آباء وأجداد قابلتهم من الطرف ( ٨) ..

محمد بن جاسر الجاسر رحمه الله ..

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..

في يوم الأثنين الموافق 14 /11 /1406هـ ، كان لي موعد مع الوالد محمد بن جاسر الجاسر رحمه الله في منزل أخي سعد بن حمد المطلق .. حيث ذهبت الى منزله ونقلته بالسيارة .. وكم كان سعيد عندما علم بأني سأعمل معه لقاء للحديث عن حياته وحياة الآباء والأجداد والتعرف على حياتهم وتجاربهم .. وخاصة طريق العقير بحكم انه من الرجال الذين يرتادون هذا الطريق ليلا ونهارا لنقل البضائع من ميناء العقير الى مدينة الهفوف .. لذا تكررت جلساتي معه حتى جمعت منه معلومات وافية وتدل على مراسته لعمله وحبه لذكر هذا التاريخ للأجيال القادمة وتعريفهم بمدى التضحيات للآباء والأجداد من اجل تأمين لقمة العيش له ولأفراد اسرته.

مولده :
ولد محمد بن جاسر الجاسر في مدينة الطرف ، وتربى وترعرع فيها ونشأ مع اخوانه يتقاسمون لقمة العيش ،
الأعمال التي مارسها :
عمل في الزراعة وجلب الجص وأخيرا في نقل البضائع من العقير الى مدينة الهفوف .. وهي المهنة التي مارسها حتى آخر حياته .. ومن عشقه للعقير سكن فيها ، وحصل على مزرعة فيها وعمرها فكانت مستراحا له عندما يذهب الى العقير . . وما زالت حتى الآن لورثته .

• سيرته في كتاب :

تواصل معي احد أبنائه جاسم بن محمد الجاسر ( بوعادل ) قبل وفاته وأفادني بأنه بدأ يكتب عن حياة والده ، وبعد ان قطع مرحلة طويلة من هذا الكتاب استدعاني إلى بيته وحضرت واطلعت على الكتاب ،وهو عبارة عن سيرة لوالده وقصص وحكايات تعرض لها اثناء عمله في طريق العقير ، وذكر من عمل معهم وتعامل معهم .. فالكتاب مزود بالصور وبصور شخصيات تعامل معهم والده ..نتمنى أن يرى هذا الكتاب النور الذي يعتبر إضافة لتاريخ رجال الطرف الأوفياء .

وفاته :

توفي محمد بن جاسر الجاسر يوم الخميس الموافق23 ذوالقعدة من عام 1424هـ .. المصدر ( مخطوط وفيات الطرف للأستاذ صقر بن أحمد الخضري ) .

الدليلة بطريق العقير :

من خلال لقائنا مع الوالد محمد بن جاسر الجاسر رحمه الله نجد أنه متمكن من طريق العقير حتى أصبح المرشد لهذا الطريق .. ويعرف مساره كل بمسماه .. فوصف لي طريق العقير وكأنني أمشي معه ، ولا غرابة إن تم اختياره كدليل في رحلة قام بها فريق التحرير بمجلة قافلة الزيت ، حيث ذكر الرجل محمد بن جاسر الجاسر المرافق لهم في هذا الطريق الوعر جدا !!

حيث ذكر لنا بأن الوصول إلى ميناء العقير عن طريق ثلاث مسارات هي :

• المسار الأول عن طريق العيون .
• المسار الثاني عن طريق الكلابية .
• المسار الثالث طريق الهفوف – المنيزله – الفضول الطرف – الجفر – الجشَة ومنه إلى العقير .

ويعتبر ميناء العقير من المنافذ الرئيسية لمنطقة الأحساء ، فأعطاها أهمية عظيمة ، حيث ترسو السفن المحملة بالبضائع ، ثم تجلب البضائع من (العقير ) إلى الهفوف على ظهور الجمال والحمير ، في قوافل يشرف عليها ( الجمالون ) ، ويتجهون إلى مركز الهفوف لتسليم البضائع المحملة ، حيث يسلكون طرقا عديدة منها :

• وبدأ هذا الميناء بداية عظيمة إلا إن أهميته بدأت تتلاشى ، عندما أنشئ ميناء الملك عبد العزيز بالدمام سنة 1365هـ .
  طرق القوافل من العقير إلى الهفوف :
• يعد طريق العقير إلى الهفوف من طرق القوافل القديمة ، حيث كانت وسائل النقل في ذلك العهد لنقل البضائع ، تعتمد على ( الجمال والحمير ) وهذا غير مأمون لوجود قطاع الطرق ! إضافة إلى وجود الذئاب المفترسة ، وغير ذلك من الصعوبات التي تواجه القوافل التجارية في سيرها ، لذلك كلف أهالي بلدة الطرف ، من قبل أميرهم بحماية هذا الطريق بناء على طلب كثير من تجار الأحساء.
• وتأمينه للقوافل القادمة من العقير إلى الهفوف ، لتصل هذه البضائع كاملة إلى أصحابها ، فبذلك كسبوا ثقة أهالي منطقة الأحساء ، وذكرت سابقا المشاكل التي تعرض لها تجار المنطقة بعد جلاء أهالي الطرف عن بلدتهم ، الأمر الذي من أجله طالبوا الدولة العثمانية بعقد مصالحة مع أهالي الطرف ، وتم ذلك وعادوا لحماية طريق القوافل ، فوصلت بعد ذلك جميع البضائع إلى تجار الأحساء كاملة .
• ومما ذكره لي الوالد محمد بن جاسر الجاسر :

أولا : الطرق المؤدية إلى العقير :

• طريق يخرج من العيون شمال الأحساء، ويتجه إلى الشعبة مروراً بالمبرز وحالياً ( مباني ابن زرعه ) ، حيث يمر في وسط النخيل عند مفترق الجبال المتعرضة يمر من بينها طريق يؤدي إلى الكلابية والقارة ويمرون بصحاري منها :
• طريق يبدأ من ( الكلابية) مروراً بشمال ( المقدام) بالقرب من عين ( الكويكب ) ، فإذا كان الطريق مملوءأً بالماء ، يمرون على ( الدورة ) ويطلعون ويشرفون على ماء الأصفر وهي : بحيرة كبيرة تقع في طرف القرى الشرقية بالأحساء ،وقد جفت حيث تكفل مشروع إدارة هيئة وتشغيل الري والصرف بالأحساء بالاستفادة من هذه المياه الزائدة بطريقة منظمة .
• فإذا كان الطريق خالياً من الماء ، يمرون على بعض المواضع تسمى :
  1- خوانيج . ( ويوجد به قصر ) .
  2- القليبات .
  3- شنينات .
  4- قهدية .
  5- السواد .
  6- أم الذر .

وبالٌقرب من أم الذر ، تقع سبخة العقير ، ومنها إلى ميناء العقيرالميناء المشهور ، وبالقرب من بر السواد وأم الذر يوجد قصر .

• ثانيا : طريق الهفوف – العقير : تسير القوافل من الهفوف مرورا ( بالمنيزله -الفضول -الطرف -الجفر – الجشه – العقير ) ويمرون عبر الصحاري التي يمر بها المغادرين من طريق ( الطرف -العقير ، أو طريق الجشه -العقير ) .

ثالثا : -طريق الطرف إلى العقير:
يخرج المسافر من مدينة الطرف من صحاري مختلفة ، ابتداء من شرق الطرف مروراً على :
1-الدوار.
2–حرقان.
3- الخيسة.
4- لعيال السبخة.
5-المويه.
6- بن عويس.
7- القب.
8- العلاء.

• 9-النقيان
  10-بومرخة
  11-قهدية
  12-بريمان ( قصر )
  13-الجسرة
  14-أم الذر
  15-بوخياله .
  16-اللصاف
  17-السواد
  18-بوزرور
  19-العقير

هذا طريق العقير إبتداء من بلدة الطرف – مروراً بدرب الجص – يسار شجر ( السلم ) مروراً جنوب ( الدوغة ) الواقعة شرق الطرف ، ثم الدوار ثم يأتي بعدها السبخة فالاتجاه جنوبا فمرورا على المواضع الذي ذكرتها .

• أما في جهة الشمال لا أحد يذهب فيه ، لأن أهل الجشة – والجفر . والعيون والكلابية يعبرون من ذلك الطريق من ( بحيرة الأصفر) .
• ( والجمّالة ) : هم الذين ينقلون البضائع إلى تجار الأحساء من العقير إلى الهفوف بأجر بخس ، وأمير بلدة الطرف يكلف مجموعة من رجاله بحماية هذا الطريق .
• أما ( الجمالون ) الذين عملوا مع الحكومة السعودية ، لنقل البترول والبضائع المختلفة بعد جلاء العثمانيين واستقرار الأمن في عهد الدولة السعودية : فهم :

1-أحمد بن عيسى بو عبيد .
2-صالح بن محمد العزوبي .
3- سعيد فهد العكروش .
4-محمد بن جاسر الجاسر .
ومما ذكره الجاسر تعرضه لكثير من المشاكل وخاصة الذئاب المفترسة ، أو رحيل الجماله عنه ويبقى وحيدا فيسلك الطريق لوحده رفيقه حماره الذي لا يستغني عنه ..
معلومات كثيرة ذكرها لي عن الطرف لاتختلف عن المعلومات التي تم ذكرها من قبل من تم اللقاء معه .

• وكانت قوافل نقل التجارة النشطة ، والتي يطلق على من يزاولها ( الرحيلية ) ، تنقل البضاعة من مخازن التجارة سواء في ميناء العقير أو سوق الهفوف ، وخاصة التمور والمواد الغذائية ، وتتجه بها إلى مختلف أنحاء( شبه الجزيرة العربية ) ، وكانت تلك القوافل تتخذ من ( عين البحيرية ) الشهيرة غربي الهفوف محطة استراحة وتزود بالمياه ، حيث كانت تلك المنطقة المحيطة بالعين تزدحم بقوافل التجارة على مدار السنة ، كما كانت القوافل القادمة من ( نجد ) تتخذ من مكان يعرف بـ ( عين علي ) قرب قصر خزام الحالي غرب مدينة الهفوف مناخاً لها، حتى يتم تدبير الأحمال المراد نقلها ) .