
صحيفة همة نيوز
في الثالث من مايو من كل عام، يقف العالم إجلالًا لحرية الكلمة، واعترافًا بالدور الحيوي الذي تلعبه الصحافة في صناعة الوعي وترسيخ العدالة والشفافية. وبهذه المناسبة، نتوجّه بتحية تقدير واعتزاز إلى أعضاء هيئة الصحفيين السعوديين، حاملي مشعل الحقيقة، وسفراء الكلمة الوطنية الحرة والمهنية.
يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة ليعيد التأكيد على أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة سامية تتطلب شجاعة، وضميرًا حيًا، والتزامًا عميقًا بقيم الصدق والنزاهة. وفي المملكة العربية السعودية، نشهد تطورًا ملموسًا في البيئة الإعلامية، وانفتاحًا متناميًا يُتيح للصحفي السعودي أن يمارس دوره بكفاءة ومسؤولية، ضمن إطار يحترم الثوابت الوطنية ويخدم الصالح العام.
أنتم، أعضاء الهيئة، تقفون على خط المواجهة بين الحقيقة والتضليل، وبين الواجب المهني والضغوط المتنوعة. وقد أثبتم – في مختلف الظروف – قدرة الصحفي السعودي على التوازن بين الحرية والمهنية، وعلى استخدام أدوات العصر لخدمة الرسالة الإعلامية بأسلوب يتسم بالعمق والاحترافية.
ولا يغيب عنا في هذا اليوم أن حرية الصحافة ليست هدفًا منفصلًا، بل جزء من منظومة متكاملة ترتكز على احترام القانون، وتعزيز الشفافية، وتوفير بيئة عمل تضمن حماية الصحفيين، وتدريبهم، وتمكينهم من أداء دورهم على أكمل وجه.
إن هيئة الصحفيين السعوديين اليوم، بقيادتها وأعضائها، مطالبة بمضاعفة الجهود في تبني المبادرات التي تُعزز مناخ الحرية، وتواجه التحديات الجديدة، وتعمل على تمكين الجيل الإعلامي القادم من أدوات النقد البناء والمهنية الرفيعة. فالصحفي الذي يُدرك مسؤوليته تجاه وطنه، ويتقن أدوات مهنته، هو حجر الأساس في بناء إعلام وطني مؤثر ومستنير.
في يوم حرية الصحافة، نُجدد العهد مع الحقيقة، ومع المهنة، ومع الوطن. ونؤكد أن حرية الصحافة لا تنفصل عن مسؤوليتها، وأن الصحفي الحر هو الذي لا يُهادن في الحق، ولا يتنازل عن القيم، ولا يخذل مجتمعه في ساعة الحاجة.
كل عام وأنتم صوت الوطن النزيه، وضمير المجتمع الحي.
✍️بقلم/المهندس /زكي عبدالرحمن الجوهر