
صحيفه همه نيوز ✍🏻شيخه الدريبي
إذا لم نتمكن من تحديد حقيقة الحياة ، فسنرى كل شيء بلا معنى ؛ هذا الشعور يزيد القلق والاكتئاب
بغض النظر عن مدى نجاحنا في تحقيق أهدافنا الشخصية ؛ لا يمكننا أن نحصل على سلام داخلي دون معالجة الغاية الأساسية الغرض من وجودنا فمن الخطأ أن نستمتع بالرحلة وننسى جهة الوصول وعندما تضيق بك الحياة واحساسك وشعورك لا شيء شبه مفقود لذا يجب أن نسأل أولاً ما هو الغرض من الحياة؟ وماهي قيمة الحياة بالنسبه لنا ؟ ما الذي ستفعله لو تم اعلان خبر وفاتك، وانت لازلت على قيد الحياة فأعظم فائدة للفرد اولا أن يناقش امورحياته لأن الحياة لا نفهمها كما يجب وثانيا عدم المقارنه مع الغير فمن يقارن نفسه بغيره لن يشعر بالسعادة ابدا فمهما رزقه الله و مهما تطور سوف يرى ان هنالك شخص افضل منه و هذا من المؤكد يسلب سعادته و فرحته مهما قدم من انجازات في حياته و هذا الامر اصبح منتشر بكثرة بسبب مواقع التواصل فيظن الشخص ان حياته لا قيمه لها ..
لذا ستشعر ان الايام ثقال ولكن لا تنسى أن رحمة الله رافعة لكل ثقل ستمر باذن الله وانت اقوى مما تعتقد ويمكنك تجاوز ما تمر به فقط ثق بربك فهذه الايام الصعبة ستمر كمرور الغيوم المحملة بالفرح ،وسيرضيك الله كانك لم تحزن يوما، وسياتي العوض بطريقة تبهج الروح. داوم على قراءة القران يوميا والدعاء فالدعاء سهم لا يخطأ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ولا يرد القدر الا الدعاء) لماذا الحياة أصبحت أكثر بؤسا رغم الرفاهية التي نعيشها؟ الماديات أهمها تلعب دور كبير فيها فإهتمام الانسان بالماديات يساهم بشكل كبير في سلب سعادته فالسعادة شيء معنوي و يمكن ان نحس بالسعادة حقا عندما نقوم بتقدير الامور البسيطة و اللامادية مثل جلسة مع الاصحاب و العائلة و التي تكون فيها المشاعر صادقة بدون مصالح ماديه فيموت الانسان وهو على قيد الحياة حين تنطفئ روحه من الداخل، رغم ان الجسد لا يزال يتحرك، وحين يفقد المعنى، ويغيب الهدف، ويصير القلب ميتا وان ظل ينبض. انها حياة بلا حياة، وظل بلا روح، وسير بلا اتجاه. قد يراه الناس حيا، لكنه في الحقيقة غارق في غيبوبة الغفلة، بعيد عن النور، منسلخ من الفطرة، متجرد من الايمان، فهذه هي الحياة التي سماها الله موتا، واشار اليها في كتابه الكريم.فالموت ليس موت الاجساد، بل موت القلوب بالغفلة والضياع، ثم جاءت الحياة بالايمان، والنور بالهداية..
فهذا يدل على ان الانسان قد يكون ميتا وهو يمشي بين الناس، اذا خلا قلبه من الايمان ولم يعرف طريق النور..( قال الله تعالى انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين ..النمل 80 ) فالمقصود هنا ليس موتى القبور، بل موتى القلوب، اولئك الذين اعرضوا عن الحق، واستكبروا عن السماع، وانشغلوا بالدنيا حتى صارت قلوبهم كالحجارة او اشد قسوة.فمن غفل عن ذكر الله مات قلبه، ومن عمر قلبه بذكر الله كان حيا وان ضاقت عليه الدنيا، لان الحياة الحقيقية ليست في الجسد، بل في الروح، في الايمان، في الصلة بالله.ومن دلائل موت الانسان وهو حي، ان يتحول الى آلة تسير بلا وعي، وان يعيش للعادة لا للعبادة، وان يملأ الدنيا لكنه فارغ من الداخل، فالميت الحقيقي ليس من غسل ودفن، بل من غاب عن ربه، وسكن قلبه ظلام المعصية، وعاش اسيرا للشهوات، فمات قبل ان يموت والحياة الحقيقية، كما وصفها الله، هي حياة القلب بالايمان فالايمان هو الحياة، والاستجابة لله هي البعث الحقيقي للروح، ومخالفة ذلك هو الموت وان بقي الجسد يتحرك خلاصة الكلام، الانسان قد يموت وهو على قيد الحياة اذا فقد الصلة بربه، وغرق في الغفلة، وابتعد عن النور، حتى صارت حياته مجرد زمن يمضي لا قيمة له، وروحه خاوية لا اثر فيها للايمان. تلك هي الحياة الميتة التي لا نرجوها، ونسأل الله ان يحيينا حياة طيبة في الدنيا قبل الآخرة، بذكره وطاعته والقرب منه ..