
صحيفة همة نيوز : عبدالله حمد المطلق ..
صدر عن دار المؤلف للنشر والتوزيع عام 1446هـ / 2024م .. كتاب يحمل عنوان : ( يوميات أخصائية إجتماعية ) وهو عبارة عن مذكرة مقتبسة من أحداث واقعية للكاتبة جوهرة فؤاد المطر ..
حيث تفضل الأستاذ فؤاد بن حسن المطر مشكورا بإهدائي هذا الكتاب القيم الذي كتبته ابنته الكريمة : ( جوهرة ) ، واطلعت عليه بشغف قرأته مرة ومرتين ، وما زلت أتصفحه بين الحين والآخر باعتباره باكورة إنتاج الكاتبة كتبته بعد ان عاشت تجربة واقعية بعد إلتحاقها بالجامعة ، لترسم لها طريق مستقبلها الطموح .
نواصل الحديث في كتاب يوميات أخصائية إجتماعية .. تقول : ( ماالذي حدث أثناء تدريبي كإخصائية إجتماعية ) ؟؟
حيث ذكرت في مقدمتها :
بين أيديكم مذكرة أنقشها بقلمي قلم المعرفة ، ابتدأت بكتابتها منذ قبولي بالجامعة ، لما كانت الجامعة تعد إحدى مخاوفي التي أخاف لمجرد سماع تسميتها ، كونها مرحلة مختلفة تماما عن المراحل التي مضت !
لاأنكر أنني وكأي طالبة جديدة ، كان لدي بعض الأمور التي أعرفها عن الجامعة ومنها ماكان يخيفني ومنها الذي يحببني بها ..
فالأول جعلني أخافها وانفر منها .. فقد سمعت إن الجامعة أصعب بأضعاف مضاعفة من المدرسة من حيث المنهج ، وكمية الواجبات التي تعطى للطالب .. فكل مادة اصعب من الأخرى ..
وتواصل حديثها بقولها :
ظهر قبولي في منطقة بعيدة عن مسكني الأساسي ، وبدأت منذ تلك اللحظة رحلة المستقبل .. وعن تجربتها مع الكتب الإنجليزية الأربعة التي تعتبرها بأنها سببت لها رعبا ولا زالت عالقة في الذاكرة !!
وقال عموما درست الكتب الأربعة وأجرت اختبار منتصف الفصل وعند اعلان الدرجات تفاجأت بالدرجة التي قد نلتها التي لم تعجبها لأنها لم تبذل الجهد المطلوب ..
ولم تكن حريصة على المذاكرة .. وهذا بداية فشلها في الدراسة نتيجة تقصيرها وإهمالها !!
وبعد هذه التجربة قررت أن تستوعب ماتعنيه الجامعة وكمية الجهد الذي يتوجب عليها بذله ..ولما اقترب موعد الإختبار بذلت جهدا كبيرا من أجل الحصول على درجات عالية مستفيدة من فشلها ورسوبها التي لم يكن هينا بالنسبة لها التي لم تكن قد رسيت خلال دراستها ..
وقالت الكاتبة بعد رسوبها بأنها ذهبت لوالدتها وهي تبكي بسبب ماحصل معها واستها أمها وقالت لها كلمات أعطتها جرعة من التوصيات فقالت لها :
بأن الحياة لن تتوقف لمجرد فشلك الدراسي ، وأنا على يقين أنك قادرة على إصلاح كل شيء بمفردك عزيزتي ..
هذه الكلمات من والدتها بثت فيها العزيمة في الإندفاع للأمام فهي ممتنة لوالدتها ..
وقالت بأنها صعدت سلم المنزل لتصعد للدور الأول .. فلما علم والدها بما أصابها من حزن نتيجة فشلها !!
قال لها : إبنتي ليكن مامررت به تحد لك ، وإياك وأن تجعلي اليأس يتغلغل بين ثنايا روحك ، لديك متسع من الوقت لتغيري علاماتك السيئة !
فأنت لم تفشلي سوى في مقر ر الإنجليزي فأنت قادرة على صنع النجاح لنفسك بنفسك فلا تتهاوني ثانية على ذلك !!
وحتى يعطيها والدها تجربته التي مر بها هو نفسه من فشل بإطلاعها على ملفه الاكاديمي ! !
تصفحت ملفه الاكاديمي وقالت : ولكن والدي تحدى نفسه وأثبت للجميع أنه صاحب إرادة عالية وبوسعه تحويل الفشل إلى نجاح دون أن تقف أي عثرة في طريقه ، ولم يهدأ له بال حتى وصل للمستوى الذي كان يريده وحصل على الشهادة ..
وقالت : تمكنت من التأقلم بعد تفكير دار بين نفسها بأنها حصلت على تقدير راسب !! وأن عليها أن تعيد دراسة الكتب الأربعة من جديد.. ومع ذلك كان تفكيرها محصور في هل ستعيد دراسة الكتب الأربعة من جديد ؟
فلما بدأ العام الدراسي الجديد حرصت على دراسة كل شيء من بدايته حتى النهاية من أجل اجتياز المقرر ..
فحمدت الله أن تحصل على تقدير جيد من أجل اجتياز المحطة الصعبة ..
فتخصصت في رياض الأطفال ..وبعد عام دراسي تم إجراء عدة إجراءات بعدها تم نقلها إلى تخصص الأحلام ..
وبعد أسابيع ظهرت نتائج قبولها في تخصص يسمى الخدمة الاجتماعية تخصص العطاء اللامحدود والإنسانية .
وقالت : في المذكرة التي كتبتها العديد من الرسائل التي علمتها الكثير وصقلت شخصيتها إلى أن وصلت إلى هذا المستوى الذي يمكنها من أن تكتب وبكل ثقة عن تخصص الخدمة الاجتماعية :
وهو تخصص أكاديمي ومهنة قائمة على الممارسة والتي تهتم بالأفراد والأسر والجماعات والمجتمعات ..
وفي السابق كنا نتعامل مع الفرد وكأنه مهمش دون النظر إلى أنه إنسان يحيا في بيئة ويتبادل معها علاقة مؤثرة .. حتى أصبحت الخدمة الاجتماعية تنظر للفرد نظرة كلية في علاقة تبادلية مع المجتمع وكلاهما يؤثر في الآخر .
وقالت : كنت أحرص على توثيق كل ما أقوم به ..ففي كل صباح أقوم بأخذ القلم وأنقش مافي جعبتي من مسار ومسلك من بداية يومي إلى نهايته رويدا فرويدا ..
وأنظر لما قمت بكتابته وتوسعت عيناي إنبهارا !
هل حقا أنا كاتبة جيدة ؟ لم أكن أعلم بتلك الموهبة ! ولكني لما علمت انطلقت لتطويرها وتداولها بين زملائي .. كنت أكتب بقلم منير – بقلم طاهر – عن الروح والمشاعر ..
أكتب بشغف وحب للتخصص .. واثناء تواجدي كفراشة تحلق بالسماء إلى أن أصبح الجميع يقرأ ويستشعر أنه بجانبي .
وقالت :في كل محطة يقرأ القارئ بكل استمتاع لما هو مكتوب .. وأنا في تدريبي الثاني ..
تداولت إحدى كتاباتي وسألت إن كان ماتمت كتابته مطبوع ككتاب ورقي أم لا ؟؟
حينها أيقنت وجوب تحويل تلك المذكرة لكتاب مطبوع ليصل من روح إلى روح بكل قلب محب شغوف ، فالحقيقة أن من أوائل من دعم ذلك وجعلني أشارك في المسابقات كموهبة هن طالبات المدرسة ، ومشرفة التدريب الميداني .. هنا ستجدون كنز من المعارف ورحلة بين بقعة أراضيها ، ولب المعرفة لطالبات قسم الخدمة الاجتماعية .. ولمن لايعرف منبع ذلك التخصص فليثق أن هذا التخصص سوف يضيئ نورا في أرواحكم ..
فعيشوا مع روح هذه الكاتبة الموهوبة ، من خلال محطاتها التي تحدثت عنها في كتابها الموسوم : ( يوميات أخصائية إجتماعية ) حتى أصبح حلمها حقيقة .