أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > حكايات واساطير وقصص شعبية من الأحساء 26..

حكايات واساطير وقصص شعبية من الأحساء 26..

غريب الجزيرة 2-2

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..

هذه قصة من قصص البحر حدثت لأحد الآباء رواها بالتفصيل أحد الرواة الذين عملوا في الغوص ذكرها لي الراوي محمد بن سالم الخليفة رحمه الله من أهالي الطرف وهي مكتوبة في دفتر صغير .. نكملها معكم .

قال : ثم أجلسوني ، وجاء لي بالغبوق فلم استطع أن أشرب الحليب! فعالجوني وغرروا في فمي حتى شربت ، ثم صلينا المغرب فشعرت في بطني بالآم وأصوات !! فتوجهت للبحر وأخرجت كل مافي بطني في البحر ، وتروشت فلبست ثوبي ،وكأن فمي قد بدأ يلين وانفتح فأكلنا التمر والخبز وهم معي .

فسألني أحدهم : من أين أنت ؟

قلت لهم : أنا أخوي ابن ثنيان في العقير .

ثم تعشينا ، وشربنا القهوة واكلنا التمر والخبز وشربنا اللبن ثم قالوا لي :

حظك ياولد زين الزهاب انتهى منا ونحن نريد التوجه إلى أهلنا ولنا خمس وعشرين يوماً .. اما علمنا بالطبعة فجاءنا واحد مر علينا وأخبرنا وأنتم ثمان وعشرين نفر .

فقلت له : تعلم يا أخ نجا منا صاحب المركب وابن المشماش وابن الوصيبعي ، وأنا واربع أشخاص سلمنا الله من الغرق .

قال : ثم وضع جاعد على أحد المركوبات ، وقمت وركبت عليها فتوجهت متقدماً مع واحد من الأبناء وآخر خلف الإبل فوصلنا العصر إلى أهلهم من طلوع الشمس وماوردت الإبل الماء .. وفاقت النساء اللاتي على البئر وقفن مبهورات ينظرون إلى ويتفرجون علي فجاء أحد الرجال وزجر النساء وسلم علي وهو والد العيال ورحب بي وادخلني في بيته وقال لي من اين انت ياولد العرب ؟

فقلت له : من الأحساء .
قال : الحسا اثنين وسبعين بلدة !! فمن أي بلدة ؟
قلت : من الجفر .
قال : أنت من بلدة ابن دلال .
قلت : نعم .
قال : وصلت خير تريد عمك ابن اثنيان نوصلك له ؟
وتريد بلدتك نوصلك لها .

قلت : لاوالله اريد ابن عمي ابن ثنيان في العقير .

والسبب في ذلك انني ما أريد أن اثقل عليهم ويتعبون معي ، ثم عرفت أن هؤلاء البدو ، وأن هذا الشخص اسمه مبارك بن ربعه الهاجري وأبنائه راشد وفهد ابناء مبارك المذكور قدما القهوة وجاءت احدى النساء بالسمن ، وسلة تمر فأكلنا حتى شبعنا .

قال مبارك : ان شاء الله الصباح فيه الفلاح ، ونوصلك إلى عمك .

فقلت له : أنا والله ودي لومن الليلة فالله يعلم بحال الأهل فانا نفسي تقول لي : انهم لبسوا ثياب الحداد .

ثم هز رأسه وقال : انا لله وإنا إليه راجعون .

فنادي مبارك : يافلانة .

ثم جاءت المرأة فقال لها : جهزي ثلاث نطوع نطع للقهوة والهيل ، ونطع ثاني للسمن ، والنطع الثالث للطحين وجهزي فلان وفلانة للسفر وفلان وفلانه اسماء نوق ، ثم ودعناهم وكان يرافقني ابنه فهد .

وكان الوقت عصراً من يوم الأحد ، وبدأنا بالسير إلى العقير وبدأت الشمس بالمغيب .

فانتهى أول الليل وبدأ آخره ، فوردنا على سودر وعلقنا النوق فاسترحنا حولها حتى اخذنا النوم ! ولم أجلس الا على ضربات ، وإذا بالأخ فهد قد اوقد النار ، وعمل الخبز بعدما دسه في التراب الحارة وطرقه طرقاً فلما نظف من الرمل ، جاء بمعلقه ومغرفة وملأها بالسمن البري وطلى بها الخبز فأكلنا حتى شبعنا وحمدنا الله ، ثم غسلنا أيدينا وتوضأنا للصلاة ثم واصلنا مسيرنا إلى العقير ، وما وصلنا بير بوزهمول حتى سمعنا آذان الفجر ،ولم نصل العقير حتى بدأت الناس بالطلوع من المسجد ولم ندرك الجماعة ! فصلينا لوحدنا وبعد الصلاة ذهبنا إلى ابن ثنيان الأمير فجاؤا يسلمون علي اخوياي بعدما تيقنوا أني اصبحت من المفقودين !

وانسل واحد من الجماعة القاطنين في العقير من الذين علموا بقدومي وتوجه إلى الجفر ليبشر أهلي وجماعتي أنني حي أرزق .. فما طلعت فإذا حولي بعض التجار في ذلك الوقت وهم عبد الرحمن بن دحيلان ،وعبد العزيز الملحم وعبد المحسن الملحم وغيرهم ومن أعيان العقير والجماميل والاهالي عامة يأتون على شكل جماعات يهنئوني بالسلامة ويباركون لابن ثنيان على سلامتي .

وأنا اذكر لهم ما حدث لي مع الأخ ابراهيم العقيل ونحن نصارع الأمواج فهو رغم مرضه مكث معي ليلة السبت بيوم السبت ثم وهن عظمه وزاد مرضه فانثنت رقبته وسقط ميتاً بين عيني وجزعت من تحركات الأمواج والخوف وأنا مستسلم للموت .

فلما دخل وقت الضحى طلبت من الأمير بالرخصة فقال انت عليك تعب كثير فاسترح معنا اليوم ، واذا استرحت الجفر قريبة فلم أعارضه في شيء ، وبعد الغداء واسترحنا حتى جاء وقت العصر صلينا العصر جماعة واذا واحد من الجماعة اسمه : ابراهيم البعير فتشاورت معه عن السفر للحساء فقال عن قريب سوف أتوجه !!

فلاحظ ألأمير ابن اثنيان هذا فقال متى الذهاب يا إبراهيم البعير فأجاب : عن قريب أو إذا انتهيت البضاعة من الاجراءات ثم التفت علي وقال لي : عندك عزم فتذهب معه أو تستريح إلى يوم غد .

قلت : ياطويل العمر أرغب برؤية عيالي .

ثم صافحت العم وانصرفت وجلست قليلاً والأخ ابراهيم البعير سلمت له البضاعة فصلينا المغرب على مورد بوزهمول وتوجهنا إلى الجفر وباقي ساعة على اذان الفجر فاسترحنا في مكان يقال له ” الدويرات ” .

وصلنا الصبح في هذا المكان وما طلعت الشمس الا نحن في بلدة الجفر ، والناس يلتفون حولنا كأنهم امواج البحر يتباكون حولنا وزوجتي لما علمت بوصولي خلعت ثياب الحداد ، ورفعوا البيرق ، وبدأت النساء باليباب ما بين بكاء وفرح !!

والوالد فرحان العقيل بجنبي وأنا أسرد علية قصة ولده إبراهيم كيف مات ؟ وكيف قاوم الأمواج رغم مرضه فمكثنا ثمان وعشرين يوماً .

وقد كانت زوجة المرحوم إبراهيم بن فرحان العقيل حبلاً فولدت ولداً سمي بإبراهيم .

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

تقرير حصري لصحيفة همة نيوز ….عن الفخار الحساوي: إرثٌ عريق يواجه تحديات الحاضر ..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم .. تُعدّ ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com