صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
قصة مفابلتي معه :
في 21 رجب من عام 1398هـ تواصلت مع الشاعر عبدالوهاب بن إبراهيم الشعيب الدوسري رحمه الله ..في منزلنا القديم في مدينة الطرف القديم (فريج الحيزة ) .. فبعد صلاة العشاء كان موعدي معه ..حضر على الوقت ..ودار حوار بيني وبينه للحديث عن حياته وما يعرفه من معلومات عن حياته وعن حياة الآباء والأجداد ونحن نرتشف القهوة العربية .. ومما قاله لي : أني قد ذهبت بزوجتي الى المستشفى وتذكرت موعدي معك وبعدأن إطمئننت على زوجتي حضرت لك وطلبت منه الذهاب الى زوجته لمتابعتها فقال لي : وعد الحر دين .. أنا وعدتك وجئت لك على الموعد .. فدار هذا الحوار الذي تقرأؤنه في هذه الحلقة ..
والحمد لله في هذا اللقاء استطعنا أن نوثق له الكثير من القصائد التي نحرص على توثيقها ونشرها باعتباره أحد الشعراء البارزين في مدينة الطرف .. وهو من الشعراء المقدمين في العرضة .. وهو بمثابة علم من أعلام الشعر الشعبي في الأحساء ..
وفي اخر حياته انتقل من مدينة الطرف الى مدينة الخبر وعاش هناك مع أبنائه .. حيث بني مسجد ثم طور هذا المسجد الى جامع عبدالله المهوس وعمل فيه كمؤذن وإمام لهذا الجامع رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته .. كما أوجه الشكر والتقدير للأستاذ محمد بن عبدالوهاب الدوسري ، وكذلك الأستاذ فهد بن عبدالله الدوسري الشعيب .
مولده :
ولد في مدينة الطرف في سنة 1355هـ ، ونشأ بين أسرة عريقة أهل علم ودراسة ، فتعلم منها العلم ونهله ، ودرس على أيدي المقرئين في ( المطوع ) ، ثم التحق في أول مدرسة أفتتحت في البلدة ، وتعلم ولكن لم يواصل تعليمه !! لظروف الحياة في ذلك الوقت ، فأجبر على ترك الدراسة ، والبحث عن عمل ، يدر عليه ربحا ليوفر له الحياة الآمنة .
- حياته : عندما تجلس مع الشاعر عبدالوهاب بن إبراهيم الدوسري الدموخ ( الشعيب ) .. لتستمع إليه ، فكأنك تقرأ كتابا يفيدك في معاني اللغة الأصلية ، وبالألفاظ الحسنة الطبية ، فلا يتذكر حادثة إلا ويعطرها بالآيات أو الأحاديث أو بأبيات من الشعر ، وهذا طبعا لا يأتي إلا بعد علم ومعاشرة الرجال النبلاء ، وأصحاب العلم والمعرفة .
والشاعر عبد الوهاب ، له معارف كثيرة في الحضر والبدو ، ويحظى بمكانة عالية عند أهل البلدة ، باعتباره الشاعر الذي يمثلهم في أي مناسبة ، سواء في داخل البلدة أو خارجها ، وربما يسأل سائل كيف قرض الشاعر الشعر ؟
فأقول حادثة رواها لي فقال :
كان يعمل في خارج منطقة الأحساء ، وبالتحديد في مدينة الظهران ، وفي ذات ليلة من الليالي التي يتسامرون فيها ، ويتزاورون فيما بينهم ، قال أحد الحضور: إذا توفي ( الشيبان ) في الطرف سيموت نشيد فن العرضة ؟ ! فرد عليه شاعرنا عبد الوهاب بن إبراهيم الشعيبي ، فقال : لا…. لن يموت والشباب هم الذين سيرثون هذا الفن أباً عن جد ، وتذكر هذا الكلام بعد عمر طويل إن شاء الله ، فتمثل بقصيدة مطلعها :
قال الشعيبي قول لادوَر يبين
متهيَض بالقول عدل بالكلام
ومن ذلك اليوم حتى هذا اليوم ، وفن العرضة يتطور تطوراً كبيراً ، بفضل حب الشباب لأهازيج العرضة ، وحبهم للفن ، وأصبح شاعرنا أيضاً يطوره ، ويكتب الشعر حتى ذاع صيته وأصبح من الشعراء المشهورين ، وصدق كلام شاعرنا ، فصار شعره يردد في العرضة ، وأما قصائده الأولى كبداية أي شاعر يتغنى وأحياناً بالمديح الحسن .
• وفاته :
توفي الشاعر يوم الاثنين 2/6/1425هـ ( المصدر من مخطوط وفيات الطرف للأستاذ صقر أحمد الخضري ) .
شعره :
يمتاز الشاعر بصدق العبارة والكلمة ، يحسن الوصف ويجيد انتقاء الكلمة ووضعها في المكان المناسب ، وتتسم بعض أشعاره بالمرح والخفة ، فمن غزلياته قصيدة شعرية شعبية مطلعها :
يازين ذيك العذارى
في مدن هجر لاقوني
ممشى لهم كالدَجارى
مدري غوى أو ينعسوني
بدر سطع في القدارى
ذيك النجُوم يشهدون
سلَمت قال حذارى !!
عن أهلنا يفطنوني
خلَوا عيوني سهارى
بالدََمع تذرف جفوني
ليت أوعدوني نهاره
ولا محل يسكنوني
مطروح كأنِي حجاره
عن الطَريق أنقلوني
عن اليمين واليسارى
بين النُهود أدفنوني
آه .. ياهي خساره
ليت العذارى أدركوني
صلُوا عد ماحل وطار
على النبي واسمعوني
وهذه قصيدة في مدح الملك ( خالد بن عبدالعزيز ال سعود ) رحمه الله أثناء زيارته للإحساء :
حي بدر لفى هجر زها نوره
زادها نورها من بد كل الأوطان
من لفى دارنا والخد ممطوره
غاثها الله وسالت كل وديان
رافع راية التوحيد مشهوره
ومن ربِ كريم عالي الشَأن
خالد رايته بالعز منصوره
حي شيخ لنا من نسل سلطان
شيخنا اللي يفك الحق ويدوره
ماشي بالشريعة حق وبرهاني
حي من هو تولَى عقب أخو نوره
خالد هو سعدنا طير حوران
نعم اذا قالوا : قام الحرب وسبوره
يعجبك لارتفع صوته وبيشان
عزوته في الملاقى دوم مذكوره
يروي السيف لامن طار ميدان
يوم خاف العدو والجموع منشوره
سبع ضبع الخلاء والذيب سرحان
فضْ من ديرته مافاد به سوره
من فعل لابت في الكون فرزان
غرَته دولته واللِي استمع شوره
مادام يلتقي في الكون عيان
ياصلاتي عد ماسالت نهوره
أو عدد كل ماهبَت بالأركان
أول قصيدة ذكر فيها نخوة الطرف ( الدحامس ) :
يالله اليوم ياعلام بالحال
يارقيب على خلقه واليها
عز شيخ لنا له حاله بحال
خالد لنا بلجت لواحيها
في نهار تروَض فيه الأذهال
مثل يوم الحشر والرَب واليها
لو نذرنا فدينا الروح والمال
والمقادير من المولى يجرِيها
لابتي مثل سيل هدر وبذال
لاحداه الرعد والبرق قافيها
جمعنا في الوهايل مالها مثال
مثل بحور تلاطم موجها فيها
هم بني ( حامس ) هندامة الرجال
كم دار جفوها وأشعلوا فيها
وأم خمس رعدها تزلزال
أمطرت بالمنايا وسوََها فيها
سوَها عدو الدِين لقتال
تقطعه من دياره لارجع فيها
ثم صلُوا على المبعوثها تالي
عداد مادار النجم في سواميها
قصيدة في مدح ( محمد بن أحمد العلي الحبيل ) أمير مدينة الطرف :
يالله ياللِي مالنا غيرك عوين
تعزينا ياربنا جانا الغمام
أهلاً هلا بك ياامام المسلمين
يامرحبا بك عد مارفرف وحام
ومحمد بن حبيل مناة الطيبين
يالله عسى عزَه لنا دوم الدوام
له نابت في الكون مروين السنين
ومرحبين بأمر الملك ابن الإمام
ربعي شفوه بالحرب مافيه مخدين
يردون الموت في يوم الزحام
أولاد ( سيَاله ) لعداهم زاهبين
مصقَلات موقِيها لعظام
يتباشرون بالحرب لاجاهم نذير
عجَ الرمك مابينهم مثل الغمام
متوحدين بربنا عالي العليم
ثم خالد حامي بيت الحرام
صلاة ربِي عد ماجانا غثير
على النبي محمد نور الظلام
ياصلاتي عد ماهلَت أمطاره
أو عدد كل ماسالت لواحيها
ومن أهازيج العرضة :
نبتدي به رافع الهِم عنَا
خيِر كل الخلايق تساءله
ينصر اللِي بعد فيصل تولَى
هو ملكنا خالد صاحب الجلاله
مرحبا به عد ماطار وحلَى
عدد مالاح نجم بهلاله
يالنَشاما بادع القاف غنَى
معجبينه لابتي في مقاله
هم ( بني حامس ) على كل فنَى
كاسبين المدح صبيان ( سيَاله )
من تمنى حربهم ماتهنَى
طالبينه ويله عزِي لحاله.
