
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
قصة اللقاء مع الشاعر :
في صباح احد الأيام وبالتحديد في يوم الأحد 16 من شهر ذي القعدة من عام 1406هـ ذهبت الى براحة الشرقية ورأيت مجموعة من الرجال كل يريد ان يعمل فاخترت ثلاثة رجال وهم :
- الشاعر إبراهيم بن علي المزيدي .
- الشاعر شملان بن مبارك الشملان .
- الشاعر عبدالله بن علي المزيدي .
فطلبت منهم الركوب معي في السيارة ، ركبوا معي وتوجهنا الى المنزل ، فطلبت منهم النزول والدخول ، فقال احدهم أنت قلت نعمل في النخل ..
فقلت له : بإذن الله نذهب الى النخل .. دخلوا معي المنزل وجهزت لهم الفطور .. وبعد تناول الفطور عرضت عليهم بعض الأسئلة .. فقلت سمعت انكم تحفظون الشعر الشعبي فأجاب الشاعر إبراهيم المزيدي أنا شاعر وأقول الشعر .. وطالت الجلسة من الصباح حتى الساعة الثانية ظهرا بحضور والدي حمد بن مبارك المطلق الذين فرحوا بوجوده .. فأخذت من هؤلاء الشعراء الكثير من الشعر والكثير من القصص التي ذكروها .. وبعد نهاية اللقاء اوصلتهم الى منازلهم حتى أنهم طلبوا مني اللقاء معهم مرة أخرى ..فقلت لهم العمل في المزرعة ولا العمل في المنزل .. فكانت الإجابة منهم بأنك رجعتنا الى أيام الماضي .. وذكرتنا بالحياة القاسية والعسرة التي مررنا بها ..وهيضت مشاعرنا التي كنا نسيناها من سنين .
مولده :
ولد الشاعر في مدينة الطرف في سنة 1343هـ .
حياته :
عاش حياته وافني شباب عمره ، بين أحضان الطبيعة ، يكد ويكدح تارة في الفلاحة ، وتارة في الحياكة ( حياكة البشوت ) ( المشالح) ، وهي من المهن التي ورثت أبا عن جد، واشتهرت بها أسرة المزايده في مدينة الطرف ، ولهم شهرة كبيرة على مستوى منطقة الأحساء عامة .
وعادة ما يصحب أي حرفة ، أو أي مهنة بعض الغناء ، الذي يجلى عن النفس ويبعد عنها جو الصمت والهدوء ، بجو الطرب والغناء ، وشاعرنا عرف الشعر بعد أن جلس – واستمع إلى مثل هذا الغناء ، الذي تغنى به آباؤه وأجداده ، فنبغت موهبته الشعرية ، وطورها بحفظه الشعر ، لكثير من الشعراء ، وهو ( حاوي) للشعر ، وفن الموال والبوذية .
وفاته:
توفي الشاعر في عام1421هـ .
شعره :
يتسم الشاعر باختيار الكلمة التي لاكلف فيها ، ويصور موضوع قصيدته بصدق العاطفة ، وصدق الكلمة ، ويمتاز بتنويع الشعر الشعبي ، فأبدع في الرثاء ، وفي المدح والغزل ، والوصف ، والشاعر يعبر عن كل ما يتخالج في نفسه من المعاني، في كل غرض من الأغراض السابقة ، أيضاً له قصائد كثيرة ، تغنى بها في العرضة وهو من الشعراء المقدمين في البلدة ، اختاره أمير البلدة لتمثيلها في حفل أقامته إمارة منطقة الأحساء ، بمناسبة قدوم الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله إلى منطقة الأحساء في ( محاسن ) ( ) * .
• نماذج من قصائده :
هذه أول قصيدة منا سبتها رثاء زوجته :
نظرت بوسط البيت وأنشد أنا أقول
وأرسي كلامي على حسين الَدَلال
على ثقيل العقل مهب مخبول
لامن مشى في مشيته باعتدال
وان خضَب الكفين والرَأس منسول
شبه القمر أول ولا هوب تال
بات الحبيب في القبر عاد مكنون
لاشفت حاله ولا شاف حالي
أقْفى وخلاَني وحيد ومنحول
ويوم الأحد حزَت وقوت الزَوال
قاموا خوان القلب اللِي يعزون
قاموا يسلوني ولا نيب سال
يقولون لي العذارى في بعضهم يسدُون
وقلت أنا مانسى حسين الدَلال
لايوجد الحبيب بألف ومليون
أنا أبذل المليون وأفديه بمالي
سلَم على الحجاج واللِي يلبُون
ويدعون للمحبوب بخلد الجنَات
ويارب تسرع بالقيامه يقومون
وكل ولي راجع حق والي
وصلُوا على المختار ياللِي تصلٌون
عد الحصى والثرى ويَ الجبال
قال الشاعر/ إبراهيم علي المزيدي وهي غزلية ( رحبت للمحبوب ) :
يامرحباً باليوم وأمس وقبل أمس
والقابله واللِِي بعد من وراها
رحَبت للمحبوب حمس مع حمس
مزعلة الخلاَن أبِي أرضاها
وحق الذي لامن حضر يبهج النَفس
تزهمه نفسي ويذهب عناها
وعندي قباله يسوق الشوق والفرس
وقصور مصر ومن سكن في قراها
سوَى في قلبي غصن الأنهار له غرس
ومتْعسكرِ مابين روحي وحشاها
يانابي الردفين يامخضَب الخمس
وعيون تذبح كل من جا حذاها
ردف وكتف نابي كنَه الطَعس
ولا القمر في منزله لاتناها
واصلين عام تقتضي كنها أمس
ويومين بالفرقة سنين أراها
يالله عسى حظِي معه مهب عمس
هو منيتي وطلبة رضاها
يابوردوف نسَت الحال لي نس
أخاف وأحاذر كلمة ماهواها
زتَك تداركني قبل أوصل الرمس
وياريم قلبي لاتشمت عداها
وبحْيَات من أرسل الجن والأنس
ومنِي صلاة له وهو منتهاها
ومن قصائده في وصف الحبيب ( شفني على شوفي ) ومطلعها :
شفني على شوفي لحنوني
وشروى الوالد يصفَد له ضناه
قمت أرتجيهم كل عام ذا بيجون
وكل ماطاف ركب ساير تناه
يارقيق الخصر يانحل العيون
ماتمشي اللي على الدنيا سواه
إن قلت عينه قال عين أم الشعون
إن قلت سوره قال حبر في دواه
قلت خشمه قال صرام العزوم
قال شفته قال والصَيقل يلاه
وان قلت خدَه قال برق في غيوم
قال شفته قال في الليل يضوي سناه
قلت ريجه قلت سكَر في قلوه
قال ضقته قال يلصق في اللَهاه
وان قلت نهده قال رمَان السٌجود
قال شفته قال سبحان يلاه
قلت صدره قال دكَان اليهود
قال شفته قال مدار حذاه
وقلت وسطه قال شبر لو أدون
قلت شفته قال مزويٍ حشاه
قلت سيره قال كله نجوم
قال سمعته قلت بألفين مشتراه
وصلاة ربي عد ماتمشي غيوم
وعد ماتسعى لمكَه مطاياه
وله أيضا قصيدة بعنوان ( ياقلبي علمني ) :
ياقلبي علَمني متى غاية غصاه
يشبه الطَير في ليال الهداد
لازريت لأسنَع طواريه وأرياه
وكنَه يمزرع من ضميري وفؤادي
حلو الى أقبل وزين مقفاه
ومربوع وهو غاية مرادي
ياضامر السر جوف والعمر ماأحلاه
وينك منِي ياريش العين غادي
الأولية بالملا وين ملقاه
لبس العرب وأرق نفسه جدادي
ذا مدخل العربان مالقى حلاياه
في جنه البدوان وأهل البلادي
النَاس واجد وللنَفس مشهاه
وين النبات ؟ وين حب الفساد؟
وله قصيدة في مدح ( الحبيل ) امراء الطرف مطلعها :
من يبدع فنون النَشيد
بالمثايل عندنا ردَها
راكب الحمراء تقرب البعيد
بالجزيرة مامشى مثلها
كاسب الناموس وفعل الجميل
والمراجل والكرم حاشها
ومكرمين الضيف ويَا القصير
( وآل حبيل ) شايع فعلها
لبسه الماهود وجوخ جديد
فوق متنه زين ملبوسها
وباسط الرسلان والزل الجديد
والنعم لاحل مجوبها
ونقيض هذه القصيدة ذكرها الشاعر العيوني ( سعود الكويتي ) :
حربنا للضد دايم يزيد
والجنايز ماحد عدَها
وشيخ (سيَاله) عز الجميع
لظلمت الدار هو نورها
وقصيدة في مدح الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وأهازيج العرضة مطلعها :
يالله اليوم ياعدل النَظر
ترحم اللِي تبيَن بالكلام
يوم بدر الدجى نوره ظهر
انجلى الهم ونزال الغمام
أسفرت نجد واخضر الشَجر
وارتعى الذِيب مع رفد النَعام
مرحباً عد ماهل المطر
مرحبا بالإمام ابن الامام
وألف ترحيبة عقب السفر
والف منِي على الحاكم سلام
ساد كل الدول ثم انحدر
سيد الكل دبوس الظَلام
طير حيران لامنَه شهر
مايضرب بمخلبه عده عدام
ياسعود فرحنا بالخبر
جينا نهنِيك ياحر القطام
جعل عودك لجنات خضر
وانفروا ياهل المجلس شمام
ثم صلُوا على سيد البشر
والنبي سيدي له احترام.