الرئيسية > أخبار السعودية > حكايات وأساطير وقصص شعبية من الأحساء 30

حكايات وأساطير وقصص شعبية من الأحساء 30

الأطفال والنخلة.. ( أم الخضر والليف ) ..

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..

كانت النخلة دلالة على الخير في كل شيء ، الا عند الأطفال الذين كانوا يفزعون حين يسمعون بوصفها ” أم الخضر والليف ” !!

فهذه الكلمات الثلاث لاتعني الا وصفاً للنخلة كانت شيئاً خرافياً لايمكن تصوره بسهوله ولايقبل الطفل في السنين المنسية ان يراه – أنه يخافه يتكور في حجر أمه حين يسمع به ! وتختلط عنده الأوهام بالخوف بالسكينة وربما بالبكاء وأخيراً النوم !!

والأشد غرابة وطرافة : أن الطفل لم يكن يفهم ماذا تعني هذه الكلمات الثلاث انها مخيفة فقط !!

يقول بعض الرواة :

حين كنا أطفالاً صغاراً في حياتنا الريفية البسيطة كنا نتعامل مع الحياة منطق الخوف من الأشياء المجهولة ! وأباؤنا وامهاتنا استغلوا هذه النقطة في تربيتنا وضبط سلوكنا ! ولأننا كنا نعيش في غابات من النخيل والمزارع فإن عالمنا المتشابه في تكوينه الطبيعي رسم في اذهاننا بساطة في كل شيء إلى درجة تخيل أشياء غير موجودة في الحياة والخوف بسببها أيضاً والحياة الريفية في العهد القديم مزدحمة بالعمل .

أباؤنا وامهاتنا يعملون في النخيل وحين ينتهي النهار تتحول غابة النخيل إلى عتمات صامته ليس فيها الا أصوات الضفادع والهوام !!

ووسط هذا العالم المخيف كنا كأطفال نتخيل الأشياء بفعل ظلام الليل ، والأصوات التي تملؤه وفي ليل مثل هذا الليل كل شيء متوقع .

وام الخضر والليف ، والراعية والدعيدع ، والجني كلها اسماء لأشياء كنا نهدد بها إن رفضنا النوم أو عصينا بعض الأوامر ، أو ارتكبنا خطأ من الأخطاء !!

فالطفل إذا رغب في اللعب أو العبث بالتراب والوحل ، حيث كان الأهل يهددونه بأن أم الخضر والليف ، أو الراعية !! فمن شدة خوف الطفل ينفذ أوامر الأب والأم تحت وطأة الخوف لاغيره !! ولم يتوقف تخويف الطفل من قبل الأب فقط بل كذلك شاركت الأم في ذلك لأن الأم في صغرها كانت تخوف بأم الخضر والليف ، فهي بذلك ورثت ذلك من آبائها وامهاتها حيث خوفهم أهلهم بأم الخضر والليف وهاهن الآن يخوفن الأطفال بها ..

أم الخضر والليف :

كم كانت طفولة أجدادنا مسكينة لكنه زمن مضى وبقي لنا أن نستعيد ذكرياته بشوق واستطراف !!

وبقي لنا ان نتوقف من جديد عند ” أم الخضر والليف ” .

الخضر : هو سعف النخل الأخضر .

والليف: معروف تصنع منه الحبال .

لكن الجدير بالالتفات هو أن اجتماع هذه الكلمات الثلاث يترك انطباعا مخيفاً بالفعل على الرغم من أن كلمة على حدة تعطي معنى جميلاً في ذاته إذ ليس هناك أجمل من كلمة (أم) .

والخضر : دلالة على الحياة .

والليف : قد يكون معناه عادياً جداً .

هل كان أجدادنا يدركون بوعي ان اجتماع الكلمات الثلاث مع جمالها يولد معنى جديداً غير جميل ؟

فمن أين اذن ركبت هذه الجملة ؟

إنه سؤال لم يجب عليه أحد ونحمد الله أن سر ( أم الخضر والليف ) قد انكشف فلم تعد تخيف أحداً !!

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

..تأهل الهلال والاتحاد الى نهائي مربع السله الذهبي ..

Share this on WhatsApp صحيفةهمةنيوز : صالح الدويسان.. تأهل فريقا الهلال والاتحاد إلى نهائي المربع ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com