
صحيفة همة نيوز : أ. صالح سعد النصر ..
يعرف الدكتور سعيد بن عبدالله الوايل العمارية في كتابة المعجم الأثنوغرافي فيقول :
العمارية بفتح العين وميم مشددة هي مظلة مصنوعة من جريد النخل ومغشاة بطبقة من الخيش أو الأقمشة الثقيلة .. كانت تستخدم مظلة من الشمس للباعة في الأسواق المفتوحة وجمعها عماريات وتوضع بعدة طرق وأشكال أشهرها الشكل المثلث ( 🔺 ) .
والعمارية لفظة عربية وهي عبارة عن سقيفة هرمية الشكل على شكل الرقم الهندي الغباري ( ٨ ) ، كما أنها توضع على رسم الرقم ( ٦ ) أو رسم الرقم ( ٢ ) ، تتألف من قطعتين تسند رأس أحدها على رأس الأخرى مصنوعة من أعواد جريد النخيل ( تسمى تلال – ومفردها تليل ) وتربط بالحبال أو بجلود الإبل ، حيث يتم اختيارها بعناية ومقاييس معلومة وهي مغطاة ( مكسوة ) بالخياش التي يعبأ فيها الرز ( العيش ) المصنوعة من خيوط نبات الكتان الردئ أو القطن أو القنب مثل خيشة أم فح أخضر عرضه حوالي بوصتين أو أم فحين متوازيين لونهما أحمر وخيشة ذات خط رفيع لونه أزرق وتسمى خيشة إذا كانت فارغة أما إذا كان بها رز ( عيش ) فتسمى جونية ووزنها 80 كغم بالماضي ولها عدة مسميات مثل الشوال والشليف والكيس ، كنا ندخل أحد أطرافها المغلقة من الزاوية للداخل ونتخذها مظلة عن المطر ويتخذها العمال أيضا أثناء أعمالهم الثقيلة .. حيث توضع فوق الرأس منسدلة للأسفل ( الفح هو الخط العريض أو الرفيع ) .. كذلك تكسى العمارية بالحصير المسفوف من خوص النخيل ( الخوصة هي الورقة الدقيقة في سعفة النخلة ) أو تكسى بأعواد الأثل وهذه النوعية تكون مرغوبة لأنها متينة وتمنع حرارة أشعة الشمس ويصل ارتفاع العمارية مترين وعرض القطعة الواحدة منها متر ونصف تقريبا ولها مفاصل أربعة تشبه البتاتات تسمح بتطابق القطعتين وكذلك فردها ( فتحها ) يساعد ذلك التركيب على صف العماريات فوق بعضها البعض وكذلك نقلها بكل سهولة ويسر من مكان لآخر ولها عمود مستقل يشبه عمود الخيمة يسمى رزة ينصبها صاحبها ويسمى العماري في الأسواق المفتوحة قبل يوم من انعقاد السوق لمن يستأجرها من الباعة بالسعر المتعارف والمتفق عليه ..
بينهم يقدر في تلك الأيام بنحو ريال ونصف قبل ( 50- 60) سنة للعمارية الواحدة لمدة يوم واحد فقط وهو ثمن زهيد جدا .. ثم ارتفع السعر بعد نشوب الحريق بسوق الخضار والفواكة الكائن في شرق جامع الإمام فيصل بن تركي طيب الله ثراه في منتصف الثمانينيات الهجرية ..حيث التهمت ألسنة النيران كافة العماريات وتكبد الشجارون ( باعة الخضار والفواكة ) خسائر فادحة من جراء هذا الحريق الهائل ..
ولقد استفاد ملاك العماريات من ذلك ، وكما يقول المثل مصائب قوم عند قوم فوائد ، علما أن بعض العماريات تكون مملوكة للبلدية وتوكل مهمتها لحارس يستوفي الأجور كل أسبوع من الباعة ويحاسب البلدية في نهاية السنة .
ومن فوائد العمارية الآتي :-
1-يتقي البائع بها حرارة الشمس وحبات المطر أثناء هطوله .
2-تحمي البضاعة من أحوال وتقلبات الطقس .
3- تحدد نطاق و امتداد بسطة البائع .
4- يحجز بها البائع مكانا له في السوق .
5- بعض زبائن الباعة يستظل تحتها لحين مغادرته السوق .
وكانت العماريات منتشرة على نطاق واسع في الأسواق المفتوحة مثل سوق الأربعاء الأسبوعي وسوق الدكاكين بحي السياسب ، وكذلك بالسوق المركزي للباعة الذين ليس لديهم محلات تجارية والمتنقلين وتجار أبناء البادية .. أما الآن فقد تضاءل استخدامها لوجود البدائل الأخرى لكنها موجودة بأعداد محدودة ولم تختف .
هذا ومن أشهر صناع العماريات بمدينة المبرز كل من التالي :-
1-محمد فرحان الخترش . 2-عبدالعزيز فرحان الخترش. 3- سعد الديدن . 4- محمد سعد الديدن . 5- سعود عبدالعزيز .
رحم الله من رحل ممن حضر تلك الأيام الجميلة وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
المصادر:-
1- كتاب المعجم الأثنوغرافي تأليف د/ سعيد بن عبدالله الوايل .
2- الموسوعة الكويتية تأليف / أ- حمد محمد السعيدان . 3- كتاب ألعاب وحرف في الأحساء تأليف الباحث م/ صالح عبدالوهاب الموسى . 4- مقال سوق الأربعاء للباحث أ/ صالح إبراهيم الفهيد . 5-أ/ يوسف عبدالرحمن العلي .
شكر خاص لكل من :-
1- أ/ خالد عبدالله إبراهيم الحليبي ( بوعبدالله ).
2- أ/ وليد سليم محمد السليم ( بوعبدالمجيد ) .
