صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
تُعدّ الأسطورة نشاطًا فكريًّا ثقافيًّا متكاملًا مارسه الإنسان منذ قديم الزمن، أمّا العلم بالأسطورة فهو أمر لم يتضح إلا في العصور الحديثة، خاصة عندما بدأ الإنسان بالبحث في الأساطير بشكل موضوعي. عبدالمجيد حنون،”الموروث الاسطوري في الأدب العربي الحديث، والأدب العربي المعاصر”؛ لذلك فالأسطورة ما هي إلا نتاج معرفي للمجتمع بأسره تسعى لتجسيد وضع معرفي مستخدمةً جميع المكونات الحضارية، والفكرية، والثقافية، لدى جماعة من البشر. فالنجاح دوماً ثمرة للتخطيط الدقيق، ووضوح الرؤية المستقبلية، والأهداف الاستراتيجية التي تقوم بها المؤسسة الوطنية في مجال إدارة الأعمال والخدمات العامة، وغيرها من المجالات الأخرى.
فالنجاح كلمة سحرية يتوق لها الكثير من الأشخاص، والدول، والحكومات والمؤسسات العلمية، والمالية وغيرها؛ من أجل النهوض،والتقدم في الحياة، وتحقيق الأهداف المنشودة التي يطمحون إليها. يقول”جون ديوي” عالم النفس والفيلسوف الأمريكي: يجب على الدول أن تحرص على ضمّ الاشخاص النشيطين ؛ كي ينهضوا بها. وكذلك استقطاب الاشخاص الأقوياء النابهين لكي يدافعوا عنها. لقد حبى الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية بأن تكون مهبطاً للوحي، وقبلةً للأسلام والمسلمين، بالإضافة لوجود بيت الله الحرام، والمسجد النبوي. كل ذلك جعل منها مقصداً للمسلمين من أنحاء المعمورة، والذين يريدون اداء مناسك الحج والعمرة منذ زمن طويل. لقد أصبحت المملكة العربية السعودية رائدةً في إدارة الحشود التي كانت تقوم بأداء المناسك على مستوى العالم. كل ذلك جعل العالم اجمع يقف وقفة إكبار وإجلال واحترام للجهود الجبارة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهما الله.
ولقد لاحظ الجميع التميز الكبير الذي تمت به إدارة حج هذا العام، وأشاد الجميع من مختلف دول العالم بالجهود الجبارة التي بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله؛ ممثلةً بوزارة الداخلية، والجهات الحكومية، والأمنية المختلفة التي تقدم خدماتها لجميع زوار الأماكن المقدسة طوال العام. فالتنظيم الرائع، والمميز الذي قامت به اجهزة وزارة الداخلية المشاركة في خطة حج هذا الموسم، والجهات الحكومية ذات العلاقة، والمشاركة بجميع طاقاتها؛ من تنظيم مروري دقيق جداً كان له تأثير كبير على سلاسة، وانسياب حركة المرور بشكل فريد أبهر الجميع؛ رغم الكثافة البشرية التي تقوم بأداء مناسك الحج في وقتٍ واحد. كما أن اليقظة التي اتصف بها رجال الأمن المشاركين كان لها دور كبير جداً في هذا النجاح الاسطوري لموسم حج هذا العام؛ من خلال ضبط المتسللين، ومخالفي أنظمة الحج. بالإضافة إلى القضاء على ظاهرة التسول، وجميع المظاهر التي تشوّه، وتعكر صفو الحجاج.
وكما يقول محمد ثابت: ليس مثل المشقات والمتاعب مُربٍ للأفراد والأمم. وكما أن رُبّان السفينة لايتعلم الشجاعة إلا وسط الأعاصير والزعازع.. فكذلك الإنسان في حياته لايقوى خلقه، وتعظم ثقته بنفسه، وتزداد قوة احتماله وجلده إلا بمواجهة الصِعاب والشدائد. كذلك هم جميع من يقومون بالمشاركة في مهام خدمة الحجاج والمعتمرين؛ أثبتوا أنهم على قدرٍ كبير من المسؤولية، والاقتدار.
لقد حظي زوار الاماكن المقدسة بعناية فائقة من الناحية الصحية وغيرها، وتوفير كل سبل الراحة، وكذلك تأمين الوجبات الغذائية الصحية لجميع الحجاج والمعتمرين كعادتهم طوال العام. حقاً أنه لشرفٌ كبير جداً لنا بأن نفخر ونباهي الجميع بأننا في ظل قيادةً حكيمة، ومحبةً للخير، ورائدةً في مجال العمل الإنساني الرفيع؛ أشاد بذلك جميع زوار الأماكن المقدسة، وكذلك جميع المنظمات الدولية، وعلى رأسها عصبة الأمم المتحدة التي أشادت بجهود المملكة العربية السعودية في مجال الأعمال الإنسانية والاجتماعية والصحية والتنموية لجميع دول العالم.
✍️ بقلم /عميد. د نافل بن غازي النفيعي
خبير أستراتيجي وباحث اجتماعي_
