
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
في ليلة الأربعاء 20 أغسطس، استضاف الناشط الاجتماعي ورجل الأعمال الأستاذ: جمال بن عبدالمجيد العلي في ديوانيته بمدينة الخبر الأستاذ علي بن حجي السلطان، حيث قدّم محاضرة بعنوان: “الأحساء العالمية… تاريخ وأرقام”، حيث حضر الأمسية عدد من المثقفين والأدباء وأعيان مدينة الخبر، وقدّمها الناشط الاجتماعي الأستاذ محمد بن علي الخلفان الذي استهل كلمته بالترحيب قائلًا: مساء الوفاء لمدينة الخبر وعشاقها، قبل أن يستعرض سيرة الضيف وما تميزت به من إسهامات.الأستاذ علي السلطان يُعد من الوجوه البارزة في مجال العمل التطوعي والثقافي والاجتماعي، وهو رئيس فريق حصر وتوثيق الحرف اليدوية بالأحساء، ومتقاعد من شركة أرامكو السعودية حيث شغل مواقع قيادية وإشرافية وترك بصمات واضحة بابتكاراته التي أسهمت في توفير ملايين الجالونات من المياه والطاقة.إلى جانب مسيرته المهنية، نشط السلطان في خدمة المجتمع عبر تأسيسه أو مشاركته في التأسيس وقيادته لعدد من الجمعيات واللجان الخيرية، وكان أول رئيس للجنة “كافل يتيم” في الأحساء، كما ترأس لجانًا ثقافية وإبداعية بارزة على مستوى المملكة، من بينها لجان مسابقة عجائب الدنيا الطبيعية السبع في العالم ومسابقة “أمير الشعراء” وشارك في لجان رسمية مثل “الأحساء المبدعة” التابعة لليونسكو وغيرها العديد، وعُرف بجهوده الإعلامية في التسويق السياحي والثقافي للأحساء، وبمبادراته البيئية والتنموية التي لاقت تقديرًا واسعًا.حيث افتتح الأستاذ علي السلطان اللقاء بالتركيز على الأخطاء الشائعة وهي أن الأحساء ليست مدينة وأنها الأحساء بوضع الهمرة فوق الألف بعد اللام وليست تحت الألف كما يلفظها بعض المواطنين وبعض المقيمين وأن الأحساء 27 مدينة و21 قرية وليست خمس مدن فقط والباقي قرى وأن جبل كنزان هو الجبل الصغير الذي بالقرب من بحيرة الأصفر وليس جبل الشعبة. ثم أخذنا في جولة بانورامية افتتحت بإطلالةٍ على تاريخ الأحساء العريق حيث يذكر الباحث الدكتور فهد الحسين في كتاب المشاهد الثقافية لتراث الأحساء الحضاري أن واحة الأحساء جذبت جماعات من قدماء السكان استقروا في أطرافها ما بين عام 8400 قبل الميلاد إلى 7500 ق م دلت على ذلك الآثار التي في الجبال هناك وغيرها من الشواهد، أما الاستيطان البشري الأوسع في المنطقة بدأ من عام 4935ق م، هذا ما أثبته التنقيب الذي قام به عالم الآثار الدكتور عبدالله المصري عند عين قناص والتي تقع إلى الشرق من مدينة العيون وإلى الشمال من مدينة المراح ليثبت التحليل الكربوني 14 أن عمر الأحساء أكثر من 6000 سنة ق.م. وعرج السلطان على حضارة دلمون والتي من ضمنها الساحل الشرقي وجزيرة أوال ثم تطرق إلى الجرهاء تلك المدينة الغنية ذات آنية الذهب وصولاً إلى هجر والأحساء وأنه خلال فترة معينة كان القسم الشمالي من الواحة وما تبعها من صحاري يطلق عليه الأحساء وهي أحساء بني سعد من بني تميم والقسم الجنوبي من الواحة وما تبعه من صحاري يطلق عليه هجر وتطرق لسوق المشقر الذي تشتهر به الأحساء من أيام ما قبل الإسلام وأنه من أعظم أسواق العرب .كما ذكر إلى أن في الأحساء نهر مُحلِّم العظيم الذي ذكره الباحث عبدالخالق الجنبي أنه يمر ما بين جبل القارة وجبل أبو حصيص ويتجه إلى الخليج العربي حيث يصب في ناحية القريِّة وقد ذكره أحد المؤرخين أنه كنهر بلخ في عظمته وهذا النهر في وقتنا الحاضر في جغرافية دولة أفغانستان. ثم تطرق قبيلة بني عبدالقيس التي انتقلت من تهامة في القرن الثالث الميلادي واستقرت في الأحساء وآمنت بالرسالة المحمدية ودخلت الإسلام طواعية وأن النبي الأكرم امتدحهم وطلب من الأنصار أن يستقبلوا وفدهم وأنهم أشبه الناس بالأنصار.ثم تطرق المحاضر إلى تسمية البحرين الكبرى أو إقليم البحرين والذي تاريخياً يبدأ من حدود البصرة حتى بينونة على حدود عُمان، حيث ذكر أبو منصور الأزهري الذي عاش في المنطقة أيام القرامطة أن البحرين سميت بهذا الاسم لوجود بحيرة الأصفر وذلك لكبر حجمها في السابق ولذا يعتبرونها كالبحر بالإضافة إلى الخليج وكانت جزيرة البحرين آنذاك تسمى أوال ولكن في الغالب من يحكم ساحل الخليج يحكم أوال ولذلك كانت تتبع إقليم البحرين وحين تغيرت التسميات حيث أصبح يطلق على المنطقة الأحساء وجارتها القطيف احتفظت جزيرة أوال باسم البحرين.وتطرق إلى جبل القارة أعجوبة المنطقة والذي يعود تكوينه إلى ما بين ٥ مليون و 23 مليون سنة ويرتفع ٢٢٥ م فوق سطح البحر ويحتوي على ١٢ كهف ومغارة، كما تحدث عن بحيرة الأصفر والتي تحولت الآن إلى محمية وطنية بمساحة ٣٢ كم مربع وهي ضمن مكونات الأحساء موقع تراث عالمي في اليونسكو، كما ذكر أن ميناء العقير جاء في النقوش الأكادية زمن الملك سرجون الثاني عام 2300 ق م، وتذكر الدراسات الآن إلى أنه أول ميناء في الخليج العربي، وذكر عن تاريخ زراعة العيش الحساوي “الرز الأحمر” أن الباحث الدكتور فهد الحسين ينقل في كتاب المشاهد الثقافية لتراث الأحساء الحضاري أن الزمن التقريبي لجلب هذا النوع واستزراعه في الأحساء تمت بين 1800 ق م إلى 1200 ق ب خلال فترة ازدهار التجارة، ثم دلف الأستاذ علي إلى وجهة أخرى من تراث الأحساء وهي حياكة الأقمشة وتطريز البشوت التي اشتهرت بها المنطقة .كما أكد على أن المنطقة تشرفت بصنع كسوة الكعبة المشرفة لسبع أعوام أيام السعودية الأولى من ١٢٢١- ١٢٢٧هـ بالإضافة إلى عام ١٣٤٣هـ في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز ثم تابع الأستاذ إضاءته عن تميز منطقة الأحساء بالشعر والشعراء فضرب ثلاثة أمثلة: طرفة بن العبد في العصر الجاهلي والأمير علي بن المقرب العيوني المتوفى عام ٥٧٢ هـ والمعاصر متنبي عصره الشاعر جاسم الصحيح، وفي آخر المطاف تطرق إلى الشعارات العالمية التي حصلت عليها الأحساء مؤخراً وخاصة ما يتعلق باليونسكو.واختتمت الأمسية بتقديم درع تكريمي للضيف، واجتمع الحضور على مأدبة عشاء سادها الودّ والأحاديث الثقافية والاجتماعية.






