صحيفة همة نيوز : : جابر الخلف – حسن الربيح:..
أقام نادي السهلة الأدبي عبر منصة هاوي فعالية “زيارة متحف ” لصاحبه عاشق التراث سعد بن يوسف بن يعقوب المطر؛ ودار الحديث عن (الدَّلّة الأحسائيَّة: أنواعها وصنّاعها)، وذلك مساء السبت ليلة الأحد، بتاريخ 24 ذو القعدة 1445هـ/ 1 يونيو 2024م، وانعقد اللقاء عند 8:30م في مقر المتحف، بمنزله العامر، واستمر الحديث حول الدلة الأحسائية إلى الساعة 10:00م،
ثم تلا ذلك تكريم الضيف الكريم بدرع تذكاري، ثم تحلّق السّمّار حول الضيافة الكريمة التي أعدها أبو يوسف لزائريه، وتواصل الحديث حول التراث المحلي وقيمته الثقافية حتى منتصف الليل.
افتتح اللقاء أ. جابر الخلف، مرحبا بالضيوف، وشاكرا المضيف على حفاوته وحسن استقباله، ثم استهل اللقاء أ. حسن الربيح بكلمة ضافية، جاء فيها:
حينما يتجرّد المرء من جسده فهو لا يغادر الحياة حسب مفهوم الولع والعشق، فالتجرُّد يعني أنّه يشعر في كلّ قطعة تركها الزمن روحًا تلوّح له فينسرب إليها في خطفة برق.. يمتزج معها روحًا واحدة، فما أكثر الأرواح التي امتزج فيها في هذا المكان الذي نطلّ منه على الأكفِّ التي كدحت ومدّتنا بالحياة والجمال والقيم الأصيلة.
والأشياء عند من يدرك قيمتَها تعني أن صلاحيَّتها في الحياة لا تنتهي، ولو قُدِّر لعاشق التُّحف أن يجمع كلَّ ما وَلِع به لما كفته الكرة الأرضية منزلًا لهذا الولع. ولكن كما يقال: (ليسَ الرِّيُّ عن التَّشافِّ، ويُعلِمكَ بجنَى الشَّجَرةِ الواحدةُ من ثَمَرِها، ويدلُّك على خُزامَى الأرض النَّفحةُ من رائحتها).
الليلةَ وفي حضرة عاشق التراث سعد بن يوسف المطر، يختار منتدى السهلة الأدبي شرفةً لحكاية، وقد آثرنا أن نستنطق الدلة الأحسائية من خلال أبي يوسف محدِّثًا عن الجاذبيّة في جسدِها، وراويًا لحكاية القيم الأصيلة الكامنة في روحها.
وتفضل أ. أبو بندر خالد بن فهد البوعبيد بكتابة كلمةٍ مسبوكة بماء الذهب حول شخصية أبي يوسف وعشقه للدلة الأحسائية.. طرّزها بجواهر بيانه، ودبّجها بذوب جنانه، وسطّرها بنواضر أغصانه، ووشّاها بسواجع ألحانه، جاء فيها:
ولد بجوار (دلة).. فوّارة بحب الضيوف والزائرين.. تناغمت صيحاته الأولى ودقات (النجر).. وكان لفنجان القهوة ساعة ميلاده الميمون مذاق خاص.. إلى جانب رائحة (الهيل) الفوّاحة.. تلك الرائحة التي يصعب أن يخطئها المارون بجانب منزلهم..!! دون أن ينثني بهم الطريق إلى ذلك المجلس.. ولد وتبرعم التراثي سعادة الأستاذ/ سعد بن يوسف بن يعقوب المطر في بيت جده لأمه الشيخ/ محمد بن عيسى العبود ذلك البيت الذي اشتهر بالضيافة واستقبال الأقارب، والأصدقاء، والمعارف بصفة يومية.. ولد سعد، وولد معه الحب الاستثنائي لـ (الدلة) الأحسائية..!!
ثم أدار الحديث أبو يوسف عاشق التراث الأحسائي، حول الدلة الأحسائية، وذكر أنواعها، وتحدث عن صنّاعها، وكان حديثه عن الدلة حديث العاشق عن معشوقته، وساهر الليل عن نجمته. وقبل حديثه وفي أثنائه وبعده.. كان الأخوة يتشاركون مع أبي يوسف سلاف النديم العاشق، وحديث الساهر الولهان.. وهم الأخوة الأصفياء الذي يشاركونه العشق الفنّان، ليس بينهم عذول، ولا واشٍ.. فطاب الحديث عن الدلة والبن والهيل وقيمتهم وجلالهم في النفوس، وهيبتهم في المجالس.
حضر اللقاء نخبة من الأدباء والشعراء والمثقفين والمهتمين، وهم (مع حفظ الألقاب): أحمد الفايز، وجاسم الصحيح، وخالد البوعبيد، وعبدالله المطلق، وجاسم عساكر، وجابر الخلف، وحسن الربيح، وطاهر الجاسم، وأحمد الشملان، وجابر الجميعة، وحسين الجاسم، ومصطفى العقيلي، ومحمد المهنا.