سياله .. ونبض الذاكرة ج ١١ ..

صحيفة همة نيوز : بقلم أ. عبدالله حمد المطلق ..

الدروازة الجبلية وفريج الحيزة ..

حين تقترب من بلدة الطرف القديمة، وتخترق عبق التاريخ عبر “الدروازة الجبلية”، تشعر كأنك تمر من بوابة الزمن دروازة شامخة، كانت تفتح مع خيوط الفجر، وتغلق مع مغيب الشمس، في زمن كانت فيه الأمانة بوابة القلوب، وكان “ابن مروان” بأسطورته الجسدية وحدته الجبارة يرفع صخرة الدروازة الثقيلة التي لا تهتز إلا بقوة رجلٍ عُرف بالبسالة والصلابة.

وهذه الدروازة توصلك الى براحة سياله عبر طريق متعرج ، وتمرق بين بيوت بعضها مبني من الطين وبعضها مبني من الجص ، وما بني بالجص يبهرك جمال البناء المرتفع الشاهق ، خاصة عندما تمر عبر هذه البيوت ، فأحاول ان أوصل الى براحة سياله من مداخلها الأربعة في زواياها الأربع بوصف ماأمر به واذكر البيوت التي على يميني والبيوت التي على يساري وأتمنى من الذاكرة تسعفني بذكرها .،

وابدا بالوصول الى براحة سياله من خلال مدخل الدروازة والخروج منها من نفس الجهة الجنوبية الغربية .

وعندما تهم بالدخول من بوابة الدروازة الجبلية ، تقف أمامها مبهورا ، تتأمل ذلك المكان بخيالك ، فتهم بالدخول وكأنك تستأذن من حارسها ، حيث تجد على يمينك المسجد الجبلي، أحد رموز العمارة الأحسائية التراثية، بحجارته الطينية وأقواسه الدافئة، ومأذنته العالية بني اربع مرات مرات وربما اكثر ، ومبنى المسجد من الطين ومنارته تشبه منارة مسجد منيرة الحسن القديمة ، والمرة الثانية بناها المعماري عبدالله بن سعد المرزوق المعروف ( بوصبار ) المعروف بمنارته المشابهة لجامع الطرف ، ومشابه لمنارة المسجد الشرقي ،

والمرة الثالثة بني هذا المسجد وبشكله الحالي على نفقة الرجل عبدالرحمن بن سعود الحبيل رحمه الله ، وعندما تتجه لجهة الشرق ، كأنك تودع المآذن الحديثة لتستقبل نداء الزمن الجميل.

ومن هناك، نسير نحو فريج الحيزة، حارة تسكنها الذكريات وتتنفس من جدرانها الحكايات بين سكة وأخرى، وأبواب شرقية وأخرى غربية، تظهر ملامح الزمن وتتشكل قصص العائلات.

• الطريق الى براحة سياله :

ندخل من الدروازة الجبلية ونتجه شرقا ، فعلى يميني المسجد الجبلي ، وأتجه في ممر ضيق لأجد على يميني منزل عبدالعزيز السليم ويقع في زاوية ركنية ، ومن بعده منزل عبدالعزيز بن فهد المبارك الفرحان ، وربما كان يملكه شخص آخر لكن هذا علمي به ، ثم نافذ صغير ثم أدلف الى براحة المهنا وهي براحة تحيطها المنازل من الجهات الأربع ولها ثلاث مداخل وهي نفسها ثلاث مخارج ، ثم اتجه شرقا ففي هذه البراحة منزل أحمد بن لقمان ، ومنزل عبدالعزيز بن محمد الحبيل ، ثم ندخل في ممر ضيق يوصلنا الى براحة سياله لنواصل السير ، حيث يوجد منزل لأسرة البوعبيد ، وكان هذا المنزل يستخدم في الطبخ لمناسبات الزواج ، ثم منزل صالح بن محمد السليم الجد ، ومن ثم منزل سلمان بن احمد بوعبيد ، وربما هذا المنزل لاحد الاسر لكن هذا علمي به عند مروري على هذه الحارة ، ثم نتجه شرقا لنصل الى منزل اسرة الحبيل وهو عبارة عن مجموعة بيوت متراصة يمثل أول منزل لعائلة الحبيل بعد قدومها الى هذا المكان في براحة سياله ، وهو بمثابة قصر كبير يوجد به منزل سكن الأمير الذي يطل على براحة سياله التي تقام فيها مناسبات الأعياد ومناسبات الزواج ، وملتقى للناس في يوم الجمعة ، وبه مجموعة مرافق لإدارة مدينة الطرف قديما ، حيث تم تقسيم هذا القصر الى مجموعة منازل وتشمل :

منزل الأمير محمد بن احمد الحبيل ولورثته أحمد وعبدالعزيز الحبيل وأخواتهن ، ومنزل سلمان بن محمد الحبيل رحمه الله عمدة الطرف سابقا ،الذي مازال هذا المنزل قائما حتى الآن ، واستخدم هذا المكان ليكون مدرسة معاذ بن جبل الابتدائية في عام 1393هـ تقريبا ، ومنزل احمد بن محمد الحبيل ، ومنزل ورثة عبدالرحمن بن سعود الحبيل ، كل هذه المنازل تطل على براحة سياله من الجهة الجنوبية الشرقية ،.
وعندما نهم بالخروج من براحة سياله متجهين لجهة الغرب ومن نفس مدخل براحة سياله الذي قدمنا منه من الجهة الجنوبية الغربية ، فأول منزل يقع على يمينك ونحن نهم بالخروج يواجهنا منزل إبراهيم الدحيم ( الناصر ) وفي داعوس صغير يقع منزل محمد حمد بوحندول ( الزحافي ) ، ومن ثم منزل محمد عيسى البوعبيد الذي اشتراه من بعد محمد بن حمد النجم ، ثم نتجه غربا في سكة ضيقة ، فعلى اليمين منزل كل من :

• محمد بن عيسى البوعبيد .
• منزل فهد بن عيسى البوعبيد .
• ومنزل احمد بن عيسى البوعبيد .
• وتتميز هذه المنازل بعلو ها الشاهق وبعمارتها الأحسائية اذ يتكون كل بيت من دورين اسقفها من خشب المنغرور الملون وبأشكال وبألوان جميلة ، تتميز بعلوها ، وعندما نصل الى منزل احمد بن عيسى البوعبيد نصل الى مدخل براحة المهنا حيث تحيط بهه مجموعة من المنازل وتتميز ببنائها التراثي الجميل ومنها :
• منزل احمد القريع ، الذي يوجد به دكان صغير لبيع المواد الغذائية . ومن ثم
• منزل محمد بن عبدالله العبد الواحد ،
• ثم ندخل في داعوس ضيق لنرى :
• منزل محمد بن عبدالله البوغوى .
• ثم منزل عبدالله بن عيسى الصنقور .
• ثم منزل حمد بن سالم الحمد .
• ثم منزل عبدالرحمن بن صالح المحيبس .
• لنصل بعد الى مخرج براحة المهنا من الزاوية الجنوبية الغربية لنواصل السير في سكة ضيقة ، لندخل في داعوس ضيق ، حيث يتواجد على جانبية الشرقي :
• منزل عبدالرحمن بن صالح المحيبس وله مدخلان أحدهما شرقي يطل على براحة المهنا ، وآخر غربي يطل على هذا الداعوس لنواصل السير في هذا الداعوس لنجد منزل علي بن حمد الحمود الذي يقع بجانبه (سباط ) والسباط وهو عبارة : عن ممر مسقوف بين بيتين او أكثر ، يشكل سقفه امتدادا لغرفة أو مجلس في الطابق العلوي من احد البيوت ، بحيث يغطي جزءا من الطريق او الزقاق يكون عادة على شكل جسر يربط بين البيوت ، ويستخدم للتظليل وتخفيف حرارة الشمس في الازقة الضيقة ، كما انه يعطي خصوصية لاهل البيت ، ويوفر مساحة إضافية داخل البيت ..

والسباط كلمة دارجة في الأحساء والخليج العربي ولها معنى معماري وتراثي .

• وفي اللهجة الأحسائية وبعض مدن ودول الخليج العربي ،اذا قالوا هذا الطريق فيه سباط يقصدون أن فيه ممرا مغطى يظلل الماشي ..
• وهذا السباط الموجود مدخله شرقي وغربي وهو السباط الوحيد الذي رأيته في مدينة الطرف ، وانا اتجول في سككها وازقتها القديمة .

نكمل حديثنا لنصل بعدها الى منزل عيسى بن احمد بن عبدالعزيز الربيع ، وهذا البيت اشتهر بوجود امرأة تقوم بالخبز في تنور وتخبز الخبز الأحمر الحساوي المعروف واسمها مريم المشعل رحمها الله ،

حيث كنا نقف في صف طويل ننتظر دورنا قبل الذهاب الى المدرسة ، ثم نخرج من هذا السباط لنجد على اليمين منزل أحمد بن دعيج المثيليث ، ثم منزل حمد الشكيبي ، ثم نخرج من هذا الداعوس لنصل الى الطريق المؤدي الى الدروازة الجبلية لنجد على اليمين :

• منزل عيد بن عيسى بن أحمد بن سالم بن عجاج بن فريهيد العجاج الفريهيدي ، وله باب من جهة الغرب الذي يطل على سكة ضيقة ، ثم نخرج من هذا الداعوس لنجد على اليمين منزل أحمد عيسى الخميس الملاصق للدروازة الجبلية ، وله مدخلان شرقي في الداعوس وغربي بعد إزالة السور ، ويملكه حاليا ناصر بن راشد السعيدان .

وهكذا وصلنا الى أول نقطة انطلقنا منها من الدروازة الجبلية لمدينة الطرف ..