أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > الزواج ( العرس ) في الماضي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء )الجزء الرابع والأخير .

الزواج ( العرس ) في الماضي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء )الجزء الرابع والأخير .

صحيفة همة نيوز : بقلم أ. صالح سعد النصر ..

في هذا الجزء نتطرق إلى الآتي :- ليلة الدخلة والصباحية والمقعد ويوم الزفة ( التحول ) .

تعتبر ليلة الدخلة بحق هي ليلة العمر كله للعروسين وهي ليلة مميزة لأنها أول ليلة تجمع العريس والعروس معا رغم التوتر والقلق الذي يحيط بها بسبب نقص المعلومات بينهما ! أو ربما سماع بعض الإشاعات من هنا أو هناك عن بعضهما البعض أو من مجهول !

ففي هذه الليلة وبعد أن يدخل الزوج الغرفة المعدة لهما ذات الروائح العطرية الفواحة ينتظر أن تدز له زوجته ، وبعد أن يتم ذلك يصلي الزوج ركعتين ُوهو أمام زوجته ، وبعد أن يسلم من الصلاة يضع يده على ناصيتها وهو يردد الدعاء الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ماجبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ماجبلتها عليه ) .

ثم يضع الخطوط الرئيسة لحياتهما معا ويتفقان عليها من أجل حياة جديدة وتكوين أسرة مستقرة وسعيدة ويشرح الزوج لزوجته وبأدق التفاصيل واجبات وحقوق كلا الطرفين لتحقيق أهداف الزواج السامية ، رغم أن الزوجة تنزوي في أحد أركان الغرفة وهي في غاية الخجل والحياء فيبادر الزوج بالحديث ويتجاذب أطرافه معها ويتناولا العشاء المعد لهما معا .

ويقول أحد الرواة:
أن في هذه الليلة تحدث فيها طقوس إيجابية وأخرى سلبية علما أن الزوجين لايلاما في تلك الظروف فالزوج يريد فرض شخصيته ويسعى لتكون كلمته هي العليا وهي المسموعة و هي النافذة والزوجة لاتلام أيضا ، فهي ولأول مرة تجتمع مع رجل كما ذكرت آنفا خاصة إذا كانت بكرا وليست ثيبا ومع أن هذه الليلة طويلة في حساب الزوجين إلا أنها تمر وتنقضي كلمح البصر .

وفي الصباح الباكر تطرق الرقيدة ( الرجالة ) باب الغرفة وتنادي الزوجة باسمها يافلانة ( افتحي ) الباب وبعد أن تفتح الباب تبارك لها ولزوجها وتقدم لهما صينية( طوفرية – غنجة ) الإفطار والذي يضم الكبدة والكلاوي والبلاليط (الشعيرية ) ، والبيض الحساوي والخبز ( القرص ) الأسمر أوالأ بيض الرهاف مع البخصم والرهش والحليب المهيل بنكهة الزعفران أو الزنجبيل والشاي بنكهة اللقاح أو النعناع أو الحبك ( الفوطن ) .

وكذلك القهوة وبعد أن يفطر العروسان معا يطلب الزوج من زوجته أن تعطيه بشته وغترته وعقاله مع المسباح لأنه سيذهب إلى بيت أهله .

وقبل المغادرة يقدم لزوجته هدية الصباحية ولأم زوجته ( عمته ) هدية (حبابة الرأس ) إما نقودا أو هدية عينية على قدر استطاعته المادية ثم يغادر منزل عروسته ويتوجه إلى بيت أهله فيسلم على والديه ويباركان له على إكمال نصف دينة .. ثم يتلقى التهاني والتبريكات من المقربين والأصدقاء حتى موعد صلاة الظهر حيث يتوجه لمسجد الحي لأداء الصلاة وفيه يتلقى أيضا التبريكات من الإمام الذي عقد قرآن زواجه ومن بعض المصلين ..

وبعد أن يصلي الظهر يتوجه مع بعض أقاربه والمقربين من الأصدقاء لمنزل أهل زوجته لتناول وجبة الغداء ويمكث به حتى موعد صلاة العصر .. وبعد أداء الصلاة يتوجه لمنزله .

أما العروس فتستعد للمقعد حيث تصفف الحوافة (المزينة ) شعرها وتلبسها أفضل الفساتين وتقلدها الحلي الذهبية وتعطرها بالعطور الزاكية وترسم الشخوط في مفرق شعرها حتى تظهر بأكمل زينة وأبهى مظهر وحلة وسط ..

حضور المدعوات وغير المدعوات ( المتسفرات ) وتتلقي التهاني والتبريكات منهن وقد يصاحب ذلك وجود الطقاقة ( رئيسة الفرقة ) مع فرقتها لزيادة مراسم المقعد فرحة وبهجة وسرورًا .. وهنا تنقسم المدعوات إلى ثلاثة أقسام الأول يفرح ويبارك للزوجة وأهلها ، كذلك لأهل العريس ويثنون على طرفي الزواج ويرددون ماشاء الله تبارك الله الخيرة فيم اخترتم ..هما لايقين لبعض .

والقسم الثاني يتندر بالعروس ويشمت بها ويبدأ بينهن التوصوص ( الكلام في السر ) وترد عليها قصري حسك ( تكلمي بصوت واطي (منخفض ) وهذا القسم حتى المعرس مايسلم من تهكمهن وحشهن لهما .

والقسم الثالث ساكت لايقول خيرا أوشرا يناظر همسات وحركات نسوة القسم الثاني !!

أما إذا كانت العروس ذات حسن وجمال فهي تخرس الألسن وتتمنى كافة النسوة أن يكون نصيب وحظ أولادهن مثلها .

وبعد انتهاء مراسم المقعد يطلب الزوج من زوجته التهيأ لمراسم الزفة (التحوال ) حيث يأمر بنقل الفرش ( الدواشق – المراتب ) والصندوق المبيت الخاص بالزوجة وقفيف الملابس .. فإذا كانت المسافة بعيدة بين منزله ومنزل أهل عروسته يستأجر عربة القاري ( الكارو ) التي يجرها الحمار أعزكم الله وهي وسيلة النقل المنتشرة في تلك الأيام لنقل تلك الأمتعة والحاجات لمنزله أو منزل أهله حسب مكان إقامته مع زوجته .

ويقيم والد العريس وجبة عشاء بهذه المناسبة وأثناء النقل يضيق صدر أم الزوجة وتدمع عيونها لفراق ابنتها وتطلب من الزوج أن يعامل بنتها معاملة طيبة ولايضيق صدرها وتوصيه بعدة وصايا تحثه فيها بالرفق ومعاملتها بأحسن معاملة ويصونها فهي أمانة في رقبته ..

وتبدأ العروس حياة جديدة في منزل أهل زوجها وتسمي أم زوجها خالتي وتسمي والده عمي وإذا كان أحد من إخوان العريس يعيش معهما تغطي الزوجة وجهها عنهم .. وتحرص كل الحرص على خدمة زوجها وإسعاده ، وكذلك تخدم والديه وتحترمهما وتقابل منهم بالمثل ، حيث التقدير والاحترام وترتفع مكانتها مع مرور الوقت ويفرح ويسعد الجميع إذا نما إلى علمهم أنها حبلى ( حامل ) وبهذا تكون نهاية مراسم الزواج .
رحم الله من رحل ممن حضر تلك الأيام الجميلة وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .

المصادر:-
1- كتاب أحاديث بلدتي القديمة تأليف أ/ عبدالله أحمد الشباط .
2- الموسوعة الكويتية تأليف / أ- حمد محمد السعيدان . 3- كتاب نبع الذاكرة تأليف
م / مساعد إبراهيم الشعيبي . 4-كتاب عيشة لول تأليف
د/ جاسم محمد الأنصاري . 5- أ/ محمد سالم بوسحة ( بوزكي ). شكر خاص لكل من :-
1- أ/ خالد عبدالله إبراهيم الحليبي ( بوعبدالله ).
2- أ/ وليد سليم محمد السليم ( بوعبدالمجيد ).

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

لقاء مثمر بين جمعية تحفيظ القرآن بالأحساء وجمعية العناية بالسجناء لبحث سبل التعاون

Share this on WhatsApp صحيفه همه نيوز عبدالله سعد بورسيس في يوم الأحد 12/01/1447هـ، سعدنا ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com