،
وشخصية رائدة ، ومثالاً للكفاح الأدبي، والثقافي ، والإعلامي ..!!
باكراً استشعرت مسؤلياتك .. فكنت ، المتميز في تمثيل ذاته..، ومشاعره الوطنية ..، وضمير بني قومه ، وأمته ..!!
عمر ألهمت ساعاته فأنفقتها بين القلم ..، والورق .. قارئاً ..، ومقروءا ..!!
كنت فيها ذوب جماليات ..، وأفكاراً متجليات ..!!
شغفك بمطالعة المدونات الأدبية الجادة ..، وإتقانك لقواعد اللغة العربية ، وأصول الإبداع الأدبي ، والثقافي ..، ورحلتك الطويلة مع المعجم العربي .. جعلتك ذا مراس ..، وذا رأي يقيني قاطع .. فيما تأخذ ، وترد..!!
يأنس به ويطمئن له ذوو العناية ..، والإختصاص .. ودائماً ماتحضرني شهادة الشيخ / أحمد بن علي آل مبارك فيك يرحمه الله .. حيث يقول لمن حوله حين يراك : هذا الأديب طبعاً ، وعلماً ..!!
ولطالما أجلستك أعلميتك في مقعد الإجابة ..، والمتحلقون حولك يتبؤون مقاعد السؤال .. وكلهم يعجب .. كيف جمعت بين العلم ، والأدب ..!!
فتخصصك الأكاديمي .. ( رياضيات ) .. ، وتخصصك الوجداني ، والمزاجي ( شعر ) ..!!
دأبت على تكوين مكتبتك الخاصة .. فقد توافرت على جمع محتوياتها من الأصقاع ..!!
هذه المكتبة التي كونتها ..، وكونتك .. إذ احتشدت فيها العقول ..، وتجمهرت الأذواق .. ،وأطلّت من تلك الكتب مواكب من العلماء ، والفلاسفة ، والشعراء .. والتي تجاورت دون أن تصطرع ..، وتحاورت دون أن يسفه بعضها بعضاً .. في مكتبتك العامرة تلك شعر زوارك بالأمان ..، وتعلموا طرح الأراء بكل ثقة ، واحترام .. فاجتمع الفرقاء ..، والأصدقاء وجميعهم طلاب علم ، ويقين .. ، وخرجوا منها إخواناً للحقيقة ، والحقيقة فقط ..!!
ومكتبتك كانت مضيفك .. وحسبك مايقدم للضيف في المكتبة ..!!
كم كنت مع الشعراء فارساً ..، ومع الناشئة متفرساً .. حد الإثارة ، والغرابة ..!!
ولا زال الشعراء يذكرون أنك قمت على مشروع أدبي خلاق عبر صحيفة ( اليوم ) .. بعنوان ( شاعر من الأحساء ) قدمت للعربية من خلاله عشرات الشعراء .. الذين أخذوا مواقعهم على خارطة الشعر العربي .. والذي يعد أحد الإضافات البارزة في تاريخ الشعر الأحسائي الحديث ..
وامتد كفّك فثنى ( الميكروفون ) تجاه الليل .. لتكون ، والناس على مرمى خاطر..، ومحض ذوق ..، وانتثار مشاعر .. وبصوتك سمعنا الليل الشاعر.. امتداد سمرة الليل .. امتداد ضفاف السهر ،والسمر ..!!
وطرب الليل بـ ( الليل ذو شجون ) و أحسسنا من خلال إلقائك لجياد القصائد في ذلك البرنامج الإذاعي .. أن الليل كما يلهم النيام بالأحلام .. فهو يطبب الحيارى ..، ويلهم السهارى ..!!
وامتد صوتك إلى كل من ألقى السمع ..، وحاصره الهم ..، وأوجعته الوحده ..، تحت بهيم الليل ..!!
وإلى جانب الشعر ، والشاعرية .. كتبت المقالة الهادئة ، والهادفة .. والتي حاولت من خلالها معالجة بعض قضايا الاجتماع ، والتربية ، والثقافة ..!! وتصدرت المجالس الثقافية ..، وتسيدت المنصات الأدبية ..، وتميزت بإدارة الأمسيات ..، وإقامة الدورات التي تعنى بتوجيه الأصوات ، والأقلام الناشئة ..!!
ولم تضن بالمعلومة ..، ولا بإعارة الكتب ..، ولا بالكتابة في أي موضوع يسهم في رفعة المجتمع حال تدعى لذلك ..!!
وكل الذين استنهضوك لمهام علمية ، وثقافية لم تخذلهم البتة ..!!
كم كنت شاعراً .. فقد جمعتك بفن الشعر جامعة الجمال ..، والإنسان .. وتجلى ذلك فيما تراه ..، ويراه الشاعر في أحلامه ، وبين أمانيه ..
٢
وكأكثر أبناء العربية لم يكن إلا الشعر وحده .. لينفس ، وليخرج نفثاتك..، وليحمل هواجسك حين احتضار الهموم.. لارتياد مالا يرتاد ..!!
وجاء شعرك مزيجاً من لغة رشيقة ..، وعواطف نبيلة ..، وخيال يجنح إلى الأقاصي .. وإسلوب عليه من الطبع ، والرقة ، والعصرية مايجعله مؤثراً .. ، ومايجعلك أحد الرواد المجددين في الشعر الأحسائي ..!!
كم كنت محباً أكبر .. فقد أحببت هذا الوطن ، وقيادته .. وكان ذلك الحب عنوان وصيتك .. ، وهتاف حياتك ..!!
أبا رياض كم كنت كبيراً في مواجعك .. فرغم وطأة المرض عليك .. كنت تحيل الأنات إلى أغنيات ، وقهقهات .. شفقة على من حولك ..!!
وداعاً يا أخا الأدب ، والعلم ، والثقافة .. وجزاك الله عفواً، وصفحاً ، ورحمة أكثر مما قرأت ..، ومما قُرئت ، ومما تعلمت ..، ومما علمت !!
والرحيل عن الأحبة مآل كل حي..!! نعزي الأهل ، والرفاق، والأجيال .. التي أتقنت هندسة تشكيلها ..، ورسمت وجهتها في ميادين التربية ، والأدب ، والثقافة، والإعلام .. ولانملك إلا أن ندعو الله أن يتولى آخرتك بالرحمة ، والرضوان .. وأن يسلكك في صف الأنبياء ، والصديقين، وذوي الشهادة ..!!
أحسنت 👍 أخوي الغالي أستاذ خالد البوعبيد على هذا الرثاء الرائع في حق أستاذنا الفاضل والأديب الراقي المغفور له بإذن الله تعالى أبا رياض فهو يستحق هذا بل أكثر
أبدعت وتسلم أناملك التي خطت لنا هذه المشاعر الصادقة والنابعة من قلب محب
نعم كان لنا الأستاذ مبارك بوبشيت الأب والمعلم المميز 👍 ومهما قلنا في حقه فهو قليل
رحم الله الأستاذ الفاضل والأديب الراقي أبا رياض وغفر له ويتجاوز عنه وأسكنه فسيح جناته
اللهم آمين 🤲
رحم الله فقيد الأحساء علمآ ومعلم ومربي وشاعر
الأديب الأستاذ مبارك بن إبراهيم بوبشيت ابو رياض
…………
تسلم يدك و يسلم قلمك أستاذ خالد .. ابو بندر
رحم الله الاستاذ والاديب مبارك البوبشيت ابو رياض رحمت واسعة اذكر انه كان يجلس في مسجد نا مسجد بلال بن ابي رباح بعد الصلوات المفروضه ويأتيه اشخاص ويدارس معاهم الكتب ويعملون حلق قراءة وبو رياض يعلق ويشرح في علوم الكتب حتى انه عمل مكتبه في المسجد حتى يستفيد منها الجميع