صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز
عبدالله ناصرالعيد
بقلم ✍️ الأستاذ /طارقُ بنُ عبداللهِ الفياضِ
باحثٌ في التراثِ ومؤرِّخٌ
تحلُّ علينا ذكرى يومِ التأسيسِ للمملكةِ العربيةِ السعوديةِ، ذلك اليومُ الذي نستذكرُ فيه بفخرٍ واعتزازٍ بدايةَ هذا الكيانِ العظيمِ، منذُ أنْ أرسى الإمامُ محمدُ بنُ سعودٍ -رحمهُ اللهُ- في عامِ ١١٣٩هـ (١٧٢٧م) دعائمَ إمارةِ الدرعيةِ، واضعًا بذلكَ أولَ حجرٍ في بناءِ الدولةِ السعوديةِ. ولم يكنْ هذا التأسيسُ مجردَ قيامِ كيانٍ سياسيٍّ، بل كانَ ميثاقًا تاريخيًّا عظيمًا مع الإمامِ المجدِّدِ محمدِ بنِ عبدالوهابِ -رحمهُ اللهُ-، ليشكِّلا معًا وحدةً سياسيةً ودينيةً حملتْ على عاتقِها رايةَ التوحيدِ ونشرَ منهجِ الوسطيةِ والاعتدالِ.
مسيرةُ البناءِ والتحدياتِ
منذُ لحظةِ التأسيسِ، واجهتِ الدولةُ السعوديةُ تحدياتٍ جسيمةً، من صراعاتٍ إقليميةٍ إلى محاولاتِ الطَّمسِ والهيمنةِ الخارجيةِ، لكنها بقيتْ صامدةً، متجددةً في كلِّ مرحلةٍ، إلى أنْ جاءَ الملكُ عبدالعزيزُ بنُ عبدالرحمنِ الفيصلِ -طيبَ اللهُ ثراهُ- ليعيدَ توحيدَ البلادِ عامَ ١٣٥١هـ (١٩٣٢م) ويؤسِّسَ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ، دولةً قويةً تقومُ على الشريعةِ الإسلاميةِ، وتحملُ رسالةً حضاريةً مشرقةً للعالمِ. وقد شهدَ العالمُ بعبقريتِهِ وحنكتِهِ السياسيةِ، حتى قالَ الرئيسُ الأمريكيُّ فرانكلين روزفلت عنهُ: “إنَّ الملكَ عبدالعزيزَ من أعظمِ القادةِ الذينَ عرفتُهم”.
المملكةُ في عهدِ الرؤيةِ والتطورِ
واليومَ، في ظلِّ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيزِ آل سعود ووليِّ عهدِهِ الأميرِ محمدِ بنِ سلمان -حفظَهما اللهُ-، تستمرُّ مسيرةُ التطورِ والنَّماءِ، وفقَ رؤيةِ ٢٠٣٠، التي جعلتِ المملكةَ نموذجًا يُحتذى بهِ في التنميةِ الاقتصاديةِ، والاستدامةِ، والتقدمِ التقنيِّ، دونَ التفريطِ في الثوابتِ الدينيةِ والوطنيةِ.
إنَّ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ ليستْ مجردَ وطنٍ، بل قصةُ مجدٍ ممتدَّةٌ، وحلمٌ تحوَّلَ إلى واقعٍ، ورؤيةٌ تتجددُ معَ الأجيالِ. وما زلنا نحملُ ذلكَ الإرثَ العظيمَ، ونعملُ بهديِ أسلافِنا في السيرِ على طريقِ العزةِ والتمكينِ.
قالَ الشاعرُ في حبِّ الوطنِ:
بِكَ يا بِلادي يُزهِرُ الحُلْمُ الزَّهيُّ
ويُشرِقُ المَجدُ العَريقُ المُنتَهِيُّ
وكذلكَ قالَ الشاعرُ ابنُ سبيلٍ -رحمهُ اللهُ-، معبِّرًا عن الوفاءِ للوطنِ:
دارٌ لنا ما نرخصُهْ بالمقاديرِ
لو هي خسارةٌ تبشِّرْ بعزٍّ وخِيرِهِ
وأيضًا، من جميلِ ما قالَ الأميرُ بدرُ بنُ عبدالمحسنِ في عشقِ الوطنِ:
يا وطنا دام عزّك شامخ والدين سيرة
ما رضينا غير أرضك نسكن ونعشق ثراها
انتمي لك والفخر لي شخص وأرضه جزيرة
من يلوم اللي يحبك أم وتغلي ضناها
نسألُ اللهَ أنْ يديمَ على بلادِنا أمنَها ورخاءَها، وأنْ يحفظَ قادتَها، ويُبقي رايةَ التوحيدِ خفَّاقةً في عَنانِ السماءِ.
