أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > عين الحارة بالأحساء

عين الحارة بالأحساء

✍️

بقلم /الأستاذ عبدالله بن عيسى بن علي الذرمان


اشتهرت الأحساء عبر القرون بكثرة المياه قال المؤرخ إبراهيم البغدادي في وصفها ( و هي بلاد متسعة ، سهلة المعاش ، ذات نخيل كثيرة ، و أشجار و مياه متنوعة )(إبراهيم فصيح الحيدري ، عنوان المجد في بيان أحوال بغداد و البصرة و نجد :ص202)
و من أشهر السواقي المائية بالأحساء عين الحارة ، و تقع في شمال فريق العيوني بمدينة المبرز ، و حولها مجموعة من النخيل و البساتين ، عُرفت بطرف الحارة ، قال المؤرخ مقبل بن عبدالعزيز الذكير في وصف هذا الطرف ( نخيل ، بساتين تشرب من عين الحارة المشهورة )( مقبل الذكير ، معجم البلدان ، مخطوط :ق160)و من نصوص الوثائق ما جاء في إحدى الوثائق الشرعية ( و هو الغرافة المسماة الديفلية المعلومة لديهما الكائن موقعها لطرف الحارة على ساقية ثبر الحارة )(ق/1331ه).

التسمية

سُميت عين الحارة بهذا الاسم ؛ لسخونة مياهها ، و سمّاها الرحالة بلجريف (السخنة) و قال في وصفها ( إلى الخلف من المبرز في الناحية الشمالية توجد عين جميلة تشكل بحيرة صغيرة عميقة أضفت عليها سخونتها اسم السخنة ، … و يجئ أهل المبرز إلى هذه البحيرة طلبًا للاستحمام )(وليم بلجريف ، وسط الجزيرة العربية و شرقها (2/201)
سقيا الأطراف الزراعية :
تميّزت العين بوفرة المياة و غزارتها و قوة جريانها ، لذا وصلت المياه إلى أرجاء عديدة من المساحات الزراعية القريبة من العين ، و منها
-طرف الحارة.
-طرف شراع الشعَبَة.
-طرف شراع العيوني.
-طرف شراع المقابل.
-طرف الشهيبي.
-طرف أبي سحبل.
و من النصوص الدالة على ذلك ما جاء في إحدى الوثائق الشرعية و النص ( الكائن بطرف الشهيبي على ساقية عين الحارة و الدباغ من عين الحقل )
الأنهر التي مصدرها من العين :
مثلَّتْ مياهها مصدرًا لجريان بعض الأنهر :
-نهر الحارة ، جاء في وثيقة شرعية ( جميع ملك حمد آل كلبس من الغرافة المعروفة بغرافة آل كلبي الكائنة على نهر الحارة من الشمال )

-نهر الحصان ، جاء في وثيقة شرعية ( الكائن محلها بشراع العيوني على ساقية نهر الحصان من الشمالي من عين الحارة )

-نهر الدلامي ، جاء في وثيقة شرعية ( المسمى بشطيب الوادعين المفرز الكائن بطرف شراع المقابل على ساقية الدلامي من عين الحارة )

-نهر الشمالي ، جاء في وثيقة شرعية ( الكائن بطرف شراع المقابل ساقية نهر الشمالي من الحارة )

-نهر العمار ، جاء في وثيقة شرعية ( الواقع بطرف شراع العيوني على ساقية نهر العمار من الحارة )

-نهر مغيصيب ، جاء في وثيقة ( من العقار المسمى بالسويرحية مزرع أرز المعلومة لدى المذكورين الكائنة بطرف شراع الشعبة ساقية نهر مغيصيب من عين الحارة )

و كانت مياه العين مصدرًا غنيًا لإمداد بعض العقارات الزراعية بكميات وفيرة من الماء الذي يضمن بقاءها و جودة ثمارها ، و من أسماء العقارات في بعض الوثائق :
-الغرافة الدلامية.
-غرافة التحيتية ، و هي من أوقاف مدرسة عبدالله بن حسن الفارسي و هي في ولاية آل عبدالله
-غرافة آل كلبي
-غرافة الحبّوضيّة
-عارض الحملي
-عقار الجبيل ، من أوقاف مدرسة السعدون.
-غرافة الزماهيل.
-شطيب أبي عنقود.
-ضاحية المؤاذنة.
-عارض آل عليان.
-عمارة آل مطلق.

مزارع الحنطة :
يحتوي الطرف الزراعي للعين على أراض لزراعة الحنطة ، و قدَّر المؤرخ مقبل بن عبدالعزيز الذكير عددها بعشرين مزرعة ( مقبل الذكير ، معجم البلدان ، مخطوط ق160).
سقيا الماء من عين الحارة :
تعد العين من المصادر المائية التي اعتمد عليها الأهالي قديمًا في السباحة و الغسل و الشرب ، و نصَّ بعض أهل الأوقاف على أن تؤمن للناس في بعض المساجد أو الأسواق كميات من الماء من مياه عين الحارة ، و من الأمثلة أن الإمام فيصل بن تركي وقف جامعًا في فريق العيوني تابع مدينة المبرز في سنة 1271ه ، و حبّس عليه مجموعة من الأوقاف و جعل غلة منين من التمر مخصصة للماء الموضوع في الجامع للشرب من عين الحارة و جراره و هن أربع جرار كل يوم في الشتاء و ثمان في الصيف و عشرين كل يوم جمعة و اثنا عشر كل يوم من رمضان.
الاستحمام في العين
قصد الناس العين للسباحة فيها حيث قضوا أوقاتًا من المتعة في مياهها العذبة ، و لم تكن السباحة محصورة على الرجال ، فقد خصص جزء للنساء ، و بني هذا القسم ، قال هاري فيلبي ( و يقصدها الجنسان للاستحمام في مائها ، و الجنس اللطيف يقصد – بحكم العرف و التقاليد – الطرف البعيد من البحيرة )(هاري فيلبي ، قلب الجزيرة العربية :ص70)
تبرع بعض أهل المبرز لترميم مغتسل النساء :
تعرَّض جدار مغتسل النساء من عين الحارة إلى الخراب فأدى إلى انكشاف المغتسل ، كما وجدت مشكلة في ينبوع العين ، و كل هذا جعل الشيخ محمد بن عبدالله آل عبدالقادر قاضي المبرز يتصدر للحث على مشاركة الأهالي في إعادة عمارة المغتسل ، و قد زودني الدكتور عبدالوهاب بن عبداللطيف الصالح – جزاه الله خيرا – بنص المنشور و للفائدة التاريخية أُثبت نص المنشور :
( إلى من يراه من إخواننا المسلمين الكرام من أهل المبرز وفقهم الله للخيرات و عمر المبرات، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد : فإنكم لا تجهلون حالة (الحارة) الراهنة من انكشاف مغتسل النساء و بروزهن لنظر الرجال من وطني و أجنبي ، و قذارة الينبوع بما يتطرقه من قاذورات البهائم وغسالات المواتر ، و هو المشرب الوحيد الذي تعول عليه الأكثرية من أهل المبرز ، و خلوه من مرافق الاغتسال وهو الملجأ الوحيد للمغتسلين ، و رأينا من الواجب الذي لا مندوحة عنه و لا تأخر منه أن يُصان ببناء محكم؛ ليبقى على مرور السنين و الأيام ، ويكون صدقة جارية للمساهمين فيه ، و قد قال الله تعالى ( و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ) ، وقال صلى الله عليه و سلم ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ) ، وقال صلى الله عليه و سلم ( من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة ) ، و قد حض الله المسلمين في التعاون على طريق البر ، و إن جلالة الملك حفظه الله قد تبرع لهذا المشروع بثلاثين ألف ريال ، و تبرع جماعة من إخوانكم بمبلغ ستة عشر ألف ريال و خمسمائة نشكرهم عليها ، فندعو جميع إخواننا المسلمين الطامعين في ثواب الله عز وجل الغيورين على محارمهم والحريصين على منافعهم في المساهمة و المعونة بقدر من المال لا يتجاوز الموسرين مائتي ريال وكل بقدره وما دونه إلى عشرة ريالات ، و نسأل الله لنا و لهم التوفيق وإصلاح النية ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته )
المصادر :
-مجموعة من الوثائق الشرعية.
-مقبل الذكير ، معجم البلدان ، مخطوط.
-إبراهيم فصيح الحيدري ، عنوان المجد في بيان أحوال بغداد و البصرة و نجد.
-هاري فيلبي ، قلب الجزيرة العربية.
-وليم بلجريف ، وسط الجزيرة العربية و شرقها.

عين الحارة بالأحساء

عبدالله العيد

عن عبدالله العيد

شاهد أيضاً

تقرير حصري لصحيفة همة نيوز ….عن الفخار الحساوي: إرثٌ عريق يواجه تحديات الحاضر ..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم .. تُعدّ ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com