الزواج ( العرس ) في الماضي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء )الجزء الثالث .

صحيفة همة نيوز : بقلم أ. صالح سعد النصر ..

. تطرقنا بالجزء الثاني لأحداث وفعاليات أيام الزواج ( العرس ) وفي هذا الجزء نتطرق للفعاليات الأخرى بعد انتهاء يوم الغسولة وعودة الموكب للمدينة ، حيث يؤدون صلاة العشاء في مسجد الفريج ثم يتناول الجميع القهوة ثم مأدبة العشاء (الرز مع اللحم البقري ) ثم تدار عليهم فناجيل القهوة مرة أخرى مع استكانات الشاي ثم يتحرك الموكب إلى بيوت من تعهد للمعرس بتقديم قهوته له مع المدعوين وهذه العادة موجودة في الأعراس وقد تصل لثلاث قهاوي فيتنلقون من بيت إلى آخر بحسب الجدول المعد مسبقا . بعد ذلك يتحرك الموكب إلى منزل والد العروس بمصاحبة العرضة حيث تقرع الطبول وتنشد الأهازيج مع حملة الأتاريك لإنارة الطريق ( المصباح ) والإتريك لفظة لاتينية (ELECTRlC) أتذكر حامله يكون مبسوطًا جدا ودائما يبتسم لأنه في المقدمة وينظر في وجه المعرس بين الحين والآخر وهو في غاية الفرح والسرور وهم متجهون إلى بيت والد العروس الذي يكون في استقبالهم هاشا باشا ومرحبا بالجميع ويتم تناول الشاي والقهوة ، وتدار مباخر العود والأطياب وماء الورد في المرشات . وبعد رؤية الموكب والأتاريك من بعيد تبدأ النساء بالتلولش وإطلاق الزغاريد وما أن تنتهي فرقة العرضة من وصلتها تبدأ الطقاقة مع فرقتها بالترحيب بالمعرس وأهله وتقوم بشيل الوصلات الغنائية ومنها مرحبا بعريب الجدين زاكي الأصل فلان بن فلان لامالت عليه ولاحالت ، ثم تطلق التلولش ( الجباب ) والشوباش ( كلمة هيروغليفية قديمة وتعني الفرح والسرور ) وتسعد بالحصول على نقود الطرارة حيث تدحرج الطار نحو العريس الذي يضع فيه مع بعض الحاضرين ماتجود به أيديهم من مبالغ وكذلك مبلغ النقوط في يوم المقعد الذي يتراوح مابين 5-10-15- 20 ريال وبلا شك أن الطقاقة وفرقتها تبدع أكثر عندما تحصل على النقوط ذي المردود المالي العالي بعدها يرجع معظم من في الموكب مع فرقة العرضة لبيت والد المعرس ويبقى المعرس ووالده و إخوانه وأهله من النساء والقريبات من الدرجة الأولى له وبعض الأصدقاء ثم بعد فترة يسيره يودع الرجال المعرس ويدعون له بالتوفيق مع تقديم توصياتهم الخاصة له ويقفلون راجعين إلى بيتهم لإكمال السهرة مع فرقة العرضة وتبقى النساء ، ثم يدخل العريس في الغرفة المعدة له ويخرج جميع الرجال من أهل العروس أيضا ثم تزف له العروس في كامل زينتها وأناقتها الكاملة بالملابس الزاهية الجميلة والحلي الذهبية وهي في غاية الحياء والحشمة والأدب وقد جرت العادة في بعض الأحيان أن بعض الأسر تستعير الحلي من الأسر الميسورة الحال ، أيضا المعرس يستعير البشت ممن يملكه وإلا يضطر للشراء أو يتم استئجاره لمدة أيام العرس .
أتذكر أنه في زواجي الميمون استعرت البشت من ابن عمي وأخي عبدالرحمن بن عبدالله السعد .
ونلحظ أن نقش الحنا يزيد جمال العروس جمالا والمشموم ( الريحان ) المشكوك على هيئة كركوشات يعانق سروح ظفايرها مع عبق الشخوط المخطوط في مفرق شعرها ( خليط من الزعفران مع الورد الجوري المجفف ) والكحل البلدي يزيد عيونها إتساعا بصحبة الرجالة (الرقيدة ) التي ترافق العروس لكسر حاجز الخوف والرهبة لديها حيث تزف للعريس في غرفته المعدة لهذه الليلة ذات الروائح العطرية الفواحة وعلى أنغام وأغاني وطرب وأهازيج الطقاقة وفرقتها وتستمر الفرقة في أداء الوصلات الغنائية بين الحين والآخر بل ويطلب منها برفع مستوى الصوت وطق الطار ممن يسترقن السمع من باب المعاريس ( تتصوخ ) حتى يغطي على أي صوت صادر أو مصاحب في تلك الليلة والتي تعتبر أسعد ليلة للعروسين وأهلهما وبعدها ينصرف الجميع مع الدعاء للمعاريس بالألفة والمودة والتوفيق وأن يرزقهما الله عزوجل بالذرية الصالحة .
بهذا انتهى محتوى الجزء الثالث وفي الجزء الرابع نغطي تقاليد ليلة الدخلة والصباحية ويوم المقعد وفعالياته ويوم الزفة وهو انتقال الزوجة إلى بيت زوجها . رحم الله من رحل ممن حضر تلك الأيام الجميلة وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .

المصادر:-
1- كتاب أحاديث بلدتي القديمة تأليف أ/ عبدالله أحمد الشباط .
2- الموسوعة الكويتية تأليف / أ- حمد محمد السعيدان . 3- كتاب نبع الذاكرة تأليف
م / مساعد إبراهيم الشعيبي . 4-كتاب عيشة لول تأليف
د/ جاسم محمد الأنصاري . 5- أ/ محمد سالم بوسحة ( بوزكي ). شكر خاص لكل من :-
1- أ/ خالد عبدالله إبراهيم الحليبي ( بوعبدالله ).
2- أ/ وليد سليم محمد السليم ( بوعبدالمجيد ) .