أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > آباء وأجداد قابلتهم من الطرف (٤) ..عبد الله بن سعد المرزوق” بوصبار “..

آباء وأجداد قابلتهم من الطرف (٤) ..عبد الله بن سعد المرزوق” بوصبار “..

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..

فصة مقابلتي معه :

في لية من الليالي و بتاريخ 13 /11 /1406هـ ، عزمت بزيارة هذا الرجل الذي سمعت عنه أنه بناء ويجيد فن بناء العمارة الأحسائية ، وذلك من خلال بنائه واجهات المنازل ، وبناء المنارات للمساجد ،وفعلا ذهبت له وبدون موعد مسبق ، وشرحت له هدفي من الزيارة جمع معلومات عن مدينة الطرف ، فوجدت منه كل ترحيب وتجاوب معي بأريحية وطيبة ، ففتح قلبه ، فوجدت هذا الإنسان يتصف بكل الصفات الطيبة والاريحية التي جعلتني ارتاح من حديثه ، خاصة انه متداخل وقريب من أسرة الحبيل بحكم عمله مع أمراء الطرف .. وله قصص وسوالف معهم .. بعد ذلك بدأ يردد شعرا ! فسألته هل هذا من نظمك ! فقال نعم .. وبيني وبين أحد أمراء الحبيل مساجلات شعرية .. وفعلا بدأت بتسجيل مايذكره من شعر ..سألته هل تكتب نظمك من الشعر ؟ فقال : لا وإنما أحفظه ..فأنا لم ادخل المدرسة إلا وعمري خمسين سنة فكنت أدرس في المدارس الليلية حينها تذكر المثل الذي يردد على كل لسان : ( بعد ماشاب ودوه الكتاب ) !! حينها أطلق ضحكته التي أضحكتني .
.
ثم بدأت معه الحوار فقلت لك الحرية بالحديث عن حياة الماضي ، وبحكم انه بناء ذكر أشهر البنائين في الطرف .. ثم دار الحديث عن نظمه الشعر ، وغير ذلك من الموضوعات المتنوعة وتجاربه في الحياة .

⁠• حياته :

ولد في مدينة الطرف ، عاصر ثلاثة أمراء من أمراء مدينة لطرف ، وكان أقرب المقربين إلى الأمير ، فعمل عند الأمير ( محمد بن أحمد العلي الحبيل ) لفترة طويلة ، أيضاً عمل بالفلاحة ، ودخل الغوص ، وله ذكريات وقصائد ، وتتضح لنا أثناء قصائده التي سأعرضها .

أيضاً عمل في البناء ، وهو من أشهر البنائين في البلدة ، وترك البناء .. واشتغل في ( ارامكو ) ( شركة الزيت العربية السعودية ) ، وترك الشركة وعاد مرة أخرى إلى الفلاحة ثم البناء ، حتى ضرب به المثل في مهارة البناء ، وخاصة الزخرفة الإسلامية التي يصممها على واجهة المنازل ،.

وهو أول من قام بإنتاج وصنع ( الطوب الإسمنتي ) بماكينة خاصة في عام 1387هـ ، أحضرها إلى البلدة على نفقته الخاصة ، وكنيته الشاعر ( أبو صبار ) ، عرفه الصغير والكبير ، وعندما سألته لماذا عرفت بهذه الكنية ؟ قال : هذه تعليقة … وعندما بحثت للتعرف على مدلولها اللغوي ، ( فهي تعني الحرة السوداء الغليظة ) المظلمة ، وهذا ما يلاحظ على بشرته .

والشاعر لم يعرف القراءة والكتابة إلا على المقرئين ، فاضطر للدراسة في مدارس مكافحة الأمية الليلية ، وكأن لسان حاله يقول 🙁 بعد ما شاب ودوه الكتاب ) ، فترك الدراسة وعاد إلى مهنة الفلاحة ، وهو صاحب مجلس يرتاده ( كبار السن ) ومعروف بسوالفه وحديثه الذي لايمل .

وفاته :

توفي الشاعر يوم الجمعه الموافق ١٤١١/٩/٦هـ..

شعره :

ظروف الحياة القاسية ، وكثرة الأعمال الشاقة أحياناً ، تجبر المرء بأن يشدو بما يسمع من أغان ، وأحياناً يبدع بترنيمات مركبة وموجزة ، فاشتغل في الفلاحة والبناء والغوص ، وهذه المهن لها فن يترنم به أصحاب هذه المهن ، فشاعرنا قرض الشعر من هذه المهن ، وكحالة أي شاعر مبتدئ ، أول ما يبدأ بالغزل العفيف ، وشاعرنا صاحب محاورات شعرية ، وأجزم بأنه الشاعر الثاني في المحاورات ، بعد الشاعر محمد بن أحمد الصالح الحبيل الذي سبق ترجمته .

وأذكر له أول قصيدة كتبها يعاتب فيها عشيقته ، ويتذكر الأيام والليالي ، ومدى الحزن الذي داهمه بعد فراقها ومطلع القصيدة :

البارحة يوم أظلم الليل ونِيت
وعد نجم مثل الجبلي يميني

على عشيري من هواه قصفيت
وأصبحت من فرقاه قلبي حزيني

لامن طرالي قلت ياليت ياليت
ياليتني ويَاه دب السنيني

وقاموا يعزُوني وأنا ماتعزِيت
وحلفت ما أنسى العهد صافي الجبيني

الصَاحب اللي من خياله تملِيت
أبو نهود مثل فنجان صيني

ودارت بينه وبين شاعر محاورة وسمّي الشاعر ( الرناخ ) من الدمام ، وأثناء دخولهم في الغوص طاف عليهما طائر أسود ، فجادت شاعرية ( الرناخ ) فقال :

أبرق الجنحان ماترد السَلام
صوب خلٍ حط في قلبي رسوم

مدلج الساقين عند بني هوام
ليتني يالله عالم باليمين علوم

زين خلي بالبراقع والوشام
ياعرب فز قلبي لجا يقوم

فرد الشاعر ( عبد الله بن سعد المرزوق ) : على الشاعر بهذه القصيدة :

وواضح في هذه القصيدة ، النهج الذي اتبعه الشاعر أثناء العرض ، فيبدأ القصيدة بالحالة التي دعته إلى كتابتها والتغني بها ، ثم يصف وصفاً تفصيلياً مفاتن الجمال في معشوقته ، ويذكر دور الفراق والحزن الذي يخلفه إذا غاب عنها ، ويختم القصيدة بالصلاة على النبي محمد صلى الله علبيه وسلم .

هذه بعض القصائد التي يعتز بها ، والقريبة إلى نفسه ، وله شعر شعبي كثير ، ولكن ذاكرته لا تسعفه على ذكر جلها ، وان شاء الله أحاول جمع ما يتذكره من قصائده وتدوينها ممن جالسوه وسمعوا منه 0

  • ومن قصائده :

البارحة ونِيت عشرين ونَة ْ
تخشَع قلوب الجواسي بتليين

عليك ياترب الحشا يالمظنَة
يابو نهود مثل خوخ البساتين

يبدع بيوت بالحشا مستكنَه بقصى الضماير صافيه يامسلمين

ويامل قلْب بايت في هنَه
متوَلع والدَقشة والمحبين

ايفرفر الِطير والموكر له
مثل الوحش لامن خفق بالجناحين

أو شبه دولاب الهوى من مغنَه
لامن ضرب والناس في الهير غمسين

في الغوص راكب مع حمود المهنَا
كل العرب ترقد وعيوني سهيرين

على الذي خلِيتهم في وطنَا
حبُهم شيَد في ضميري صيادين

يانوخذه ودِي أنا باتمنَى
لذَن .. قطٌوني على سيف دارين

يابحر بلاد اللِي سبى الحال منَا
وسط الحسا جنوب من ذا البلادين

أبوجعود فوق ماتنتثنَى
تنسل وتعكف كل يوم برياحين

جيتَه مخضَب نص كفَه بحنَـَا
في مرقد لاطحت أنا فيه مابين

كندست جيته ومزِيت منَه
من مبسمه مزِيت سيد المزايين

وحلفْت والله … ماجوز منَه
أبو نهود كأنَها صافي الصِين

والختم صلُوا الله عدد ماتمنَى
على النبي المختار سيد المسلمين.

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

تقرير حصري لصحيفة همة نيوز ….عن الفخار الحساوي: إرثٌ عريق يواجه تحديات الحاضر ..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم .. تُعدّ ...

تعليق واحد

  1. عبداللطيف جوهر العنبر

    رحم الله العم عبدالله رحمة واسعة… انا كنت طفل و حضرت مجلسه أكثر من مرة مع جدي عبدالله علي المبارك(الخال) و بصحبة والدي رحمهم الله جميعا….الحقيقة مجلس تشعر فيه باللحمة و الإستئناس و الفخر للأخوة التي تخيم عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com