
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
مولده :
ولد حسن بن علي بن حسين المزيدي في مدينة الطرف عام 1336هـ ، وتربى مع اخوانه وتقاسموا لقمة العيش من خال عملهم في حياكة البشوت في معملهم التقليدي في الطرف .
مقابلتي مع أصحاب الصنعة :
في عصر أحد الأيام قررت الذهاب لمقابلة حسن بن علي بن حسين المزيدي ، في منزله الموجود في الشرقية في سكة الياسين ، وكان برفقتي الأستاذ صالح محمد القريع .. وعندما دخلنا المنزل وكان حسن المزيدي وعبدالله المزيدي برفقتنا ..فرأينا معمل صناعة البشوت وهو معمل يدوي مرتب ، كما سترون في الصورة .. وعندما طلبنا منه العمل لنرى بعيوننا مايقوم به – نزل في حفرة وبدأ يعمل ..ونحن نقوم بالتصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو فوثقنا هذا العمل بالصوت والصورة فماذا قال لنا حسن المزيدي عن صناعة البشوت ؟؟
صناعة العبي والبشوت :
أثناء مقابلاتي مع حسن وحسين المزيدي ، كثيراً ما يذكرون لي بأن مدينة الطرف تشتهر بصناعة (البشوت) ، ومعروف ذلك في منطقة الأحساء ، وتأكد لي ذلك عندما عزمت بترتيب مقابلات على مدى ثلاثة أيام ، لكي أتعرف على أصحاب هذه المهنة ، التي تحتاج إلى دقة في الصنعة ، وسرعة متتالية في العمل ، ولكن لم أكتف بالكلام عن هذه المهنة دون الوقوف على كيفية ممارسة العمل ؟
ومن أين عرفها أصحاب هذه المهنة ؟ فكانت مقابلتي الأولى مع أصحاب هذه المهنة إذ تفضلوا بزيارتي في بيتي ، وكل الكلام دار حول هذه الصنعة فكتبت كل ذلك ودونته . والمقابلة الثانية تفضلت بزيارتهم في دارهم . وكل الحديث دار أيضاً عن هذه الصنعة ، فقلت المقابلة الثالثة لابد من الوقوف على هذه الصنعة ، لأتعرف عليها وعلى أسرارها ، وفعلاً قمت بذلك وكان في مقابلتي أصحاب هذه الصنعة وهم :
1- عبد الله بن علي بن حسين المزيدي .
2- حسن بن علي بن حسين المزيدي .
3- إبراهيم بن علي بن حسين المزيدي .
أ- بداية الصنعة :
( المزيدي ) هم أصحاب الصنعة ، توارثوها أباً عن جد ، ومعروفون في منطقة الأحساء ، وفي البلدة عرف هذه المهنة بعض العائلات من خلال المجالسة مثل : آل شيبه والشليان .
والأخير يصنع البشوت حسب الطلب ، وآلات هذه الصنعة بالإمكان توفيرها من خامات البيئة ، ولا كلفة في صنعها ، ومن ثم الاستفادة منها في صنع ( البشوت ) ، فما على الصانع إلا شراء الغزل من سوق الخميس في الهفوف ، الذي يصنعه البدو . وأحيانا يتم شراء الغزل من بعض القرى مثل ( الجشة ) و( الكلابية ) ، كذلك يهتم المزايده بصناعة ( العباءات ) للنساء المصنوعة من الصوف
.
ب- ما يستغرقه صناعة البشت من وقت:
تستغرق صناعة البشت ثلاثة أيام تقريباً ، إذا تواصل في وقت العمل يومياً لتخرج الصنعة نظيفة ، أما إذا كانت الخدمة عادية ، فتستغرق صناعته يومين ، ويهتم الصانع بتزيين البشت بالزري.
ج- أنواع البشوت :
تتنوع صناعة البشوت حسب تقلب فصول السنة ، فهناك :
1- بشوت خاصة لفصل الصيف .
2- وبشوت خاصة لفصل الشتاء 00وتختلف أحجام البشوت ، لكن عادة ما يكون طوله (12) ذراع تقريباً .
وتختلف قيمة البشت ففي الماضي يباع بـ( 35) ريال فضة ، أما في الوقت الحالي اختلفت القيمة ! نظراً لتطور الصنعة وخاصة اليدوية ، التي تدخل على البشت نقوش مزخرفة بإضافه ( الزري ) ، وتصل قيمته إلى (150-200-1000-5000 ) وأكثر من هذا .
ونظراً للتطور التقني الذي تشهده بلادنا ، تطورت صناعة البشوت ( المشالح ) ، فأدخلت الآلة لتحل محل الصناعة اليدوية ، التي أصبحت أو أصبحت في طور الاندثار ، إذا لم يحافظ عليها جيل الأبناء ، فدخول آلات النسيج الحديثة التي يضمها مصنع النسيج الحديث في الأحساء ، لذا حرص ممتهني هذه الصنعة من أجل الحفاظ على صناعة ( البشوت ) ، والعبي التي اشتهرت بها منطقة الأحساء قديما.
– عادة قديمة :
منذ عهد قديم كان الآباء والأبناء يرتدون ( البشت ) ، وخاصة في مناسبات العيدين ( وفي جميع فروض الصلاة ) ، وأثناء الذهاب إلى الأسواق ، وفي مناسبات الزواج ، وكان من الأمور التي يعاب فيها ، وتقل هيبة الرجل إذا لم يرتد ( البشت ) في مثل هذه المناسبات ، أما في الوقت الحاضر اختلف الحال والقلة القليلة الذين يرتدون هذا اللباس الشعبي !!
وفاته :
توفي حسين بن علي بن حسين المزيدي في تاريخ 18 / 3 /1431هـ.
جزاك الله خير يا بوحمد على هذا التوثيق.. نحن سعداء ب قراءة هذا الموروث الشعبي الذي اندثر..
جزاك الله خير اخي العصامي بوحمد على هذا التوثيق الدقيق.. ان ما تقوم به او قمت به لا تقوم به إلا مؤسسات و جماعات.. فشكراً على هذا الجهد الجبار …
الله يجزاك خير أستاذ عبدالله جهود جبارة في أقتناء التراث الأصيل وفقك الله ونفع الله بك العباد والبلاد .