
صحيفة همة نيوز .. بقلم أ.سيف بن فهداخصائي امن سيبراني.
في عالم يعتمد فيه الناس على الإنترنت في كل تفاصيل حياتهم، من العمل إلى الترفيه، أصبح الأمن السيبراني خط الدفاع الأول لحماية الأفراد من الابتزاز والسرقة والاحتيال.
كثيرون لا يدركون خطورة التهاون بهذا الجانب إلا بعد الوقوع في فخ إحدى الهجمات الإلكترونية.
وما حدث مؤخرًا مع أحد أقاربي كان خير دليل على ذلك.
أحد أقاربي تعرّض لمحاولة احتيال إلكتروني بعدما وصله بريد إلكتروني يبدو رسميًا من البنك الذي يتعامل معه، يطلب منه تحديث بياناته البنكية بشكل عاجل “لحماية حسابه”. ولأن الرسالة كانت مصممة بشكل احترافي ومقنع، قام بإدخال المعلومات دون أن يشك في الأمر.
لم تمر سوى ساعات قليلة حتى فوجئ بخصم مبالغ مالية من حسابه بشكل غريب. لحسن الحظ، انتبه مبكرًا وتواصل مع البنك وتم إيقاف البطاقة قبل أن تتفاقم المشكلة.
هذه الحادثة البسيطة كانت كافية لتكشف أن الأمن السيبراني أصبح جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، وأن الإهمال قد يؤدي إلى خسائر كبيرة.
بياناتك.. مسؤوليتك :
أجهزتنا الذكية لم تعد مجرد وسائل ترفيه أو تواصل، بل أصبحت تحتوي على معلومات حساسة، من كلمات المرور وأرقام البطاقات البنكية إلى الصور والمحادثات الخاصة.
وتسريب هذه البيانات قد يؤدي إلى سرقة الهوية أو الابتزاز.
ومع انتشار التسوق الإلكتروني والتطبيقات المصرفية، أصبح تأمين الحسابات ضرورة حتمية، وليس خيارًا إضافيًا. كلمات المرور القوية، والمصادقة الثنائية، والحذر من الروابط المشبوهة.. كلها أدوات بسيطة لكنها فعالة.
حتى وسائل التواصل ليست بمأمن ..
الكثير من عمليات الابتزاز والنصب اليوم تبدأ من اختراق حسابات التواصل الاجتماعي. لذلك، الاهتمام بإعدادات الخصوصية واستخدام كلمات مرور قوية وعدم مشاركة البيانات مع الآخرين أصبح ضرورة لحماية السمعة والمعلومات الشخصية.
-الأجهزة الذكية.. باب آخر للاختراق:
حتى الأجهزة المنزلية مثل الكاميرات والمساعدات الصوتية معرضة للاستغلال في حال إهمال تأمينها. الحماية تبدأ من الاهتمام بتغيير كلمات المرور الافتراضية وتحديث البرامج باستمرار.
- خطوات بسيطة.. تحميك من خسائر كبيرة :
لا تستخدم نفس كلمة المرور لأكثر من حساب.
فعّل خاصية المصادقة الثنائية دائمًا.
لا تدخل معلوماتك البنكية أثناء استخدام شبكات Wi-Fi العامة.
تجاهل الروابط أو الرسائل المشبوهة حتى لو بدت رسمية.
حافظ على تحديث تطبيقاتك ونظام جهازك باستمرار.
- خلاصة القول:
ما حدث مع قريبي كان رسالة واضحة:
والتهاون في الأمن السيبراني قد يكلفك كثيرًا. المشكلة لا تحتاج إلى خبرة تقنية عالية لتجنبها، بل تبدأ بوعي بسيط وخطوات احترازية يومية. في عالم أصبح فيه كل شيء متصلًا بالإنترنت،
- حماية بياناتك أصبحت مسؤوليتك :
الشخصية قبل أن تكون مسؤولية الآخرين.
