صحيفة همة نيوز
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
نواصل حديثنا عن الأستاذ مشرف بن مبارك المشرف كرئيس لنادي الطرف الرياضي وفي الجزء الثاني نتحدث عن حياته كإنسان محب لأهله ولأخوانه ولأصدقائه ربما يصعب حصرها في حلقة واحدة.. لكن نحاول هنا أن نبين احدى الرسائل التي وصلتني من المقربين منه يتحدث عنه بشفافية صادقة من مشاعر صادقة فماذا تقول هذه الرسالة ؟
من الصعب جدا الحديث عن شخص مثل أبو سامي رحمه الله فقد اجتمعت فيه الكثير من خصال الخير والفضائل التي يندر أن تجتمع في شخص واحد , فقد ظهرت علية مظاهر الذكاء والفطنة وقوة الشخصية والثقة في النفس منذ أن كان طفلاً ، وعرف بتفوقه في جميع مراحل دراسته ولم يعرف عنه في جميع مراحل حياته سوى الاستقامة وبغضة لمواقع الخنا ، وكذلك كان رحمه الله حريصا على الارتقاء بنفسه علماً وفضلاً وسلوكاً ، ولم يكن يتكلف هذه الأمور أو يصطنعها
فقد كان صاحب مبادئ وقيم ومُثل يعتز بها ويتمسك بها إلى ابعد الحدود .. كان رحمه الله عصامياً ، علم نفسه بنفسه وبحث بنفسه عن مصادر العلم والمعرفة لم يكتفي بالدراسة النظامية في المدارس بل اجتهد في الاطلاع والقراءة في شتى فنون وميادين العلم والمعرفة .. فقد كان موسوعياً في ثقافته فإلى جانب متابعته لأقلب الصحف والمجلات والدوريان.
كان يحرص على اقتناء وقراءة كل جديد يصدر من دور النشر في ذلك الوقت ومن الكتب التي كان يحرص على القراءة لهم منهم الأديب أنيس منصور وكان يحرص على متابعه المجلة العربية والعربي ، ومجلة الأمة القطرية ومجلة المجلة واليمامة ودورية الدارة أما الصحف اليومية المفضلة كانت ، جريدة الجزيرة والرياض وعكاظ .
عرض عليه والدي الالتحاق بشركة أرامكو بعد أن أنهى دراسته الثانوية وكان ذلك ميسراً في ذلك الوقت إلا انه رفض واختار طريق العلم وإتمام الدراسة ، فالتحق بجامعه الملك سعود بالرياض ودرس فيها رغم صعوبة الطريق وطوله في ذلك الوقت . أنهى دراسته الجامعية في ثلاث سنوات ونصف حصل فيها على درجة البكالوريوس ( قسم الجغرافيا والتاريخ ) كانت لدية رحمه الله هوايات كثيرة من أبرزها الصيد وكان ماهراً في ذلك فلا تخطي له رميه وقد احضر لنا أنواع غريبة من الطيور التي كان يصطادها.
أما هواياته الأبرز منها إصلاح أعطال السيارات وكان رحمه الله يحب ذلك ويتقنه بمهارة ويتفنن فيه إلى درجه انه كان يمضي جزءًاً كبيراً من وقته في إصلاح السيارات بعض الأقارب والأصدقاء .
كانت لدية رغبة بل وتخطيط لإتمام دراسته العليا والحصول على الماجستير والدكتوراه وربما كان من أقوى الأسباب التي أعاقته عن تنفيذ ما خطط له هو رئاسته لنادي الطرف وتمسك الأهـالي به بشدة واختيارهم له لعدة دورات متتابعة قدم فيها من وقته وجهده وتفكيره ومن ماله الخاص بل انه قدم أقصى ما يمكن أن يقدمه للارتقاء بمستوى النادي .
في داخل الأسرة تولى مسؤولية رعايتها ومارس دور الأب رغم صغر سنه في ظل ظروف عمل الوالد بعيداً عنا .. وكان غفر الله له شديد الحنان .. فقد كان ينزل إلى مستوانا الصغير فيلعب معنا ويمازحنا ويكثر في الحديث معنا ويسأل عن أحوالنا ومشاكلنا ويناقشها معنا بكل أريحية حتى انه لم يكن يتردد في السهر طوال الليل مع من يمرض منا وقد نال ثقة جميع أفراد الأسرة بدءاً من الوالد وانتهاء بأصغر شخص فينا فلم يكن أياً منا يقطع أمراً دون الرجوع إليه والاستنارة برأيه .
عرف عن كرمه وتواضعه فلم يكن يرد أي شخص احتاج إلية في مساعدة مادية أو معنوية بل انه كان يفرح ويستر ويظهر ذلك على محياة الطاهر رحمه الله إذا تمكن من قضاء حاجة ما لأي إنسان سواء كان الشخص قريباً أو بعيداً .
وفاته :
كانت وفاته صاعقة صعقت كل من سمع بالخبر من أهل وأقرباء كانت وفاته بعد عيد الفطر الثالث عشر من شهر شوال من عام 1413هـ .. وحضرللصلاة على جنازته خلق كثير وممن فاته الصلاة على جنازته ذهب الى قبره للصلاة عليه ..خلق كثير ذرفت الدموع عليه حبا فيه لدماثة خلقه وطيب معشره وطيب معدنه ..ولكن المؤمن يردد قول الله تعالى انا لله وانا اليه راجعون .
