مغامرة بحار ..
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
يقول الراوي : عندما نتذكر البحر والغوص والحياة في الأحساء ما بين العشرينات من القرن الرابع عشر الهجري الماضي نذرف الدموع والآهات الحرى على تلك الأيام التي واجهنا فيها كل المخاطر!!
ويقول الراوي : كان أحد النواخذة من سلطنة عمان واسمه ” ابن ملفى العماني ” يطالبني بثلاث مائة واثنا عشر روبية فلوبعت البيت والنخل لما استعطت احضار هذه القيمة !!
ففكرت أن أعمل مع ربعي منهم مسلم المرزوق ، والساعي أحمد بو عبيد ، وسعيد العكروش على أن ينشروا في الدوحة خبرا أنني سوف أركب مع نواخذة الدمام ! وفعلاً توجه المذكورين إلى قطر ، وأنا توجهت إلى الدمام في الشمال ، وموعدنا في الدوحة ، ولما وصلت الدمام ذهبت للبندر ، وتوجهت إلى قطر ومكثت في الطريق من الأحساء إلى الدمام ، ثم عبرت الدوحة في سبعة أيام ، وفعلاً مكث الساعي سبعة أيام من الأحساء إلى الدوحة .
والحمد لله تصادفنا جميعاً ، وفي اليوم نفسه في سوق الدوحة ، واذا واحد من اخوياي العام الماضي من نواخذة ” بن ملفى ” سلمت عليه وقال لي : الجماعة سألتهم عنك فقالوا لي انك تعمل في الدمام هذه السنة ، ثم سحبته بيده ولما صددنا عن الناس قلت له : الأمر كذا وكذا ، وأطلب منك أن لاتذكرني عند ” ابن ملفى العماني ” ” والسر عندك بالأمان فردعته وانصرف .
فانصرف عني وكانت في تلك الأيام لاتوجد في قطر الا سيارة واحدة تعمل بين الوكرة والدوحة ، وسائقها اسمه ريحان ، توجه ذلك الرجل إلى النوخذة ” ابن ملفى العماني ” وقال له : إن من جزواك مبارك المسفر في الدوحة ، ولايرغب أن يركب في محملك .. فقال لريحان صاحب السيارة قف ثم رجعوا فيها مع واحد اسمه بن منصور فما دخل الدوحة الا بمقابلة الساعي أحمد بوعبيد فسأل عني فقال لهم :
إن مبارك بن مسفر توجه للدمام فقالوا له : إن واحد من الربع وصل لنا العلم أنه في الدوحة !!
قال : أنا علمي به في الأحساء وهو متجه إلى الدمام فجاء مسرعاً لي وقال : نوخذاك ” ابن ملفى العماني ” يبحث عنك فاختبئ ، فجئنا إلى واحد من اقربائي فدخلت في أحد غرفهم مختباً حتى لايعرف عني أي شيء !
فأنا لا أملك من المال أي شيء لأرد إليه ما يطالبني به ! وطلبت من أحد زملائي بأن يوصل له انني لا أملك شيئاً سوى ثوبي وإزاري فمتى ما تيسرت الحال رددت له مستحقاته ..فغامرت بحياتي حتى تمكنت من سداد ما علي للنوخذة ” ابن ملفى العماني ” .