أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > النوه ضيفا على برنامج مساء الثقافية….

النوه ضيفا على برنامج مساء الثقافية….

صحيفة همة نيوز…

في مشهد ثقافي يعكس ارتباط المسرح بالهوية والتراث، أعاد الفنان سلطان النوه تقديم مسرحية “الصرّام” بعد ثلاثين عامًا من عرضها الأول، والتي كتبها أحد رواد المسرح السعودي الأستاذ عبدالعزيز السماعيل. تأتي هذه المبادرة لتؤكد على حضور المسرح الشعبي ودوره في تجسيد الحالة الاجتماعية والهوية الثقافية لمنطقة الأحساء، برؤية فنية متجددة تحاكي الواقع وتمنح الذاكرة البصرية والجمالية للمسرح بعدًا جديدًا.
كُتبت مسرحية الصرام عام 1416هـ، وشارك فيها آنذاك عدد من رواد المسرح في المنطقة، من أبرزهم الفنان أحمد النوه (والد سلطان النوه)، إلى جانب الفنانين إبراهيم الحساوي، وعلي الشهابي، ومجموعة من الممثلين البارزين الذين أسهموا في ترسيخ العمل المسرحي في الأحساء.
وأوضح سلطان النوه، أنه قرر إعادة إحياء العمل برؤية محدثة، لما يحمله من ارتباط وثيق بواقع المجتمع الأحسائي، وخصوصًا الحالة الاجتماعية الشعبية. حيث يرى أن المسرحية تعكس تفاصيل البيئة وتفاعلاتها الإنسانية من خلال عناصر فنية متكاملة، أبرزها الرمزية في الديكور المسرحي الذي يُفترض أن يكون نابضًا بالحياة ومشاركًا فعليًا في نقل الإحساس والحدث للجمهور.
وفي سياق الحديث عن البنية الثقافية للمسرح في الأحساء، أشار النوه إلى أن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء تأسست عام 1971م، على يد الأستاذ عبدالرحمن الحمد، وكانت من أول الجهات التي دعمت عرض هذه المسرحية في بداياتها، مشيرًا إلى أن الجمعية ما زالت تؤدي دورًا حيويًا في دعم الفن والمسرح المحلي.
تؤكد الصرّام في مضمونها على أهمية العودة إلى العمل المسرحي الشعبي، كوسيلة للحفاظ على الهوية والامتداد التاريخي للمجتمع الأحسائي، خصوصًا في ظل التغيرات الاجتماعية المتسارعة. وتعكس المسرحية مشاعر التسامح، والعلاقات الاجتماعية القديمة، ومشقة العمل آنذاك، ما يجعلها مرآة حقيقية للحياة اليومية في الماضي.
وعند سؤاله عن ما يميز المسرح في الأحساء، أشار النوه إلى التراكم الفني والثقافي لدى الجمهور والممثلين، وما شهده المسرح المحلي من عروض نوعية وممثلين موهوبين، مما أوجد قاعدة جماهيرية متفاعلة، وفناً يحظى بتقدير واسع.
لفت النوه إلى إحدى أبرز شخصيات المسرحية، وهي شخصية “عويمر”، التي قدّمها الفنان عبدالله التركي. ووصفها بأنها شخصية مركبة تعاني من اضطرابات نفسية، وقد أطلق عليها البعض “المجنون”، إلا أنها تُجسد بطريقة طريفة الحياة البسيطة للمزارعين، وتضيف بُعدًا كوميديًا محببًا للعمل، ما جعلها إحدى العلامات الفارقة في المسرحية.
كلمة “الصرّام” تعني الطقس الاحتفالي الذي يُقام بمناسبة جني ثمار التمر، وهو تقليد اجتماعي يُعبّر عن البهجة بمحصول النخيل. ومع ذلك، لم تكن هذه المناسبة تخلو من التعب، حيث يواجه المزارعون مشقة كبيرة خلال عملية الجني، وهو ما تُظهره المسرحية بواقعية وعاطفة.
وأشار سلطان النوه إلى أن النسخة الأولى من المسرحية لم تتضمن مشاركة نسائية، بسبب الاعتبارات الاجتماعية في تلك الفترة. إلا أنه قام بإعداد جديد للنص المسرحي بموافقة المؤلف عبدالعزيز السماعيل، يتيح مساحة أوسع للمشاركة النسائية، بما يواكب تطور الفن المسرحي والمجتمع.
خاتمة
يؤمن سلطان النوه بأن المسرح هو “أبو الفنون”، وأن له تأثيرًا بالغًا في تشكيل الوعي وبناء الجسور بين الماضي والحاضر. ومن خلال إعادة عرض مسرحية “الصرّام”، يؤكد أن المسرح ليس فقط مساحة فنية، بل هو أيضًا حارس للذاكرة الشعبية، ومرآة تعكس روح المجتمع، وقيمه، وتاريخه العريق

✍️/بقلم الإعلامية

عائشه عسكر العسكري

عبدالله العيد

عن عبدالله العيد

شاهد أيضاً

جمعية فتاة الأحساء تستضيف محاضرة توعوية عن سرطان الثدي بالتعاون مع جمعية تفاؤل…

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز عبدالله ناصر العيد ضمن مشاركتها في الشهر العالمي ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com