صحيفة همةنيوز عبدالله سعد بورسيس ..
نظمت جمعية أدباء في الأحساء محاضرة بعنوان ( أثر الأسرة في التكوين الإبداعي ) قدمها الدكتور خالد بن سعود الحليبي آل ابن زيد وأدارها الأستاذ نجيب السعيد مساء يوم الأحد ٣٠ يونيو في مقر الجمعية .
و ذكر رئيس جمعية أدباء الدكتور محمود آل ابن زيد أهمية هذه المحاضرة كونها تعنى بأثر الأسرة في التكوين الإبداعي وتجيب على عدة تساؤلات:
- هل للأسرة أثر في التكوين الأدبي والشعري؟
- ومن أبرز المؤثرين وإلى أي مدى هذا التأثير؟
-وهل يمكن أن تصنعَ أسرةٌ ما بيئة أو أجواء خاصة ليتخلق في رحمها أديب أو شاعر وتنجحَ في ذلك وكيف ؟
-وما هو أثر التربية الأسرية في تنمية الإحساس الأدبي و عناصر التأثير الأسري: المنزل، والأم، والأب، والزوجة، والبيئة المساندة كل ذلك ممتزج مع الموهبة الفطرية وصناعة البيئة الأسرية .
ثم بدأ المحاضر محاضرته بالإشارة إلى أنه لاحظ تأثير الأسرة على ناشئتها في مجال الإبداع الأدبي في بيئته الأحساء، من أسر أديبة شاعرة ، كما وجد ذلك في العصر الجاهلي؛ فأطلقوا لفظ (المُـعْرق) على من يتكرر الأمر فيه وفي أبيه وفي جده فصاعدا، ولفظ (ذي البيت) على من عمَّ الأمر جميع أهل بيته أو أكثرهم؛ كبيت أبي سلمى، هو وابنه زهير، وابنا زهير كعب وبجير، وجماعة من أبنائهما، وخال زهير بشامة بن الغدير، وما تبعه من عصور وذكر لذلك أمثلة عديدة.
ثم تحدث عن أثر التربية الأسرية في تنمية الإحساس الأدبي، ودلل من كتب النقد والتحليل النفسي على وجود عناصر تأثير أسرية قوية تتمثل في: بيئة المنزل، والأم، والأب، والزوجة، والبيئة المساندة.
ثم فرق بين تأثير الموهبة الفطرية وصناعة البيئة الأسرية، ومدى إمكانية وجود إحداهما دون الأخرى.
وأكد المحاضر على أن أي طفل قد يمتلك خصائص وصفات مميزة تجعله يحلق خارج سربه، لكن ذلك وقف على الأدوار التي تلعبها الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والبيئة العامة، في ملاحظة تلك الصفات وتحديدها، والعمل مع الطفل من أجل إخراجها وتطويرها وفق مهاراته، وتبقى الأسرة هي الأهم؛ لكونها الحقل الذي نبتت فيه تلك الشتلة المتطلعة، وهي التي تحيط به معظم وقته، بل معظم حياته، والأكثر وقتا من المؤثرات هو الأكثر أثرا في الغالب.
وختم الدكتور خالد محاضرته بقوله:
إن استهداف استكشاف الميول والطباع، والتعرف على المواهب والقدرات، يحتاج إلى قصد تربوي وعلمي لدى الأسرة ومن يساندها من المؤسسات التي حولها، تعطي كل لون من ألوان الفنون حقها من الرعاية والاهتمام، ومن ذلك الأدب بكل فنونه، وكان لا بد أن تنهض المؤسسات التعليمية بهذا الواجب الحضاري في بلادنا، لتنقل التعامل مع الطالب من كونه ماعونا يعرض فيه العلم، كما يحلو لبعض أجدادنا أن يقول، إلى أن يكون مطبخا يحول ما في القدر من مواد خام، إلى لون جديد، لا عهد للعيون الإنسانية به من قبل، وهذا يحتاج إلى وضع خطة متكاملة تناسب ميول الناشئ ومستواه.
وقدم أربع توصيات عملية:
- العمل على توعية الأسر بضرورة العناية البالغة بمن تتبين موهبته، وتوجه بمنهجية للوصول إلى مساربها الجبلية، وتطويرها؛ حتى تبلغ نضجها.
- تثقيف المجتمع بضرورة وجود مكتبات في البيوت، بعد أن ثبت أن الأبناء والبنات يتعلقون بالقراءة لمجرد وجود الكتب أمامهم، وانكباب الوالدين على القراءة.
- طرح دراسات مشتركة بين المختصين في اللغة والأدب وعلم النفس وعلم الجينات؛ لتفسير بعض الظواهر الأدبية؛ مثل الأسر الأدبية، وتوارثها الإبداع الأدبي.
- إقامة أندية علمية وأدبية في كل مدرسة وجامعة لدعم الإبداع لدى الناشئة.
وقبل الختام دارت المداخلات المتنوعة ثم قدم رئيس الجمعية بطاقة شكر وعرفان لضيف المحاضرة ومديرها، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة .