أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > استقبال الأهالي لعيد الأضحى المبارك في الماضي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء ) ..

استقبال الأهالي لعيد الأضحى المبارك في الماضي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء ) ..

صحيفة همة نيوز : بقلم أ. صالح سعد النصر

. يحتفل الأهالي في كل عام بعيد الفطر السعيد بعد صيام شهر رمضان الكريم وبعيد الأضحى المبارك في العاشر من شهر ذي الحجة ، والكل يسعد بقدومهما حيث تلبس المبرز حلة قشيبة من الزينات والمخيمات الخاصة بهذه المناسبات السعيدة . وفي كافة الأحياء أتذكر أن أهالي حي السياسب وبالتنسيق مع المتعهد نصبوا الألعاب والمراجيح في براحة الشهيل غرب قصر صاهود مكان سوق رامز حاليا حيث تعم مظاهر السعادة والفرح والسرور كافة أرجاء المدينة في تلك الأيام يهنئ بعضهم البعض وفيها تتجلى عادات وتقاليد خاصة متعارف عليها ،

فنجد من أبرز مظاهر عيد الأضحى الحرص من قبل الكل على نشر قيم التسامح وإظهار مكارم الأخلاق ورسم الفرح والسعادة والود بالمجتمع كذلك نجد الحرص على التهليل والتكبير المطلق والمقيد و صيام يوم عرفة وذبح الأضاحي في يوم العيد وطيلة أيام التشريق كل على سعته وذلك لمكانتهما الدينية العظيمة فيحرصون على شراء الأضاحي المجزئة والمستوفاة الشروط شرعا ذات الصحة الجيدة والخالية من العيوب ناصعة الأسنان . فقبل يوم النحر بأيام ونحن صغار وعندما نرى الأضاحي في الأحواش كنا نطوف أزقة وصكك ( سكك ) الفريج ( الفريق ) نردد أهزوجة جميله نقول فيها :

باكر العيد بنذبح بقرة –
نادوا خليف كبير الخنفرة
باكر العيد بنذبح بقرة –
نادوا خليف بنكسر إظهره .
وفي صباح العيد وقبل أداء صلاة العيد نسمع طلقات المدفع ، كان منصوبًا على تل مرتفع جنوب مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية .

وبعد الصلاة يشرع الأهالي المضحين بذبح الأضاحي بعضهم يذبحها بنفسه بمساعدة أولاده ، كان الوالد رحمه الله تعالى يقوم بهذه المهمة لنا وكذلك الأقرباء والبعض الآخر يكلف أحد الجزارين بها الذين يكون الإقبال عليهم كبير في تلك الايام ثم يتم توزيع قطع اللحم على الجيران والأقارب والأصدقاء والمحتاجين وأثناء التوزيع ترتسم البسمة على الطرفين ففي العيد تزيد الروابط والإخاء بين كافة شرائح المجتمع ويحرص المضحي على طبخ غداء العيد منها ويكون في العادة مبكرا عن الوقت المعتاد عليه في الأيام الأخرى .
وأتذكر في هذا الصدد أن رجلا بمدينتي أكول يحب اللحم وفي أيام عيد الأضحى ينصب قدرا بدهليز ( دهريز ) بيته والنار تشتعل تحت القدر وعندما يطرق الطارق بقطعة لحم يغسلها ثم يضعها في القدر والقطعة الناضجة يخرجها منه ويأكلها وهكذا دواليك طيلة أيام العيد ونتيجة لذلك أن أهل هذا الرجل تركوا له البيت بسبب فعلته تلك .

وقبيل الغداء يتم التزاور بين الأهالي وهم في غاية الفرح والسرور مستبشرين وتعلو وجوههم الابتسامة والمحيا الطلق وكذلك يتم توزيع العيدية على الأطفال حيث يصبح التنافس بينهم أكبر فيمن يجمع من نقود العيدية أكثر ، وفي العصر يذهب الرجال باللباس الرسمي مصطحبين الأطفال بملابسهم الجديدة إلى مخيم العرضة عرضة السياسب ( أهل العليا ) عند مكتب البريد حاليا حيث تقرع الطبول والدفوف بمصاحبة وشيل القصائد الخاصة بهذه المناسبة الغالية بحضور عمدة الحي وكبار الأعيان مع امتزاج ذلك بالرقصات الحربية من قبل المشاركين بالسيوف والبنادق ( التفاقه ) وأحزمتهم المدججة بالرصاص والمطوقة خصرهم لكونها تعتبر بمثابة مهرجان شعبي تظهر فيه صور الشجاعة والفروسية والمهارات الفردية حتى قبيل صلاة المغرب .
وهناك عبارات جميلة تقال للتهنئة بالعيد منها عيدكم مبارك ويكون الرد عساكم من عوادة وجعلكم تعودونه أو من العايدين ومن الفايزين والأهالي عندما يقدم عليهم شخص محبوب لديهم يرحبون به ويقولون له بالسنة عيدين وشوفتك العيد الثالث زيادة في الترحيب والمجاملة حتى يسعد ويفرح ويستأنس .

وفي عيد الأضحى ينصب بعض الأهالي الأعلام الملونة فوق منازلهم بالذات الذين لديهم حجاج وينتظرون قدومهم من الديار المقدسة في مكة المكرمة وبالمدينة المنورة وعندما تشاهد هذه الأعلام خفاقة فوق المنزل تعرف أن أصحاب هذا البيت لديهم حاج أوحاجة يترقبون قدومهما بكل شوق ولهفة ويصبح العيد أكثر فرحة بعد وصول الحجاج خاصة عندما نسمع عبارة أن حملة فلان طبت المدينة أي وصلت بالسلامة وهم الآن عند عين نجم ، وهذه العين لها ارتباط وثيق بالحجاج بصورة عامة حجاج الداخل والخارج من دول الخليج وكذلك من يأت عبر ميناء العقير هذا الارتباط كان في وقت المغادرة وفي وقت الوصول (تجمع واستحمام وأكل بعض الوجبات ) وذلك لموقعها الجغرافي غرب المدينة وتتميز بخاصية فريدة من بين العيون حيث مياهها كبريتية فالكل ينتظر الحجاج مع مايحملونه من صوايغ متنوعة وتبدأ بعدها سلسلة العزائم لهم ويروون خلالها قصص وحكايات رحلتهم الميمونة خاصة المرتبطة بالطريق وأهواله مثل اجتياز الدهناء والصمان والسبع الملفات وعقبة طريق الهدا وفي الزمن الماضي تصدق مقولة الذاهب مفقود والعائد مولود بعكس هذه الأيام ولله الحمد والمنة في ذلك ثم جهود حكومتنا الرشيدة حيث الطرق المعبدة السريعة ووسائل النقل المتنوعة .

ومن مظاهر عيد الأضحى المبارك وفي ثالث أيامه يقوم أهالي مدينة الهفوف بزيارة مجالس أهالي مدينة المبرز لتقديم التهنئة بهذا العيد ردا على زيارتهم لهم في ثالث أيام عيد الفطر السعيد .

رحم الله من رحل منهم وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .

المصادر:-

1-الموسوعة الكويتية أ/ حمد محمد السعيدان .
2 – عيشة لول أ/ د – جاسم محمد الأنصاري .
3- صفحات من تاريخ الاحساء تأليف أ/ عبدالله أحمد الشباط . شكر خاص لكل من :-
1-المشرف التربوي أ/ خالد وعبدالله الحليبي .
2- المشرف التربوي أ/ وليد سليم السليم .

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

تقرير حصري لصحيفة همة نيوز ….عن الفخار الحساوي: إرثٌ عريق يواجه تحديات الحاضر ..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم .. تُعدّ ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com