
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
أقام نادي السهلة الأدبي، مساء الخميس ، ندوة حوارية حول قضيتين مهمتين؛ إحداهما تاريخية، وأخراهما تربوية، قدّم المشاركة الأولى أ. صالح العلي، ودارت ورقته حول شخصية أحد الرواة في القرن الثاني الهجري، وفي التراث التاريخي الإسلامي، وتعد رواياته من المصادر الأساسية التي يُعتمد عليها في معرفة الأحداث التاريخية، وهو أبو مِخْنَف لوط بن يحيى الغامدي الأزدي (110هـ – 170هـ).
وقدم المشاركة الأخرى أ. مصطفى العقيلي، ودارت مشاركته حول الفراغ والمراهقة، وآراء التربويين حول هاتين الظاهرتين، والتغيرات النفسية والاجتماعية المتعلقة بهما.
أدار الجلسة أ. حسن الربيح، وقد رحّب بالضيوف الكرام، وبعد ذلك أتاح الفرصة للمشاركين لتقديم أوراقهما:
فجاء في ورقة أ. صالح العلي: “تعد وثاقة أبي مِخْنَف موضوعًا ذا أهمية كبيرة في دراسة التاريخ الحسيني، إذ تميزت رواياته بالتفاصيل، والتوسع اللذين لا نجدهما عند غيره.
كما أنه تفرد برواية أحداث لم تروَ عن غيره، مما جعل رواياته مرجعًا مهمًا في تدوين التاريخ الإسلامي. ونظرًا إلى أن التراث التاريخي مجال خصب للكذابين والوضاعين بشكل عام، ولتاريخ الحسين بشكل خاص، تأتي أهمية دراسة حال أبي مِخْنَف من حيثُ الوثاقة والضعف في الأصول الرجالية الشيعية، ثم دراسة الروايات التي نقلها لنا ونقدها نقدًا خارجيًا (من حيث الرواة)، وداخليًا (من حيث المتن)، ومقارنتها بمصادر أوثق لمعرفة مصداقية النص التاريخي. أما أ. مصطفى العقيلي، فتفضل بمناقشة عوامل سطوة أوقات الفراغ وأسبابها ونتائجها، وتناول أفكارا لقضاء أوقات الفراغ، وآثارها الإيجابية على الفرد والمجتمع، وقال في مشاركته إنّ: الفراغ آفة العقل، وإن الانشغال بعمل، أو هواية، أو مسؤولية من أساسيات العلاج الفعال ضد التفكير السلبي، بل يخفف من حدة القلق والتوتر. وختم بقوله: “كلما توسعت اهتمامات الإنسان، وتعمقت، كلما اتجهت شخصيته نحو الاتزان والنضج والوعي، ثم الإنتاجية، وعندها ستزيد مكانته ذاتيًا واجتماعيًّا”.

