
صحيفة همة نيوز : ماجد إبراهيم الغنيم ..
موسم جديد من دوري روشن السعودي للمحترفين يلوح في الأفق، حاملاً في طياته تحولات جذرية ستعيد تشكيل خارطة المنافسة.
لم يعد الأمر مجرد صراع بين القوى التقليدية، بل أصبح مسرحًا مفتوحًا لدخول أطراف جديدة، كل منها يحمل استراتيجيته الخاصة وأسلوب لعبه المميز. هذا التنوع التكتيكي هو ما سيجعل من الموسم القادم فصلًا جديدًا في تاريخ كرة القدم السعودية، وسيشهد تحولات مثيرة في أساليب اللعب.
من المتوقع أن نشهد عدة مدارس كروية تتصارع على المجد. هناك المدرسة التي تعتمد على الاستحواذ المطلق والضغط العالي في مناطق الخصم. هذا الأسلوب يتطلب لاعبين ذوي مهارات فنية عالية وقدرة على التمرير السريع والدقيق. الهدف ليس فقط امتلاك الكرة، بل استنزاف الخصم وإجباره على ارتكاب الأخطاء. هذه الفلسفة ستظهر بشكل بارز في الفرق التي استثمرت في خط الوسط بشكل كبير، وبنت هجماتها من الخلف.
على الجانب الآخر، ستظهر فرق تعتمد على نهج أكثر واقعية. هذه الفرق قد لا تكون الأكثر استحواذًا، لكنها تتميز بـالفعالية الهجومية والقدرة على التحول السريع. سيعتمدون على لاعبين يتمتعون بالسرعة والمهارة في الثلث الأخير من الملعب، مع بناء دفاع صلب يصعب اختراقه. هذا الأسلوب يستهدف الفرق التي تتقدم كثيرًا، مستغلة المساحات التي تتركها وراءها.
أحد أبرز ملامح الموسم القادم هو سعي الفرق لتحقيق التوازن المثالي بين الدفاع والهجوم. لم يعد يكفي أن تكون قويًا في أحد الجانبين فقط. الفرق الطموحة أدركت أن الفوز بالألقاب يتطلب منظومة متكاملة.
- منظومة الدفاع:
سنرى فرقًا تبني دفاعها ليس فقط على قوة المدافعين، بل على الضغط المنظم من جميع اللاعبين، بدءًا من خط الهجوم. هذا الضغط الجماعي يهدف إلى استعادة الكرة في أقرب وقت ممكن ومنع الخصم من بناء الهجمات براحة.
- منظومة الهجوم:
لم يعد الهجوم يعتمد على مهارات فردية فقط. بل أصبح يعتمد على حركة جماعية متناغمة، مع تبادل المراكز وخلق فرص متعددة من مناطق مختلفة في الملعب. هذا يعني أن المهاجمين والجناحين وحتى لاعبي الوسط سيكون لهم دور في صناعة الفرص وليس فقط في تسجيل الأهداف.
لا يمكن إغفال تأثير التعاقدات النوعية على التكتيك. الفرق التي استقطبت لاعبين من طراز عالمي ستستفيد من قدراتهم الفردية في تغيير مجرى المباريات.
هؤلاء اللاعبون لا يضيفون قوة فنية فقط، بل يضيفون خبرة وقدرة على قراءة المباريات واتخاذ القرارات الصحيحة تحت الضغط. قد يكون لاعب واحد قادرًا على فك شفرة دفاع معقد أو تسجيل هدف من فرصة شبه مستحيلة. هذا العامل الفردي سيلعب دورًا حاسمًا في المباريات الصعبة والمغلقة.
الموسم القادم سيكون مزيجًا من مدارس كروية مختلفة، تتصارع فيما بينها ليس فقط على النقاط، بل على إثبات أي فلسفة هي الأجدى بالنجاح. هذا التنوع التكتيكي سيجعل من كل مباراة تحديًا جديدًا، وسيثري تجربة المشجعين بمستوى غير مسبوق من الإثارة والتحليل.