
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
رواية “القيصرية” هي الخامسة في سلسلة الروايات التي صدرت للكاتب خليل إبراهيم الفزيع خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وبعد رواياته: النعاثل. ومواجع الأيام. وبلال وبعض التفاصيل. وبراحة الخيل. الصادرة جميعها عن دار ريادة للنشر والتوزيع بجدة. وقد كتب معظمها كما يقول في فترة العزلة أيام كورونا. وتستعرض الرواية الجديدة جانباً من جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والمذهبية في واحة الأحساء من خلال أحداث جرت في سوق القيصرية وما اتسمت به من حراك تجاري طوال أيام الأسبوع. وبالذات في يوم الخميس. فيما يسمى بـ “سوق الخميس”. وتدور معظم أحداث الرواية بين مدينة الهفوف وإحدى قراها حيث ينتمي خليفة الذي يعمل صبياً لدى خليفة تاجر الأقمشة المعروف في “القيصرية”. وهما يشتركان في الاسم لكنهما يختلفان في بقية الأمور كما هو الشأن فيما يتعلق بالعامل وصاحب العمل. وفي الوقت الذي يفاخر فيه الصبي خليفة بكثرة الأولاد. نرى خليفة التاجر وهو محروم من الأولاد. مما يسبب له الإرتباك في حياته العام ليصبح كثير الزواج والطلاق بحثاً عن الأولاد. ولكن دون جدوى. مما ينعكس على علاقته بصبيه التي أصبحت أكثر توتراً وقلقاً دون أن يفكر أحدهما في ترك صاحبه. ووصل الأمر بخليفة التاجر لأن ترفض مصاهرته جميع الأسر التي يعرفها بعد اشتهر بكثرة الزواج والطلاق بحثاً عن الخلفة. خاصة وأن الفحوصات الطبية أكدت عدم وجود ما يمنع قدرته على الإنجاب.
وشهدت تلك الفترة بعض الحوادث ذات التأثير المباشر على حياة الناس ومنها سنة الجراد الذي قضى على كثير من المزارع في الواحة. ومنها مزرعة والد خليفة. و (التي وقعت كغيرها من المزارع الموجودة في الأطراف الشرقية من الواحة. فريسة لموجة من الجراد الذي أتى على الأخضر واليابس في تلك الأطراف. يومها صحا الناس مذعورين ليشاهدوا سحابة سوداء حولت صباحهم إلى ليل دامس. واذا بهم أمام موجات الجراد تأتيهم كالسيل العرم. لتأكل الزرع وتسد جداول المياه. وتشل حركة الناس الذين قضوا نهارهم ومساءهم في رعب حقيقي. وقال بعضهم أن القيامة قامت. واستغاث الناس في المساجد ليرفع الله عنهم الغمة ويدفع الضر. وجهر بعضهم بالقول: هذه جند الله يسلطها على الناس إذا ساد الفساد في الأرض. والعياذ بالله)
تركز الرواية على العلاقة التي عرفت بالتسامح والتآلف بين المذهبين السائدين في الواحة السني والشيعي من خلال العلاقة الزوجية التي جمعت بين خليفة التاجر وزوجته زهراء. ثم تنتقل أحداث الرواية إلى الدوحة في قطر لنتعرف على جوانب من الحياة فيها. من خلال العلاقة التجارية التي نشأت بين خليفة والتاجر القطري محمد بن جابر.
وتنتهي الرواية بمفاجأة نترك للقارئ اكتشافها.
شخصيات الرواية وأحداثها واضحة في تناميها وفي مواقفها. وقد كتبت هذه الرواية بأسلوب سردي سهل ومحكم.
