أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > خطورة ترك الأطفال يعبثون في المساجد وأهمية تعليمهم آداب المكث فيها…

خطورة ترك الأطفال يعبثون في المساجد وأهمية تعليمهم آداب المكث فيها…

صحيفة همة نيوز

✍️/بقلم :الأستاذ طارق بن عبدالله الفياض

المساجد بيوت الله، وهي أشرف بقاع الأرض، أمر الله بتعظيمها وتنزيهها عن كل ما لا يليق بمقامها، فقال سبحانه:
﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ [النور: 36].
فهي محل الطاعة والعبادة، وليست أماكن للهو واللعب والصخب، ولذلك فإن ترك الأطفال يعبثون في أروقتها دون توجيه وتعليم قد يؤدي إلى فقدان هيبتها، وإيذاء المصلين، وربما وقوع الضرر على الأطفال أنفسهم.

ينبغي أن يُربَّى الأطفال منذ الصغر على توقير المساجد واحترامها، وذلك من خلال تعليمهم آدابها، كالسلام عند الدخول، وخفض الصوت، والجلوس بأدب، وعدم إزعاج المصلين، وتوجيههم لشغل وقت انتظار الصلاة بقراءة القرآن، والذكر، والصلاة النافلة، والاستماع إلى الدروس والمواعظ. كما يجب أن يقتدوا بابائهم واخوانهم الكبار في حسن التعامل مع المسجد، والحرص على النظافة، والسكينة، والتبكير إلى الصلاة. ويجب إبعادهم عن العبث في مصليات الرجال والنساء لأن ذلك يؤدي إلى تشويش الخشوع، وربما إلى أضرار جسدية أو تلفيات في المسجد. فغرس معاني تعظيم بيوت الله في نفوسهم يجعلهم يدركون أن المسجد ليس مكانًا للعب أو الجدل أو رفع الصوت.

قال الله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]، مما يدل على ضرورة دخول المسجد بوقار وحشمة. وقال النبي ﷺ: “إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك” (رواه الترمذي)، وهذا نهي عن كل ما يصرف المسجد عن وظيفته الأساسية. كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “بينما النبي ﷺ يخطب يوم الجمعة، إذ قام رجل فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا” (متفق عليه)، مما يدل على أن المسجد محل للدعاء والعبادة لا للخصومات.

وقد حرص الصحابة والتابعون على تعظيم المساجد، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “المساجد بيوت الله، فلا ترفع فيها الأصوات، ولا يُشتغل فيها إلا بذكر الله والصلاة”. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: “إذا دخل أحدكم المسجد، فليركع ركعتين قبل أن يجلس”، وهو توجيه لتعظيم المسجد منذ اللحظة الأولى لدخوله. كما قال سعيد بن المسيب رحمه الله: “ما دخلت المسجد منذ أربعين سنة إلا لصلاة أو ذكر”، وهذا من تعظيمه للبيت الحرام.

وقد أكد العلماء أهمية تعظيم المساجد، فقال الإمام النووي: “يستحب للمسلم أن يحافظ على حرمة المسجد، فيجتنب اللغو والضحك، ويشتغل بما يليق من الطاعة”، وقال ابن القيم: “المساجد محاريب العبادة، فلا ينبغي أن تتحول إلى أماكن للخصومات والمجادلات”.

وقد أبدع الشعراء في تصوير تعظيم المساجد وآدابها، فقال أحدهم:

إذا جئتَ بيتَ اللهِ فاحفظْ وقارَهُ │ وقُمْ فيهِ حقًّا بالسكينةِ والخشوعِ
وكنْ راكعًا ساجدًا ذا تضرُّعٍ │ وعِفَّ عن اللَّغوِ الذي ليسَ ينفعُ

وقال آخر:

يا راكعًا عندَ بيتِ اللهِ معتصمًا │ أقِمْ الصلاةَ لعلَّ اللهَ يَغفرُ لكْ
واحفظْ لسانَك لا تُؤذِ المصلِّينَ بهِ │ فالمسجدُ الطُّهرُ للعبادِ مُعتكَفُ

المساجد منارات الهداية، وهي أماكن السكينة والوقار، فيجب على الآباء والمربين تعليم الأطفال آدابها، وغرس حبها وتعظيمها في نفوسهم منذ الصغر، حتى ينشؤوا على احترامها، ويكونوا قدوة لغيرهم في تعظيم بيوت الله.

عبدالله العيد

عن عبدالله العيد

شاهد أيضاً

علي بن محمد بن عثمان البريك ( بومنذر ) في ذمة الله…

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز عبدالله ناصر العيد بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدرهانتقل ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com