الرئيسية > أخبار السعودية > رمضان زمان في الأحساء ( 9 ) التجمعات العائلية .

رمضان زمان في الأحساء ( 9 ) التجمعات العائلية .

صحيفة همة نيوز :

✍️ بقلم :

رئيس التحرير

ألاستاذ / عبدالله حمد المطلق ..

ونعود لكم ومع الحلقة التاسعه التي تحكي عن التجمعات ايام زمان في رمضان..

هلّ علينا شهر رمضان، وأنورت ليالينا بأيامه العامرة بالإيمان والعطاء، وبلياليه الزاخرة بالسكينة والذكر، تتجلى مظاهره في المدن والطرقات، وتعلو فيه أصوات المصلين بالدعوات، في مشهد نابض بالحياة والبهجة، ولإثراء هذا المشهد الحيوي، يأتي لنا “موسم رمضان” بتجاربٍ ثقافية متنوعة، عبر فعاليات تتوزع على كافة مناطق المملكة، في أجواء استثنائية تؤنس وتثري أوقات وليالي الجميع .
وتأتي الزيارات العائلية في رمضان شكلاً من أشكال صلة الرحم، ومباركةً بقدوم الشهر، وبشكل أخص زيارة كبار السن ومشاركتهم الإفطارأو السحور .
ويُشكل شهر رمضان المبارك فرصة لتعزيز الروابط العائلية، ما يضفي على الشهر الفضيل طابعاً اجتماعيّاً مميزاً يعكس روح التكافل والتواصل بين الأجيال.
وتأتي أهمية التجمعات الأسرية خلال شهر رمضان، ودورها الكبير في تحقيق التماسك الأسري وتعزيز الصحة النفسية لجميع أفراد العائلة، لا سيما الأطفال.
وأن هذه اللقاءات العائلية تساهم في نقل مشاعر المحبة والانتماء، مما يعزز الشعور بالأمان لدى الأطفال، كما تُعلِّمهم قيم العطاء والكرم والتعاون مع الآخرين.
وللحفاظ على هذه العادة الإيجابية، ، على ضرورة غرس ثقافة التجمع الأسري في الأبناء منذ الصغر، وتجنب أي خلافات قد تعرقل هذه الأجواء الدافئة، مع مراعاة اختيار أوقات مناسبة للجميع، بحيث لا يُحرم أي فرد من هذه اللحظات التي تترك أثراً نفسيّاً إيجابيّاً يمتد طوال العمر، داعياً الأسر إلى استثمار شهر رمضان لتعزيز الروابط العائلية، وجعل التجمعات الأسرية عادة تمتد إلى بقية أيام العام، من أجل بناء مجتمع أكثر ترابطاً وسعادة.
ورمضان كان وما زال شهرًا مميزًا، يحمل معه مشاعر الإيمان، والرحمة، والتواصل العائلي. في الماضي، كانت العائلات تتجمع حول مائدة الإفطار، يشارك الكبير والصغير الطعام والقصص والضحكات، وكان للمحبة حضورها الدافئ بين الجدران الضيقة للبيوت المتواضعة. . ورغم قلة الإمكانيات، كانت النفوس غنية بالمحبة والعطاء، وكانت صلة الرحم أولوية لا يتهاون فيها أحد.
أما اليوم، فقد تغير المشهد. أصبحت البيوت أكبر وأكثر رفاهية، وتوفرت فيها جميع وسائل الراحة، ولكنها باتت خاوية من روح الحياة والتجمعات العائلية الحقيقية. وكثير من العائلات تفطر كلٌ في ركنه، تفرقهم الأجهزة الإلكترونية، والانشغالات، وأحيانًا الكسل .. ورغم سهولة التواصل، إلا أن الأرحام تقطعت، ولم يعد التواصل الحميمي كما كان.
هل هو في تغير الزمن؟ أم في الناس أنفسهم؟ أم في انشغال الجميع بأنفسهم وعالمهم الافتراضي؟ ربما يعود السبب إلى الروتين الذي أفرغ العلاقات من محتواها الحقيقي، أو إلى ضعف صلة الرحم التي حثّنا عليها النبي ﷺ وجعلها سببًا للبركة في العمر والرزق.
ولا يمكننا تحميل الزمن وحده مسؤولية ما يحدث، فالزمن لا يتغير وحده، بل نحن من نغيّر أنفسنا وعاداتنا والتكنولوجيا ليست شرًا بحد ذاتها، ولكن طريقة استخدامها قد تفرّق بدل أن تجمع والانشغال بالحياة ليس عذرًا لقطع صلة الرحم أو إهمال العائلة.
لكن رمضان القديم سيعود! سيعود عندما نعيد لقيمنا مكانتها، ونعيد إحياء العادات التي جمعت قلوبنا قبل أن تفرقها الشاشات .. سيعود عندما نضع العائلة في مقدمة اهتماماتنا، ونخصص وقتًا لمن نحب، ونتبادل الزيارات كما كان يفعل آباؤنا وأجدادنا. سيعود عندما ندرك أن السعادة الحقيقية ليست في وفرة المال ولا في جمع الممتلكات، بل في دفء العائلة، ولمة الأهل، والتواصل الصادق الذي يملأ القلب راحة وسكينة. رمضان القديم لم ينتهِ، إنه ينتظر منا فقط أن نفتح له الباب من جديد،،،

عبدالله العيد

عن عبدالله العيد

شاهد أيضاً

عبدالعزيز السليم رئيسا للجنة المواهب لكرة اليد

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوزعبدالله ناصرالعيد أصدر رئيس الأتحاد السعودي لكرة اليد السعودي ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com